ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل
ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل

بعض أحاديث علامات الساعة موضوعة لكن ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل الذي انتشر بين الناس في الفترة الأخيرة، بعد انتشار المثلية الجنسية وتقنينها في البلاد الاوربية وفرض لهم حقوق بالإجبار على الناس هناك، بل أن بعض شبكات العروض التلفزيونية قد تبنت فكرة نشرها بين الناس.

بالطبع هذه العملية محرمة في الإسلام، لكن هذا الحديث خاصة هناك حديث عنه في كتب الفقه ودى صحته، وعبر موقع تثقف في هذا الموضع سنتناول أقوال علماء الحديث في درجة هذا الحديث من الصحة.

ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل؟

من خلال إجابة سؤال ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل نجد أن في كتب الحديث الكثير من الأحاديث التي تحمل هذا اللفظ أشهرها الحديث المروي عن عبد الله بن مسعود أنه رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو:

“إنَّ من أشراطِ السَّاعةِ أن يَكونَ الولدُ غليظًا، والمطرُ قَيظًا، وتَفشو الأسرارُ؛ ويصدَّقُ الْكاذبُ، ويُكذَّبُ الصَّادقُ، ويؤتمنُ الخائنُ، ويخوَّنُ الأمينُ، ويَسودُ كلَّ قبيلةٍ منا فقوها، وَكلَّ سوقٍ فجَّارُها، وتزخرفُ المحاريبُ، وتخربُ القلوبُ، ويَكتفي الرِّجالُ بالرِّجالِ، والنِّساءُ بالنِّساءِ، ويخربُ عمرانُ الدُّنيا، ويعمرُ خرابُها، وتظْهرُ الفتنةُ وأَكلُ الرِّبا، وتظْهرُ المعازفُ والكنوزُ وتُشرَبُ الخمرُ، وتَكثرُ الشُّرَطُ والغمَّازونَ والْهمَّازونَ”.

فمدى صحة هذا الحديث لخصها البيهقي، وقال عنه أنه أسانيده ضعيفة؛ إلا أن أغلب ألفاظه قد وردت مفرقة في أكثر من حديث بأسانيد متفرقة، من اسانيد هذا الحديث بها اللفظ:

  • (المعجم الكبير للطبراني 10/228).
  • (المعجم الأوسط للطبراني 4861).
  • (الأمالي للشجيري 2803).
  • (البداية والنهاية لابن كثير 19/274) نقلًا عن البيهقي.
  • المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، في تخريج ما في الإحياء من الأخبار (صفحة رقم 656) للعراقي.
  • السخاوي في (الأجوبة المرضية 2/524) للسخاوي.

جميع العلماء قالوا عنه أنه حديث ضعيف او موضوع لأن بسنده رجل يسمى “سيف بن مسكين” مشهور عنه رواية الموضوعات، بل أن ابن حبان ذكره في (المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين 446) وقال عنه: “… يَأْتِي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ لمُخَالفَته الْأَثْبَات فِي الرِّوَايَات عَلَى قلتهَا …”.

كما ضعف هذا الحديث الذهبي في كتابه (مختصر مستدرك الحاكم 5465).

شاهد أيضًا: حديث الإفك عن عائشة رضي الله عنها والآية القرآنية التي نزلت لتبرئتها

حديث صحيح بنفس المعني

بعد أن عرفنا إجابة سؤال ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل، ووجدنا أنه حديث ضعيف من ناحية السند والمتن، إلا أن المعنى هذا قد ورد في حديث آخر صحيح (أو حسن أو ما يقاربهما) هو:

عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ” إذا استحلَّت أمَّتي خمسًا فعليهم الدَّمارُ إذا ظهر التَّلاعنُ وشرِبوا الخمورَ ولبِسوا الحريرَ واتَّخذوا القِيانَ واكتفَى الرِّجالُ بالرِّجالِ والنِّساءُ بالنِّساءِ”.

ورد هذا الحديث في:

  • (مسند الشاميين 519) للطبراني.
  • (حلية الأولياء 6/123) لأبو نعيم.
  • (شعب الإيمان 5469) للبيهقي.
  • (مسند الشاميين 519) للبيهقي.

في هذا الحديث الشريف يحذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من استحلال خمسة أفعال هي:

التلاعن بين الناس

فعن عبد الله بن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ” (صحيح الترمذي 1977).

