حكم طواف الوداع في العمرة في المذاهب الأربعة
حكم طواف الوداع في العمرة

حكم طواف الوداع في العمرة في المذاهب الأربعة من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، ويرغب الذين يتوجهون إلى العمرة بالتعرف على مختلف التفاصيل حولها، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن عبادة العمرة في الإسلام بشكل موجز، وسوف يتم إدراج حكم طواف العمرة الأخير والذي يسمى طواف الوداع حسب أقوال الأئمة الأربعة، وعدد أشواط طواف الوداع في العمرة، وكيفية طواف الوداع في العمرة للرجال والنساء، وغير ذلك.

نبذة عن العمرة في الإسلام

تعدُّ العمرة من أعظم العبادات في الإسلام، فقد أوصى بها الله تعالى في كتابه العزيز، فقد قال تعالى: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ”، كما حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوصى بها في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة وبين فضلها، ولذلك ذهب بعض الفقهاء إلى أنها واجب على المسلم، بينما ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومستحبة، وهنالك العديد من الأحكام التي تتعلق بالعمرة، وقد بينها الفقهاء بشكل مفصل حسب ما ورد في السنة النبوية، حيث حرم الله تعالى العديد من الأمور خلال الإحرام سواء في العمرة، وهنالك العديد من المحظورات التي يشترك بها الرجال والنساء، وبعضها قد ينفرد بها الرجال دون النساء، وبعضها للنساء دون الرجال، وهنالك شعائر مختلفة لا بدَّ من القيام بها حتى تكون العمرة كاملة ومقبولة بإذن الله تعالى.

حكم طواف الوداع في العمرة

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ طواف الوداع في العمرة مستحب وليس بواجب، حيث أنه واجب في الحج فقط، فإذا لم يطف المسلم المعتمر بالبيت طواف الوداع بعد الانتهاء من العمرة ليس عليه شيء وعمرته صحيحة، وأما في الحج فلا يجوز له تركه، وذلك حسب ما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: “كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ”، ولكن هذا محمول على الحج فقط وليس على العمرة، والله تعالى أعلم.

ما حكم من ترك طواف الوداع في العمرة المذاهب الأربعة

قد يرغب البعض بالاطلاع على حكم ترك طواف الوداع في العمرة حسب أقوال الأئمة والمذاهب الأربعة الكبرى في الإسلام، وفيما يأتي التفصيل في أقوالهم:

حكم طواف الوداع في العمرة عند الشافعية

ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى أنَّ طواف الوداع واجب ليس فقط في العمرة وإنما في الحج وفي كل خروج من مكة المكرمة، حيث أنه يتوجب على كل مسلم حتى لو كان من أهل مكة، ويريد أن يسافر عن مكة أن يطوف طواف الوداع، وقد أشار النووي في المجموع إلى ذلك بقوله: “قال البغوي والمتولي وغيرهما: ليس طواف الوداع من المناسك، بل هو عبادة مستقلة يؤمر بها كل من أراد مفارقة مكة إلى مسافة القصر، سواء كان مكياً أو أفقياً. وهذا الثاني أصح عند الرافعي وغيره من المحققين تعظيماً للحرم وتشبيهاً لاقتضاء خروجه الوداع باقتضاء دخوله الإحرام”.

حكم طواف الوداع في العمرة عند المالكية

ذهب المالكية إلى أنَّ طواف الوداع مندوب وليس واجبًا، ولذلك لا حرج على المسلم في تركه لأنه ليس واجبًا، ولكنه مندوب ليس في النسك فقط، وإنما يندب لكل من يريد أن يخرج من مكة، فقد ورد في مواهب الجليل للحطاب قوله: “طواف الوداع مشروع لكل من خرج من مكة مكي أو غيره، قدم لنسك أو لتجارة؛ إن خرج لمكان بعيد سواء كان بنية العودة أم لا”.

