محتويات
هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة للحاج هو من الأسئلة التي يجب على كل حاج أن يعرفها ويعرف الرأي الإسلامي بها مع آراء الفقهاء ويعرف إن كان عليها خلاف أم أن حكمها واضح متفق عليه، كل هذه التفاصيل تهم الحاج لكي يضمن أنه أدى الحجة من دون أيّة أخطاء تفسد عليه حجته، ولذلك سوف نعرض من خلال هذا المقال معلومات مفصلة عن موضوع حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة بالنسبة للحاج وللمضحي.
هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة للحاج
لا يجوز للحاج حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة لأنّه يكون في فترة الإحرام، فالمعروف أنّ حلق الشعر في فترة الإحرام غير جائز في الشرع الإسلامي، فإذا تحلل من حجه جاز له حلق الشعر، والمعروف أن التحلل في الحج يكون بعد يوم النحر أي بعد اليوم العاشر من ذي الحجة، مع العلم أنّ حلق الشعر أو التقصير هو من النسك في الحج، ويتم بعد التحلل من الإحرام، قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: “الحاج إذا اعتمر فلابد له من التقصير، فيقصر ولو كان يريد أن يضحي في بلده؛ لأن التقصير في العمرة نسك”.
هل يجوز حلق الشعر في عشر ذي الحجة للمضحي
إنّ الوارد في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه إذا جاءت الأيام العشر من ذي الحجة وأراد المسلم أن يضحي فلا يجوز له أن يحلق شعره، قال عليه الصلاة والسلام: “إذا دخلتِ العشرُ، فأراد أحدُكم أنْ يُضحِّيَ، فلا يمسَّ منْ شعرهِ، ولا منْ بشَرهِ شيئاً”، وفي هذا وردت ثلاثة أقوال عن أهل العلم من أتباع المذاهب الإسلامية الأربعة، وهي على النحو الآتي:
- المذهب الحنبلي: رأى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنّ حلق الشعر بالنسبة للمضحي في العشر الأوائل من ذي الحجة مُحرم، وأنّ الحديث النبوي الشريف يحمل معنى الوجوب وليس الاستحباب، فمن أراد أن يضحي وجب عليه ألّا يحلق من شعره شيئًا حتَّى ينتهي من الأضحية، والله أعلم.
- المذهب الحنفي والمذهب المالكي: ذهب الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى ومعه الإمام مالك إلى أنّ الأخذ من الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة بالنسبة للمضحي جائز، وكذلك لا حرج عليه في اللباس والطيب.
- المذهب الشافعي: ذهب الإمام الشافعي إلى أنّ حديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن عدم الأخذ من الشعر في العشر من ذي الحجة للمضحي هو حديث يدل على استحباب عدم حلق الشعر وليس على وجوب ذلك، فإذا حلق المضحي في العشر من ذي الحجة فقد أتى عملًا مكروهًا وليس محرمًا، وهو قول التابعي الجليل سعيد بن المسيب رضي الله عنه.
أقوال العلماء في حلق الشعر للمضحي
وردت عن أهل العلم العديد من الأقوال في مسألة حلق الشعر بالنسبة للمضحي، ومنها:
- قال الماوردي في كتابه الحاوي: “واختلف الفقهاء في العمل بهذا الحديث على ثلاثة مذاهب: أحدها: وهو مذهب الشافعي أنه محمول على الاستحباب دون الإيجاب، وأن من السنة لمن أراد أن يضحي أن يمتنع في عشر ذي الحجة من أخذ شعره وبشره، فإن أخذ كره له ولم يحرم عليه، وهو قول سعيد بن المسيب.
والمذهب الثاني: هو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه أنه محمول على الوجوب، وأخذه لشعره وبشره حرام عليه، لظاهر الحديث وتشبيهاً بالمحرم.
والمذهب الثالث: وهو قول أبي حنيفة ومالك ليس بسنة ولا يكره أخذ شعره وبشره احتجاجاً بأنه محل، فلم يكره له أخذ شعره وبشره كغير المضحي، ولأن من لم يحرم عليه الطيب واللباس لم يحرم عليه حلق الشعر كالمحل”. - قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: “يجب عليه الحلق أو التقصير ، سواء كان وكيلا أو مضحياً عن نفسه ، إذا كان متمتعا بالعمرة ، قبل أن يفعل شيئا من محظورات الإحرام”.
الحكمة من عدم قص الشعر والاظافر للمضحي
أولًا يجب على كل مسلم أن يكون على قناعة تامة بأنّ الله تعالى لا يشرع أمرًا بغير حكمة خفية كانت أو ظاهرة، ولا شك في أنّ تحريم حلق الشعر للمضحي حكمة بالغة تتجلى هذه الحكمة في أنّ المضحي يشترك مع الحاج في أنه يقدم القربان لله تعالى وهو الأضحية، ولذلك كان لا بد من أن يشترك مع الحاج في بعض ما يكون للحاج في الإحرام، وهو أن يمسك عن حلق الشعر وما شابه ذلك، ويرى آخرون من أهل العلم أنّ الحكمة من عدم حلق الشعر للمضحي هو أنّ يُبقي على كامل جسده قبل أن يضحي حتّى ينال من الله رب العالمين العتق من النيران بكل جسده، والله أعلم وأحكم.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال ونهايته، وهو المقال الذي عرضنا فيه معلومات مفصلة عن هل يجوز حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة للحاج ومررنا على حكم حلق الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة بالنسبة للمضحي.
التعليقات