ففي هذا الحديث الشريف يقول النبي أن الشخص لا يكمل إيمانه وليست من أخلاق المؤمنين أن يكون “لعان”  أي مكثر من لعن الناس أن يسب الناس، ولا “الطعان” أي الذي يطعن أعراض الناس ويعيبهم ويقول قول السوء فيهم. اللعنة هي دعاء على الناس بالطرد من رحمة الله.

كما أن من أخلاق المؤمن ألا يكون فاحش القول ولا قبيح في أفعاله.

شرب الخمر

لا يخفى على أن شرب الخمر محرم في الإسلام بأدلة صحيحة من القرآن الكريم قوله في سورة المائدة: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)”.

من السنة النبوية الصحية وردت أحاديث كثيرة مثل ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ” نَهَى عنِ الخمرِ، والميسرِ، والكوبَةِ، والغُبَيْراءِ. وقالَ: كلُّ مسكرٍ حرامٌ” (صحيح أبو داود 3685).

الخمر: أي شرب الخمر.

الميسر: هو القمار (يلعب اثنان والفائز يأخذ مال الخسران).

الكوبة: النرد.

الغبيراء: نوع من الخمور يُصنع من الذرة.

في نهاية الحديث يعمم الرسول -صلى الله عليه وسلم- القول في إن كل شيء يشربه الإنسان ويسكره فهو حرام، مهما اختلف هذا الشيء، فالعلة في التحريم هي الإسكار.

اقرأ أيضًا: حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحديث الشفاعة عن أبي هريرة رضي الله عنه

لبس الحرير

المقصود من لبس الحرير في الحديث الشريف كما يقول الفقهاء أنه للرجال، ففي صحيح أبو داود 4055 عن ابن عباس أنه قال: ” عن ابنِ عباسٍ قال: إنما نهى رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- عن الثوبِ المُصمتِ من الحريرِ، فأما العَلَمُ من الحريرِ وسدَى الثوبِ فلا بأسَ (به)”.

اتخاذ القِيانَ

في معجم اللغة العربية كلمة “القِيانَ” هي الأمة التي تغني وقد حذرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الانسياق وراء المعازف واستحلال اللهو المحرم في أكثر من موضع، فعن عمران بن الحصين  أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ” في هذه الأمةِ خَسْفٌ ومَسْخٌ وقَذْفٌ، فقال رجلٌ مِن المسلمين: يا رسولَ اللهِ، ومتى ذلك؟ قال: إذا ظَهَرَتْ القِيانُ والمعازفُ وشُرِبَتْ الخمورُ” (أخرجه الترمذي 2212).

اكتفاء الرجل بالرجل

المقصود بـ “واكتفَى الرِّجالُ بالرِّجالِ والنِّساءُ بالنِّساءِ” هو الشذوذ الجنسي، وهو محرم في الإسلام بالأدلة الصحيحة الصريحة في القرآن الكريم والسنة، فورد قصة قوم سيدنا لوط وما كان من عقابهم على أفعالهم.

قال الله تعالى في سورة الأعراف: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)”.

في السنة النبوية نجد عدد من الأحاديث الشريفة في تحريم هذا الفعل أشهرها حديث رواه عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من وجدتموه يعملُ عملَ قومِ لوطٍ فاقتلوا الفاعلَ والمفعولَ به” (صحيح أبي داود 4462).

هذا دليل واضح على أن الشذوذ والقيام بأعمال قوم لوط فيما يعاكس الفطرة السليمة والناموس الرباني في خلقه -من أكبر الكبائر، واختلف الفقهاء على حد عقوبة هذا الفعل؛ فالله تعالى أرسل عليهم حجارة من السماء لكن الحديث السابق نص على أن عقوبتهم هي القتل، لذلك قد جمع بعض الفقهاء بالعقوبتين وهي الرمي من مكان عالي.

يرى آخرون أن حده مثل حد الزنا الرجم للمحصن والجلد لغير المحصن، وفريق ثالث يرى أن عقوبته التعزير وأن يترك أمره للوالي إن شاء قتله وإن شاء عزره.

شاهد أيضًا: أحاديث شريفة قصيرة للإذاعة المدرسية مناسبة لكل الموضوعات

بذلك نكون قد تناولنا أقوال علماء الحديث في إجابة سؤال ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل وذكرنا تخريج الحديث في كتب السنة، كما ذكرنا حديث صحيح يحمل نفس المعنى وشرحناه بطريقة مبسطة، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة والنفع.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *