محتويات
هل الدعاء بعد قراءة سورة البقرة مستجاب؟ هكذا يسأل المسلم الحريص على إرضاء ربه والسعي نحو بابه وسؤاله في كل دقيقٍ وجليل، فهو يعلم أن سورة البقرة لها فضلٌ عظيم ومن المؤكد أن احتمالية الدعاء بعدها له شأنٌ عظيمٌ أيضًا، فالدعاء فيه فسحةٌ كبيرة لأولي الألباب الذين يقومون باتباع منهج الله تعالى واتباع السُنّة المباركة للوصول إلى غاياتهم الدنيوية والأخروية.
هل الدعاء بعد قراءة سورة البقرة مستجاب
إن التساؤل حول هل الدعاء بعد قراءة سورة البقرة مستجاب، فيه من الأمل واليقظة شيءٌ كبير؛ وعلى ذلك فإن الدعاء بعد قراءة سورة البقرة يكون نابعًا من التالي:
- تحقيقًا لأمر الله تعالى في قوله: «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً * إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» (الأعراف / 55) ففي ذلك امتثالًا وطاعةً لله تعالى ورغبةً فيما عنده –سبحانه- من العطاء الجزيل والفضل العظيم.
- الحرص على قراءة سورة البقرة التي تجلب البركة وفقًا لما جاء في السُنّة المطهرة.
- الحرص على اقتفاء مواضع استجابة الدعاء من قِبل المسلم الصادق والذي يظهر جليًا في تتبعه أوقات وأماكن إستجابة دعائه.
- ذهب أهل العلم إلى أن الدعاء بعد قراءة القرآن مستحب لما فيه من اعتقاد الاستجابة من قِبل رب العالمين، فالقرآن كلام الله تعالى، منه بدأ وإليه يعود.
فضل سورة البقرة في تيسير الأمور
لا شك أن كل إنسان يحب أن تكون حياته سهلة ميسورة، لا عناء فيها ولا مشقة، وينعم فيها بكل ما يتمناه ويرغبه، وهو كلما فتش عن ذلك في أرجاء هذه الحياة الدنيا كلما وجد ذلك تحت مظلة الدين؛ لذلك فقد وجد أن سورة البقرة لها فضلٌ عظيم بنص الحديث الشريف، وأن بها الكثير من الخصائص الشرعية المحببة للمسلم، مثل:
- تشتمل سورة البقرة على أعظم آية في كتاب الله تعالى وهي آية (الكُرْسي) وهي كفيلة بأن تجعلها من أعظم السور التي يداوم على قرائتها المسلم.
- قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: « لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ » (صحيح مسلم)
- عن رسول الله –صل الله عليه وسلم-: «منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» (متفقٌ عَلَيْهِ).
- قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: « اقرؤا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة» (صحيح مسلم)، والبطلة: هم السحرة.
- قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: « إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة» (حسنه الألباني).
ومن الطبيعي أن كل هذه الدلائل تَنُمُّ عن فضلٍ عظيم ينعم الله تعالى به على العبد حال استحضاره سورة البقرة وقراءتها والدعاء بعدها، فالإكرام والإنعام من الله رب العالمين والفضل منه وحده سبحانه وتعالى.
عجائب قراءة سورة البقرة كل يوم
تأتي سورة البقرة كثاني سورة من حيث الترتيب في المصحف الشريف بعد الفاتحة، مما يجعل الإجابة عن هل الدعاء بعد قراءة سورة البقرة مستجاب، أمرٌ مستحب، وقد أتى فضلها في كثيرٍ من مواضع السُنّة، ومنها:
- عن ابنِ عباسٍ؛ قال: «بينما جبريلُ قاعدٌ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضًا من فوقِه، فرفع رأسَه، فقال: «هذا بابٌ من السماءِ فُتِحَ اليومَ، لم يفتح قط إلا اليومَ، فنزل منهُ ملكٌ، فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرضِ لم ينزل قط إلا اليومَ، فسلَّم وقال: أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك: فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه» (صحيح مسلم).
- قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:«من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» (صححه الألباني).
لذلك يكون الحرص على قراءة آية الكرسي من أعظم وأجلّ الأمور التعبدية التي يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، كما أن قراءة سورة البقرة بشكل يومي فيها من المنافع الكثير ومن الحسنات ما الله به عليم.
بعد أن علم المسلم هل الدعاء بعد قراءة سورة البقرة مستجاب، وأنه أمرٌ مستحب بعد قراءة القرآن عامة فإنه يجب أن يكون حريصًا على دعاء ربه سبحانه وتعالى بشتى أنواع الدعاء، ثم عليه البدء أولًا بما ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بما يفتح الله تعالى عليه به، ويدعو لكافة المسلمين حتى يكون النفع عام والثواب مُضاعفٌ إن شاء الله.
التعليقات