هل صيام العشر من ذي الحجة سنة

هل صيام العشر من ذي الحجة سنة هو حكم من الأحكام الشرعية المهمة التي تتعلق بالأيام العشر من ذي الحجة، هذه الأيام التي ينبغي على كل مسلم أن يتعرف على كل الأحكام الواردة فيها وما يتعلق بهذه الأحكام من أقوال للفقهاء والعلماء لكي لا يقع فيما حرّم الله تعالى جهلًا منه بالأحكام الشرعية، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على حكم صيام العشر من ذي الحجة وهل هو سنة أو واجب، وسنمر على بعض الأحكام الشرعية التي لها صلة مباشرة بهذا الحكم.

هل صيام العشر من ذي الحجة سنة

أجمع علماء المسلمين أنّ صيام العشر من ذي الحجة مُستحب في الشرع الإسلامي، فهو ليس بواجب، وقد وقع اختلاف في حديثين شريفين وردا في السنة النبوية الشريفة عن عائشة أم المؤمنين وحفصة أم المؤمنين رضي الله عنهما، الخلاف في الحديثين كان بين صيام رسول الله عليه الصلاة والسلام للعشر الأوائل من ذي الحجة أم عدم صيامه، وهذان الحديثان هما:

• عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة”.
• عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط”.

وفي هذا الاختلاف بين الحديثين الشريفين قال أهل العلم: “المراد أنه لم يصمها لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، وعدم رؤيتها له صائماً لا يستلزم العدم لأن الصوم قد لا يظهر أمره، ثم إن الصيام من جملة الأعمال الصالحات التي يتقرب بها إلى الله في هذه العشر التي ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن منها” ومعنى هذا الكلام أن الأفضل أن يصوم المسلم هذه الأيام الأوائل من ذي الحجة لينال الثواب والأجر الثابت في صحيح السنة النبوية؛ حيث حث النبي المسلمين على العمل الصالح في هذه الأيام العشر، ومن صور العمل الصالح الصيام.

كم يوم صيام العشر من ذي الحجة

إنَّ صيام الأيام الأوائل من ذي الحجة يكون في الأيام التسع الأوائل، من اليوم الأول من ذي الحجة حتَّى يوم عرفة وهو التاسع من ذي الحجة، لأنّ صيام اليوم العاشر من ذي الحجة غير جائز في الشرع الإسلامي فهو اليوم الذي يصادف يوم النحر أو يوم عيد الأضحى، فلا يجوز صيامه؛ فعن أبي سعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: “نهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يومِ الفِطرِ والنَّحرِ، وعن الصَّمَّاءِ، وأن يحتبيَ الرَّجُلُ في ثَوبٍ واحدٍ”، والله أعلم.

هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنيتين

يجوز للمسلم أن يصوم العشر من ذي الحجة بنية قضاء ما عليه من رمضان على سبيل المثال، ولكن أن يجمع بين العبادتين: صيام القضاء وصيام العشر من ذي الحجة فهذا لا يجوز في الشرع الإسلامي، لأنّه لا يجوز في الإسلام أن يجمع المسلم بين عبادتين تُقصد كل عبادة بذاتها، والله أعلم وأحكم.

فضل صيام التسع الأول من ذي الحجة

إنَّ صيام الأيام التسع من ذي الحجة الكثير من الفضل، يتجلَّى هذا الفضل في أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حث المسلمين على فعل الخيرات في هذه الأيام المباركة، فالعمل فيها خير من العمل في سواها كما قال عليه الصلاة والسلام: “ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر” وقال في حديث آخر: “ما العمل في أيام أفضل منها في هذه، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله ولم يرجع بشيء”.

وجدير بالقول إنّ لصيام يوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة فضل وثواب خاص، وهو ما ورد في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي جاء فيه: “صَومُ يومِ عَرَفةَ يُكفِّرُ سَنتَينِ؛ ماضيةً ومُستقبَلةً، وصَومُ عاشوراءَ يُكفِّرُ سَنةً ماضيةً” والله أعلم وأحكم.

مقالات قد تهمك

بهذه المعلومات نختم هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على هل صيام العشر من ذي الحجة سنة وما يتعلق بهذه الحكم من أحكام شرعية أخرى مثل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية القضاء وصيامها بنيتين.