خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي ومثال توضيحي لها
خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي

إن تجهيز خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي من أول خطوات النجاح في تدارك أوجه القصور لدى الطلاب أو الأبناء، حيث توفر الخطة طريقًا منطقيًا منظمًا مبني على خطوات علمية وتربوية دقيقة تهدف إلى تعزيز جوانب القوة ومعالجة جوانب الضعف لدى الطالب.

لهذا ومن خلال موقع تثقف نقدم اليوم خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلاب؛ حتى يحصل كل طالب على حقه في التعلم والإلمام بالمعلومات التي يجب أن يدركها.

خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي

الهدف من التحصيل الدراسي هو بناء عقول الطلاب، بما يتناسب مع مقتضيات الثقافة والعالم المحيط، مما يؤدي إلى إعداد مواطن واعي بحقوقه وواجباته، وله الحد الأدنى من المعرفة الذي يمكنه الاتكاء عليه للوصول لقدر أكبر من العلم ينفع به نفسه ويبني به بلاده.

إلا أن الطريق ليس دومًا مفروشًا بالورود، فأبرز ما يتم الحديث عنه في النظريات التربوية هو عامل (الفروق الفردية) بين الطلاب، الأمر الذي يكون جليًا في أمور شتى أولها تباين التحصيل الدراسي بين الطلاب، ومن مظاهر هذا التباين هو وجود تلاميذ لديهم ضعف في التحصيل الدراسي.

بناءً على هذا يجب إعداد خطة محكمة، ترتكز على أسس علمية، وذلك لمعالجة أوجه القصور والضعف لدى الطلاب ضعاف التحصيل، وتعزيز الجوانب الإيجابية لديهم، مما يُجنب الطفل الشعور بالحرج أو إنه ليس بالمعايير المتوقعة منه، لهذا سنقدم لكم خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي، وذلك في الآتي:

شاهد أيضًا: خطة تعزيز السلوك الايجابي وورد والهدف منها

إدراك الفروق الفردية بين الطلاب

قد تكون قدرات الطفل على التحصيل ضعيفة لأن هذه هي قدراته العادية، بينما يكون ذات الطفل متميزًا في أمور أخرى، مثال على هذا الفنان (عمرو دياب) والفنانة (حلا شيحة) حيث فشلا في الدراسة بينما برعا في مجالات فنية أخرى حتى أصبحا من المشاهير.

معرفة سبب المشكلة

يُقال إن “إذا عُرف السبب بُطل العجب”، أي لا بد من إدراك سبب ضعف التحصيل في المقام الأول حتى يتم علاج المشكلة، فقد يكون الطفل متميزًا وذكيًا إلا أن المشاكل العائلية أو افتقاده للاهتمام أدى به لضعف التحصيل الدراسي، مثال على هذا الفيلم الهندي المميز الذي فاز بأفضل فيلم وقصة لعام 2008 وهو فيلم Taare Zameen Par.

حيث أبرز الفيلم الدور الإنساني للمعلم في معالجة مشكلات التحصيل لدى الطالب، مما غير حياة هذا الطفل للأبد، وتم حل المشكلة باستخدام الطرق المناسبة التي تتلاءم مع الطفل، ومعالجة أسباب فشله.

وضع الطفل في مجموعات متنوعة المهارات من الطلاب

ينبغي استخدام الطرق التربوية الحديثة التي تعتمد على تقسيم الطلاب على مجموعات، ومن ثم يعمل الطلاب على مشروع ما أو إعداد بحث وغيرها من الأمور، وحينها ينبغي دمج الطفل الضعيف دراسيًا مع مجموعة متباينة القدرات، بحيث يكون بها تلميذان متفوقان واثنان متوسطين، وواحد ضعيف التحصيل.

هذا سيعمل على تحفيز الطفل على إدراك أن القدرات متباينة وأن ليس هناك عيب فيه، كما إنه سيتحمس وسيكون مجبرًا على تنفيذ ما يُطلب منه حتى لا يظهر بمظهر الضعيف أمام زملاؤه.

تقسيم المنهج

ينبغي تقسيم المنهج على حسب قدرات الطالب المتوسط، هذا سيساعد على أن يكون المجهود المبذول من قِبل الطالب الضعيف غير مرهف بشكل مبالغ فيه، ويساعده على إدراك المعلومات ببعض الاجتهاد فقط.

مجموعات التقوية المدرسية

يجب أن يتم إلحاق الطلاب الضعاف بمجموعات تقوية، حيث إن التكرار سيعمل على مساعدة الطفل على الإلمام بالمعلومة، ومن ثم فهمها بشكل أسهل فاستذكارها دون مشكلات.

يجب أن يبحث الطالب بنفسه عن المعلومة

المعلومة التي يبحث الطفل عنها قلما ما ينساها، على عكس المعلومة التي تُقدم له على طبق من ذهب، ولا يبذل فيها أي مجهود، لذا ينبغي حث الطالب على البحث عن بعض المعلومات -وليس كلها- سيجعله هذا يشعر بأنه مشارك وأن له دور فعال، مما يحمسه أكثر على المذاكرة.

استخدام طرق التدريس الحديثة

الطرق التربوية الأحدث غالبًا ما تعمل على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، حيث إن جميع الطلاب لا يدركون المعلومة بذات الكيفية والكم، كما أنهم يدركون المعلومة بطرق مختلفة، فهناك من يُفضل الحوار والمناقشة، وآخرين يُفضلون أسلوب القصة، وآخرين يُفضلون الأفلام التعليمية.

استثمار مجهود الطلاب

قد يكون ما يشتت الطفل عن التحصيل الدراسي هو فرط النشاط الذي لديه، مما يجعل التركيز صعبًا عليه؛ لذا ينبغي توظيف قدرات الطفل واستثمارها فيما ينفع، وهذا بالحرص على إفراغ طاقات الشباب والأطفال في ممارسة الهوايات والأنشطة مثل: منحة فرصة للتفوق في مجال آخر ككرة القدم، أو تأليف القصص وهكذا.

مراجعة المنهج على الدوام

أحيانًا ما يكون التحصيل صعب على الطالب بسبب نسيان الدروس التي سبق استذكارها مما يجعل درجاته ضعيفة؛ لذا ينبغي الحرص على المراجعة الدائمة على ما سبق من المنهج.

مخاطبة كل الحواس

يكون التحصيل أسهل على الطلاب ما إن تم مخاطبة أكثر من حاسة، أي إن توضيح المعلومة بصريًا وسمعيًا وعقليًا وباللمس يساعد على سهولة الإلمام بالمادة الدراسية بشكل أفضل من التركيز على حاسة السمع فقط.

استخدام الألوان في الاستذكار

الألوان تنشط مناطق معينة من الدماغ، كما تستفز العيون، مما يجعل المعلومة تلتصق في العقل بشكل أفضل حيث تكون عندها مرتبطة بالألوان؛ لذا ينبغي تلوين الأجزاء المهمة من المنهج بلون مميز يحبه الطفل.

استخدام الخرائط الذهنية في المذاكرة

الخرائط المعرفية والذهنية إحدى الوسائل الفعالة في استذكار الدروس، حيث تعمل على تنظيم المعلومات، وربطها ببعضها، مما يجعلها متسلسلة سهلة الاسترجاع، الأمر الذي يؤثر بالإيجاب على التحصيل الدراسي للطلاب.

لكن ينبغي تبني الخرائط الذهنية البسيطة والابتعاد عن الخرائط شديدة التعقيد، حيث ستؤدي الأخيرة إلى نتائج عكسية غير مرغوب فيها.

التواصل مع أولياء الأمور

إن أهم عنصر لإعداد خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي هو التنسيق مع أهالي التلاميذ، حتى لا يُفسد البيت ما تبنيه المدرسة والعكس؛ لذا لا بد من التواصل بين الأهل وبين المعلم المسئول عن الطفل لتوضيح دور كل منهما، والاتفاق على الأسس التي سيتم السير عليها أثناء تنفيذ الخطة.

منح جوائز على التفوق

الهدايا دومًا ما تكون وسيلة فعالة لتحفيز الطلاب على الاستذكار، ولكن ينبغي أن تكون شروط المسابقة غير مبالغ فيها وتراعي الفروق الفردية للطلاب، ويُمكنك توزيع هدايا بسيطة على كل مجموعة من الطلاب، هذا يجعل عدد الفائزين أكبر، ومن ثم يتحمس أكبر عدد ممكن من الطلاب للحصول على الهدية.

إشباع الحاجات النفسية للطالب

لإعداد خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي لا بد خلالها من تدارك النواحي النفسية للطفل وإشباعها، حيث إن الطفل الجائع نفسيًا قلما ما سيكون مهتمًا بدراسته، بل سيكون مائل إلى الوحدة والانطواء أو العنف.

أهداف خطة علاج الضعف الدراسي

كل خطة يجب أن تكون لها أهداف، وأهداف إعداد خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي يجب أن تكون كالآتي:

  • تفعيل دور الأهل في مساعدة الطفل على التحصيل.
  • إعداد بيان بأدوار كل المشاركين في تنفيذ الخطة.
  • إعداد خطط يومية وأسبوعية لقياس مدى تقدم الحالة.
  • تحديد أسباب ضعف التحصيل ومعالجتها.
  • التقويم الدوري للحالة.
  • رفع مستوى الطالب الضعيف تحصيليًا.

مثال توضيحي لخطة رفع المستوى التحصيلي للطلاب

لا بد من عرض مثال على الخطة التي ينبغي إعدادها لعلاج أوجه القصور والضعف لدى الطلاب، ومن ثم الوصول بهم إلى مستوى أعلى من التحصيل الدراسي، وذلك حتى يتم تنفيذ خطة حقيقية بناءً على المثال القادم، ونقدم لكم هذه الخطة في الآتي:

الهدف مدة الخطة منفذ الخطة الوسائل المساعدة على تنفيذ الخطة إشارات تم رصدها دور المعلم والأبوين مدى الاستجابة هل تم تنفيذ الهدف؟
حفظ درس (السياحة) كاملًا مع الفهم أسبوع المعلم

الوالدين

فيديو تعليمي عن السياحة لم يبدي الطفل انتباه كبير للعرض السنيمائي المعلم: شرح الدرس مع عرض الوسائل المساعدة، مع تهيئة عامل المنافسة بين الطلاب بتقسيم الطلاب لمجموعات متنافسة للفوز.

 

الوالدين: عرض أمثلة حياتية عن السياحة للطالب، وتقسيم الدرس على مدار الأسبوع وتسميعه للطفل

أظهر الطفل استجابة حوالي 50% نعم
استذكار درس الضوء 3 أيام المعلم

الوالدين

تنفيذ تجربة عملية عن انكاس الضوء انبهار الطفل بالتجربة المعلم: شرح الدرس وتقسيمه ومنح الطفل المعلومات التي تمكنه من إعداد التجربة بنفسه

 

الوالدين: إعطاء المواد الخام للطفل لعمل التجربة بنفسه تحت إشرافهم

استجابة كبيرة بنسبة 80% نعم

هذه الخطة أوضحت أن الطفل لم يستجيب للفيديو التعليمي، ولكنه انبهر بالتجربة العملية، أي أن هذا الطفل لديه اهتمام بصنع الأشياء بيده، ومن ثم من الممكن استغلال هذا الأمر في تحقيق معدل أعلى من الفهم والاستذكار الدراسي وهكذا.

إلا أنه يجدر الإشارة إلى أن أثناء تنفيذ الخطة ينبغي الاهتمام بتنفيذ كافة العناصر التي تتضمنها الخطة السالف ذكرها؛ من أجل تحقيق نتائج أفضل.

اقرا أيضًا: عبارات تحفيزية عن النجاح في جميع المجالات للزملاء والأصدقاء

عرضنا لكم خطة لعلاج ضعف التحصيل الدراسي حتى يتم تدارك نقاط الضعف التي أدت إلى تأخر الطفل دراسيًا، ومن ثم الوصول به أعلى مستوى  يُمكنه من أن يكون حاضرًا منافسًا مع باقي الطلاب.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *