هل يجوز الحج وعليه دين وهل يصح حجه
هل يجوز الحج وعليه دين

هل يجوز الحج وعليه دين وهل يصح حجه من المعلومات التي يجهلها عدد كبير من المسلمين، ولا بد أن يتعرف المسلم على مثل هذه الأحكام حتى يحج حجًّا صحيحًا إذا أراد الحج، وألا يأثم ويقع فيما لا يرضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الحج في الإسلام وموانع الحج في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم الحج لمن كان عليه دين، وهل حج من عليه دين صحيح حسب أقوال العلماء من أهل العلم مثل ابن باز وابن عثيمين، والفقهاء في إسلام ويب، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى متعلقة.

حكم الحج في الإسلام وموانعه

يشير الحج في الإسلام إلى زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وهي زيارة تعبدية يقوم فيها المسلم ببعض المناسك والعبادات ابتغاء مرضاة الله تعالى والتقرب إليه، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”، والحج فريضة على كل مسلم بالغ عاقل راشد مستطيع للحج، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”، ويعد شرط الاستطاعة من أهم الشروط في وجوب الحج، فمن فقد هذا الشرط سقط عنه الحج ولا حج عليه، لأن الاستطاعة تشير إلى القدرة المالية وتحمل جميع تكاليف الحج من سفر وإقامة وطعام وشراب وتنقل وغير ذلك من المصاريف في هذه الأيام، إضافة إلى الاستطاعة البدنية وألا يكون الشخص عاجزًا، وأن يأمن الشخص الطريق فمن لم يأمن الطريق لا حج عليه، ولذلك يعتبر عندم توفر المال مع الشخص من الأمور التي لا توجب الحج ويسقط الحج عن المسلم في هذه الحالة.

هل يجوز الحج وعليه دين

يجوز للمسلم أن يحج حتى لو كان عليه دين، رغم أن الأولى أن يقضي المسلم الدين الذي عليه، إذ أن أحد شروط الحج الاستطاعة والقدرة على الحج، فمن كان عليه دين وهو مطالب به يجب عليه قضاء الدين قبل الحج، وأما إذا لم يكن مطالبًا به ويعلم أن أصحاب الدين يسامحونه في ذلك يجوز له الحج، وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية عن ذلك فأجابت: “من شروط وجوب الحج : الاستطاعة ، ومن الاستطاعة : الاستطاعة المالية ، ومن كان عليه دين مطالب به ، بحيث إن أهل الدين يمنعون الشخص عن الحج إلا بعد وفاء ديونهم : فإنه لا يحج ؛ لأنه غير مستطيع ، وإذا لم يطالبوه ويعلم منهم التسامح فإنه يجوز له ، وقد يكون حجه سبب خير لأداء ديونه”، ولكن إذا حج وعليه دين فإنَّ حجه صحيح والله تعالى أعلم.

هل يجوز الحج بالدين إسلام ويب

ذهب الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى أنَّ من حج وعليه دين فإن حجه صحيح ويجزيء ولا حرج في ذلك، وهذا ما أشار إله الفقهاء قديمًا وحديثًا، فقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله في المغني قوله: “وَإِنْ حَجَّ مَنْ تَلْزَمُهُ هَذِهِ الْحُقُوقُ وَضَيَّعَهَا، صَحَّ حَجُّهُ ؛ لِأَنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِذِمَّتِهِ، فَلَا تَمْنَعُ صِحَّةَ فِعْلِهِ”، وذلك بعد أن ذكر الحقوق التي تمنع الحج مثل الدين وحق الله في الزكاة وما إلى ذلك، كما أشارت لجنة الإفتاء الدائمة في المملكة العربية السعودية إلى أن من عليه دين حتى لو حج فإن حجه صحيح والله تعالى أعلم.

حج من عليه دين الإسلام سؤال وجواب

إنَّ حج من كان عليه دين في الإسلام صحيح ولا بأس في ذلك، لأن صحة الحج ليست متعلقة بالمال أو بالديون، ولكن الأفضل أن يقضي المسلم الدين قبل الحج، وقد سئل الفقهاء في الموقع عن ذلك فأجابوا بما مفاده: “ومن حجَّ وعليه ديون للآخرين : فحجه صحيح إذا اكتمل بأركانه وشروطه ، ولا تعلق للمال ، أو الدين : بصحة الحج، هذا مع أن الأفضل لمن عليه ديْن أن لا يحج ، وأن يجعل المال الذي سينفقه في الحج في ديْنه ، وهو غير مستطيع شرعاً”، أي يعتبر غير مستطيع ولا حج عليه وليس مفروضًا عليه طالما أن المال سيقضي به دينه ولن يتبقى معه مال للحج.

حكم من حج وعليه دين ابن باز

يرى ابن باز أن قضاء الدين أولى لأنه حق من حقوق العباد لا يسقط، وأما الحج فإذا لم يبق معه مال بعد قضاء الدين لا يلزمه وغير واجب عليه، ولذلك فإن قضاء الدين أولى، فالمسلم إذا كان عليه حج يبدأ بالدين ويقضيه فإذا زاد معه مال حج به وكان مستطيعًايجوز ، وإذا سمح له أصحاب الدين أن يحج ولم يطالبوه بالدين حج ولا إثم عليه، وأشار إلى ذلك بقوله: “والذي عليه دين حال وليس عنده ما يستطيع به قضاء الدين والحج غير مستطيع وغير مكلف بالحج، فيبدأ بالدين، ويعطي أهله إذا كان دينًا حالًا، بما يحج به يعطيه أهل الدين، فإن حج وتساهل ولم يعط أهل الدين حجه صحيح، ولكنه ترك ما ينبغي له، ترك الواجب عليه وهو البداءة بأهل الدين بحقوق الآدميين؛ لأنه ما يكون مستطيعًا إلا إذا وجد مالًا يفضل عن قضاء الدين الحال، ويستطيع به الحج، لكن لو خالف وحج ولم يوف الدين حجه صحيح”.

هل يجوز حج من عليه دين ابن عثيمين

يرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أن الحج صحيح لمن كان عليه دين، ولكنه يأثم لأن الدين يجب أن يقضى أولًا، وقد سئل الشيخ عن ذلك فأجاب رحمه الله بقوله: “حج من عليه دين صحيح، ولكنه آثم إذا حج وعليه دين لأن الدين يجب قضاؤه، والحج ليس واجباً عليه فيما إذا كان عليه دين لأن الله تعالى اشترط في الحج الاستطاعة فقال: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”، ومن عليه دين فإنه لا يستطيع أن يحج”.

هل يجوز الحج وعلي دين للبنك

يجوز للمسلم أن يحج حتى لو كان عليه دين للبنك أو دينًا مقسطًا، فإن دين البنك مشروط بتسديده على دفعات مثلًا، أو مضمون بضمانات أخرى، ولذلك يجوز للمسلم أن يحج لأن البنك لا يطالب الشخص بسداد الدين فورًا، والحج مع الديون المؤجلة التي لم يحن سدادها صحيح وواجب، ولكن يشار إلى أنه لا يجوز التعامل مع البنوك الربوية ولا بأي شكل من الأشكال، فقد قال تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه”، ولكن إذا اضطر المسلم أن يتعامل مع هذه البنوك ولم يجد غيرها فيتعامل معها على قدر حاجته فقط.

هل يجوز الحج بالتقسيط في الإسلام

إن الحج لا يجب على من لم يملك نفقة الحج، وليس مفروضًا على المسلم أن يقترض من أجل الحج، وإنما يجب عليه الحج إذا ملك مالًا يكفيه نفقة حجه كاملًا، ولكن إذا وجد المسلم من يقرضه قرضًا حسنًا ويحج به وعلم من نفسه القدرة على السداد فلا حرج عليه في أن يقترض ويحج، أو أن يحج بالأقساط عن طريق بعض الشركات التي تقدم مثل هذه الخدمات للمسلمين والله تعالى أعلم.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز الحج وعليه دين وهل يصح حجه وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الحج وعن موانع الحج في الإسلام، كما تعرفنا على هل يجوز الحج قبل سداد الدين، وحكم من حج وعليه دين هل حجه صحيح، وذلك حسب أقوال العلماء والفقهاء، وأجبنا عن سؤال شخص معه مال يكفي للحج وعليه ديون فماذا يفعل ؟ وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *