محتويات
حديث صيام الست من شوال درجته وشرحه وأقوال العلماء فيه من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الزوار المسلمين وخصوصًا مع نهاية شهر رمضان المبارك، ودخول شهر شوال، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن فضل صيام الأيام الستة من شوال، وسوف يتم إدراج حديث صيام الست من شوال، ودرجة الحديث وشرحه، إضافة إلى أقوال العلماء في صيام الست من شوال، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.
فضل صيام الست من شوال
لقد شرع الله تعالى لعباده المسلمين كثير من الأعمال والعبادات التي يحصلون بها على الأجر والثواب، ولكل عبادة من العبادات المفروضة جعل الله تعالى ما يجبر الكسر ويكمل النقص فيها، ولذلك شرع صيام ستة أيام من شهر شوال بعد شهر رمضان، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي دلت على أنَّ صيام الأيام الستة سنة مستحبة أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن صيامها بمثابة صيام سنة كاملة، وأشار بعض الفقهاء إلى أنَّ صيام الست من شوال يعادل صيام سنة من الفريضة، لأنَّ النفل ثبت مضاعفة الأجر فيه على العموم، كما ورد في بعض الأحاديث أن صيام رمضان والست من شوال يعادل صيام الدهر، كما أنه يجبر النقص الذي يقع في الصيام خلال شهر رمضان.
حديث صيام الست من شوال
لقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يوصي فيها بصيام ستة أيام من شهر شوال، ويؤكد على أجر صيامها، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أشهر هذه الأحاديث:
- عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”.
- عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضانَ وأتبعَهُ بستٍّ من شوالَ فكأنما صام الدهرَ”.
درجة حديث الست من شوال
لقد ورد هذا الحديث في صحيح مسلم، فقد ذكره مسلم في صحيحة روايةً عن سعد بن سعيد بن قيس عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي عن أبي أيوب الأنصاري، ومن المعروف أنَّ الأحاديث التي وردت في صحيح مسلم هي أحاديث صحيحة يستند إليها الفقهاء في الأحكام ومختلف الأمور، فصحيح مسلم إلى جانب صحيح البخاري هما أصح كتابين بعد القرآن الكريم في الإسلام، وقد ورد الحديث أيضًا بطرق أخرى صحيحة، حيث أورده ابن الملقن في كتاب خلاصة البدر المنير، وأيضًا أخرجه الطبراني وغيره، ولذلك فهو حديدث صحيح والله أعلم.
ضعف حديث صيام الست من شوال
يعتقد بعض الناس أن الحديث الذي ورد في صيام الست من شوال حديثًا ضعيفًا، فقد روى الحديث سعد بن سعيد بن قيس، وقد ضعفه كثيرون من أهل العلم وأشاروا إلى ضعفه، ومنهم الترمذي، حيث قال فيه: “وَسَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الحَدِيثِ فِي سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ”، ولكن ذهب كثيرون إلى أنه صدوق ولكن المشكلة في حفظه ليس فيها وهم ولا فحش، وقد أشار ابن حبان إلى ضعفه فقال: “وكان يخطىء لم يفحش خطأه فلذلك سلكناه مسلك العدول”، ولذلك أورد الإمام مسلم الحديث وصححه، وقد ذكر ابن عدي في الكامل قوله في الحديث: “حديث سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب: (من صام رمضان…) فهو مشهور، ومدار هذا الحديث عليه، قد حدّث به عنه: يحيى بن سعيد أخوه، وشعبة والثوري، وابن عيينة وغيرهم من ثقات الناس”.
شرح حديث صيام الست من شوال
لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يصوم في كل شهر أيامًا محددة، وكان يحثُّ أصحابه على صيام بعض الأيام على مدار العام، لينالوا الأجر الكبير والفضل الجزيل من الله تعالى، وفي هذا الحديث يوصي النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين على صيام ستة أيام من شهر شوال، وحتى يشجع الناس على صيامها ذكر الأجر الكبير الذي أعده الله تعالى لعباده المسلمين، حيث إنه من صام رمضان كاملًا ثم صلى الأيام الستة من شوال فكأنه صام الدهر كله، فقد بين الفقهاء أنه من صامها كأنه صام السنة، ومن يفعل ذلك كل سنة وكأنه يصوم الدهر كله، وهذا من فضل الله تعالى على المسلمين، وقد بين الفقهاء أن شهر رمضان بمنزلة صيام عشرة أشهر والأيام الستة تعادل صيام شهرين تمام السنة، والله تعالى أعلم.
اختلاف العلماء في صيام ست من شوال
لقد اختلف الفقهاء في حكم صيام الستة من شوال، وذلك حسب النصوص التي اعتمدوا عليه، وحسب التفسيرات التي تناولت تلك الأحاديث الواردة في صيام ستة أيام من شوال، وفيما يأتي أقوال العلماء في المذاهب الأربعة في صيام ست من شوال:
- المذهب المالكي: ذهب الإمام مالك إلى كراهية صيام الست من شوال، حيث لم يصله ما يدل على سنية صيامها، كما أنه خشي أن يعتقد الناس أنها مفروضة وأنها جزء من شهر رمضان، ولذلك ذهب إلى كراهية صيام الست من شوال، وقد حدد بعض فقهاء المالكية شروطًا تجعل هذا الصيام مكروهًا، حيث تكره للشخص القدوة ولمن يعتقد سنيتها، ولمن يصومها متصلة برمضان و متتابعة.
- المذهب الحنفي: ورد عن أبي حنيفة أيضًا قوله إن صيام الست من شوال مكروه أيضًا، حيث إن أهل المدينة لم يكونوا يصومون هذه الأيام، ولكن أشار المتأخرون من فقهاء الحنفية إلى أن صيام هذه الأيام مستحب وسنة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
- المذهب الشافعي والحنبلي: ذهب أصحاب المذهب الشافعي والحنبلي إلى أن صيام الست من شوال مستحب وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب ما ورد من أحاديث نبوية صحيحة.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث صيام الست من شوال درجته وشرحه وأقوال العلماء فيه وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن فضل صيام الأيام الستة من شوال، كما تم إدراج أحاديث الستة من شوال، وتعرفنا على درجة الحديث وشرحه، وأقوال العلماء في صيام الست من شوال وغير ذلك.
التعليقات