محتويات
فضل صيام عشر ذي الحجة وحكم صيامها من المعلومات التي يجهلها كثير من الناس، وقد يرغب البعض بصيامها ولكنه يجهل حكم ذلك أو فضل صيامها، ومن الضروري أن يتعرف المسلم على أحكام دينه، حتى يغتنم الفرصة وينال الأجر والثواب الجزيل، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال بعض المعلومات عن العشر من ذي الحجة، وسوف نتعرف على حكم صيام عشر ذي الحجة، وفضل صيام عشر ذي الحجة في القرآن والسنة، وعرفنا كم يوم صيام عشر ذي الحجة، والأحاديث التي وردت في فضل صيام العشر من ذي الحجة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
العشر الأوائل من ذري الحجة
تعتبر الأيام العشر من ذي الحجة والتي تأتي في أول شهر ذي الحجة الهجري من كل عام، من أفضل الأيام في السنة كلها في الإسلام، حيث تعتبر أيامًا مباركة وفضيلة، وتجري فيها أركان الحج، وهو من أعظم العبادات في الإسلام، وأحد أركان الإسلام الخمسة، وتبدأ أركان الحجة الفعلية في اليوم الثامن من ذي الحجة وتكو نذروتها في اليوم التاسع يوم وقفة عرفة، والله تعالى أقسم بها في كتابه العزيز دلالة على عظيمها وفضلها، كما وردت العديد من الأحاديث التي بينت فضلها العظيم، وعلى المسلم أن يحرص أن يغتنم هذه الأيام بمختلف الأعمال الصالحة والعبادات والقيام والذكر والدعاء وما إلى هنالك، ليكون ممن يفوزون بالأجر الكبير والثواب الجزيل والعتق من النار يوم وقفة عرفة، لأن الله تعالى يعتق فيه عددًا كبيرًا من المسلمين من النار لا يعتق مثلهم في بقية الأيام، وجود يوم عرفة في الأيام العشر يجعلها أيضًا من أفضل الأيام على الإطلاق والله أعلم.
فضل صيام عشر ذي الحجة
لقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأحاديث التي تشير إلى فضل العشر من ذي الحجة، كما وردت العديد من الأحاديث التي تدل على فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي أيام عظيمة من أعظم أيام السنة، ويحرص كثير من المسلمين على اغتنامها في الصيام والصلاة والذكر للفوز بعظيم الأجر والغفران من الله تعالى، وفيما يأتي سوف يتم إدراج بعض النقاط التي تبين فضائل صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة في الإسلام:
- إن يوم عرفة هو أحد أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وهو أعظم أيام السنة وبين العديد من الأحاديث فضل صيام يوم عرفة، فقد ورد في الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”.
- يعتبر صيام العشر من ذي الحجة أفضل من الصيام في بقية الأيام، فقد وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى أن العمل فيها أفضل من العمل في غيرها، فقد ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ”، والصيام من أفضل الأعمال الصالحة والعبادات.
- الصيام أحب الأعمال إلى الله تعالى في هذه الأيام كما هو الحال في بقية الأيام، وبما أن هذه الأيام الأجر فيها مضاعف والأعمال أفضل يكون الصيام فيها أفضل وله أفضلية كبيرة لا يعلمها إلا الله تعالى.
- سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فقد أوصى النبي في العديد من الأحاديث بصيام هذه الأيام، وبينت بعض الأحاديث أنه كان يحافظ على صيامها كل سنة، ولذلك فإن صيامها سنة واتباع لهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام.
- الفوز بالأجر العظيم الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، فقد ورد في الحديث أن أجر الصيام عند الله وحده يعلمه، وذلك على ذلك الحديث القدسي الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام نقلًا عن الله تعالى: “الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا”، فكيف وفي أيام فضيلة الأعمال فيها مضاعفة يكون الأجر والثواب أعظم.
فضل عشر ذي الحجة في القرآن
لقد ورد فضل هذه الأيام العشرة في كتاب الله تعالى في أكثر من موضع، فقد أشار إليها بها نفسها بالليالي العشر في سورة الفجر وأقسم بها جل وعلا، وإذا ما أقسم الله تعالى بشيء فإن ذلك تعظيم له، كما ذكر أن هذه الأيام فيها الحج وهي أيام فضيلة ومعلومة، وفيما يأتي آيات فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في القرآن الكريم:
- قال تعالى في محكم التنزيل: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، حيث بدأ الله تعالى السورة بالقسم بالفجر ثم القسم باليالي العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد بين العلماء أن ذلك لعظيم فضلها ومكانتها.
- قال تعالى: “وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ”، أشار الفقهاء أن الأيام المعلومات هي العشر الأوائل وفيها الحج وهو أعظم عبادة وأحد أركان الإسلام الخمسة.
حديث فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
ورد العديد من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تشير إلى فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، بعضها ضعفه الفقهاء وبعضها صححه العلماء، وقد أشار المحدثون إلى أن هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضًا، وقد استندوا إليها في فضل صيام العشر من ذي الحجة، كما أن الحديث الذي يشير إلى أنها أفضل الأيام يؤكد أفضلية الصيام فيها، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأحاديث في فضل صيامها:
- عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “أربعٌ لم يكُنْ يدَعُهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : صيامَ يومِ عاشوراءَ والعَشْرَ وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ والرَّكعتَيْنِ قبْلَ الغَداةِ”.
- روى أبو داود عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ تِسعَ ذي الحِجَّةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ: أوَّلُ اثنين من الشَّهرِ، والخميس”.
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ” قال : فقال رجلٌ : يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : ” هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله “.
حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
لقد ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أن صيام عشر ذي الحجة سنة مستحبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه ليس واجبًا ولا فرضًا، فإذا صام المسلم فقد اغتنم هذه الأيام وينال الأجر والثواب العظيم من الله تعالى، وإذا لم يستطع أن يصوم فلا إثم ولا حرج عليه، وذلك حسب ما دلت عليه الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي يعضد بعضها بعضًا.
أسباب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
هنالك عدة أسباب لصيام هذه العشر من شهر ذي الحجة الفضيل، وهي أن هذه أيام عظيمة أقسم الله تعالى بها، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة أنها أفضل الأيام والعمل الصالح فيها أفضل منه في بقية الأيام، والصيام من جملة الأعمال الصالحة بل هو من أفضل الأعمال الصالحة، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تؤكد فضل صيام هذه الأيام، وهي أيام حج وعبادة فيشارك المسلمون جميع الحجاج في تعبدهم في مناسك الحج، وينال المسلم على الأجر العظيم لصيام هذه الأيام العظيمة وسائر الأعمال والعبادات التي يقوم بها في هذه الأيام يضاعف له الله تعالى فيها الأجر والثواب.
متى يبدأ صيام عشر ذي الحجة
يبدأ صيام المسلم للعشر الأوائل من ذي الحجة في الأول من شهر ذي الحجة، ولا شك بأن هذا التاريخ يختلف حسب التقويم الميلادي، ولذلك ينتظر المسلم إلى يوم 29 من شهر ذي القعدة، فإذا تمت رؤية هلال ذي الحجة يكون اليوم الثاني هو أول أيام العشر الأوائل من ذي الحجة ويبدأ صيامها في هذا اليوم، وأما إذا لم تتم رؤية هلال ذي الحجة حسب الرؤية الشرعية يكون اليوم التالي هو 30 من شهر ذي القعدة والمتمم له، يكون اليوم الذي يليه هو أول أيام العشر من ذي الحجة وهو أول يوم صيام من العشر الأوائل في هذا الشهر الفضيل إن شاء الله تعالى.
كم يوم صيام العشر من ذي الحجة
إنَّ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة كما عرفنا يبدأ في أول يوم من ذي الحجة، ويصوم المسلم هذه الأيام حتى التاسع من شهر ذي الحجة وهو يوم وقفة عرفة، وهو أفضل أيام العشر الأوائل وصيامه يكفر سنة ماضية وسنة قادمة، فقد ورد عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ”، ولكن لا يصوم المسلم يوم العيد، لأنه النبي عليه الصلاة والسلام حرم صيام أول أيام العيد، فقد ورد في الحديث عن أبي سعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: “نهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يومِ الفِطرِ والنَّحرِ، وعن الصَّمَّاءِ، وأن يحتبيَ الرَّجُلُ في ثَوبٍ واحدٍ”، ويكون عدد أيام صيام العشر من ذي الحجة هو 9 أيام فقط، باستثناء يوم العيد.
هل صيام عشر ذي الحجة بدعة
يعتقد بعض الناس أن صيام العشر من ذي الحجة بدعة، ولكن ذلك غير صحيح، فقد وردت أحاديث عديدة في فضل هذه الأيام، وحتى لو وردت بعض الأحاديث التي تشير إلى أن رسول الله صلى الله عليه لم يصمها، ولكن ورد أنه أوصى بالأعمال الصالحة في هذه الأيام والصيام من الأعمال الصالحة، كما أن هنالك أحاديث عديدة دلت على فضل الصيام فيها، وقد سئل ابن باز عن ذلك فأجاب رحمه الله تعالى: “ولو كان النبي ﷺ ما صام هذه الأيام، فقد روي عنه ﷺ أنه صامها، وروي عنه أنه لم يصمها؛ لكن العمدة على القول، القول أعظم من الفعل، وإذا اجتمع القول والفعل كان آكد للسنة؛ فالقول يعتبر لوحده، والفعل لوحده، والتقرير وحده، فإذا قال النبي ﷺ قولًا أو عملًا أو أقر فعلًا كله سنة، لكن القول هو أعظمها وأقواها، ثم الفعل، ثم التقرير، والنبي ﷺ قال: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام يعني العشر، فإذا صامها أو تصدق فيها فهو على خير عظيم، وهكذا يشرع فيها التكبير والتحميد والتهليل”.
مقالات قد تهمك
هل يجوز صيام يوم عرفة بنية القضاء والتطوع |
هل يجوز صيام الستة من شوال قبل القضاء |
حديث صيام الست من شوال درجته وشرحه وأقوال العلماء فيه |
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال فضل صيام عشر ذي الحجة وحكم صيامها وقد تعرفنا على بعض أهم المعلومات عن العشر الأوائل من ذي الحجة، وعرفنا حكم صيام العشر من ذي الحجة، وتم إدراج أحاديث فضل صيام العشر من ذي الحجة وفضل عشر ذي الحجة في القرآن الكريم، وتعرفنا على عدد الأيام التي يصومها المسلم في العشر الأوائل من ذي الحجة، وعرفنا إذا كان صيام العشر من ذي الحجة بدعة أم لا وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.
التعليقات