حكم ترك طواف الوداع في العمرة عند الحنفية

ذهب أصحاب المذهب الحنفي إلى أنّ طواف الوداع واجب في الحج فقط، فلا حرج على المعتمر إذا أنهى العمرة ولم يقم بطواف الوداع وخرج من مكة عائدًا إلى بلده، وعمرته صحيحة، حيث أنَّ الحديث الذي ورد في طواف الوداع محمول على الحج فقط، وأنه واجب في الحج فقط حسب أقوالهم.

هل يجوز ترك طواف الوداع في العمرة عند الحنابلة

ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى أنَّ طواف الوداع واجب على كل من يريد الخروج من مكة المكرمة، ولذلك فهو واجب في العمرة والحج أيضًا، وقد أشير إلى ذلك في مطالب أولي النهى وهو أحد كتب الحنابلة بقول: “طواف (وداع) وهو واجب على كل خارج من مكة من حاج وغيره”.

حكم طواف الوداع في العمرة ابن باز

ذهب ابن باز إلى أنَّ طواف الوداع في العمرة مستحب وليس واجبًا، والأفضل للمسلم المعتمر أن يطوف طواف الوداع وذلك أكمل وأفضل، وفيه أجر عظيم إن شاء الله تعالى، وإذا خرج ولم يطف طواف الوداع فلا حرج عليه، وقد أشار رحمه الله تعالى إلى ذلك بقوله: “الأولى والأصح أنه ليس بواجب، طواف الوداع في العمرة ليس بواجب، وإنما يستحب فقط، فإذا ودع بعد العمرة هذا أفضل وأولى، ولو خرج ولم يودع؛ فلا شيء عليه، أما في الحج فالطواف واجب”.

طواف الوداع في العمرة كم شوط

إنَّ طواف الوداع سواء للحج أو العمرة يكون سبعة أشواط، من دون سعي، حيث يصلي المسلم ركعتين ثم ينصرف إلى أهله، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما انتهى من حجه دخل إلى المسجد الحرام وطاف طواف الوداع، وقد ذهب الفقهاء إلى أن الحاج إذا طاف طواف الإفاضة أجزأه عن طواف الوداع، ولكن كما سبق ففي العمرة الطواف مستحب حسب الجمهور، فإذا أراد المعتمر أن يطوف في العمرة فإنه يطوف سبعة أشواط فقط.

كيفية طواف الوداع في العمرة للنساء والرجال

إذا أراد المعتمر سواء كان رجل أو امرأة أن يطوف طواف الوداع بعد الانتهاء من مناسك العمرة، يجب أن يكون ذلك عند الخروج من مكة، فإذا طاف في النهار وبقي إلى الليل، أو طاف في الليل وبقي إلى النهار، فإنَّ طوافه ملغي ويجب أن يعيده، ويشترط للطواف الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، فلا يجوز للحائص ولا للجنب الطواف، مثل الصلاة تمامًا، يبدأ كل شوط من أشواط الوداع من عند الحجر الأسود وتكون الكعبة على يسار المعتمر، أي يدور حول الكعبة بعكس عقارب الساعة ثم ينتهي الشوط عند الحجر الأسود أيضًا، ويجب أن يدور سبعة أشواط كاملة حول الكعبة، فإذا شك بالعدد يقيس على العدد الأقل، وذهب كثير من الفقهاء إلى عدم جواز الاستراحة بين الأشواط  وذهب البعض إلى جواز ذلك والله أعلم.

مقالات قد تهمك

هل يجوز عمل عمرة لاكثر من شخص متوفى ؟ وشروط أدائها
الادعية المستجابة في العمرة
الدعاء عند الصفا والمروة في العمرة

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم طواف الوداع في العمرة في المذاهب الأربعة وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن العمرة في الإسلام، كما عرفنا هل يجوز ترك طواف الوداع حسب أقوال المذاهب الأربعة في الإسلام، وعرفنا عدد أشواط الطواف في العمرة، وغيرها من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *