المرأة المرضعة
إن رأي العلماء حول صيام المرأة المرضعة مثل رأيهم في صيام المرأة الحامل، وذلك بسبب أوجه التشابه بينهما في الحالة الصحية لكل منهما فالمرضعة والحامل كلاهما مقسمة طاقتهما على اثنين.
فقد أعطى الإسلام الرخصة للمرأة المرضع في أن تفطر في نهار رمضان إن كان الصيام سيؤثر بالسلب عليها وعلى رضيعها من حيث أمراض قلة التغذية، أما في حالة صرح لها الطبيب المعالج بالصوم، وكانت صحتها تسمح بذلك فعليها بالصيام ولا حرج، أما إن أفطرت فكفارتها هي تعويض ما أفطرته من صيام أيام بخلاف رمضان.
الشيخان
الشيخ هو الرجل الطاعن في السن والعجوز هي المرأة الطاعنة في السن وهما من الاستثناءات التي استثنى الله بها شريحة من الناس من صيام شهر رمضان، بسبب أمراض الشيخوخة التي تصيبهم أو تصيب البعض منهم مثل مرض السكري.
يُعد استثناء الشيخين من الصيام في شهر رمضان من التيسير في العبادات على المسلمين وهذا التيسير هو نتاج تفسير حَبْر الأمة ابن مسعود في تفسيره لكتاب الله -عز وجل- مستندًا إلى الآية التي يقول فيها سبحانه وتعالى (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينِ)، حيث تعود الهاء في كلمة يطيقونه على الصيام والتي بمعناها في الجملة عدم المقدرة على تحمل الصيام ومشقته حسب تفسير ابن مسعود للقرآن.
الحائض
الصيام فريضة مثله مثل الصلاة يشترط فيهما عدة أركان منه الطهارة لهذا فإن العلماء الذين أفتوا ببطلان صيام الحائض فقد رجعوا إلى السنة النبوية الشريفة في بطلان الصلاة.
استند العلماء في تلك الفتوى على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- (يقطعُ الصَّلاةَ المرأةُ الحائضُ والكَلبُ)، كما ذكرنا أن الصيام من شروطه الطهارة كالصلاة والحج فلهذا الحديث رجع المفسرون.
أجمع الفقهاء أيضًا وعلى رأسهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- والشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- على إن طهرت المرأة قبل بزوغ الفجر لليوم الجديد يمكن أن تصوم فيما عدا ذلك فلا تصوم إلى أن تطهر وكفارة الأيام التي أفطرتها هي قضاء صيام الأيام التي أفطرتها في غير شهر رمضان.
الأطفال الصغار
الصوم كما ذكرنا سابقًا من الفرائض التي شرعها الله على المسلمين جميعًا لكن بشروط يجب أن تستوفى من هذه الشروط الطهارة، ولأن الأطفال من هم دون سن البلوغ (أقل من سن السبع سنوات) لم يكتمل نضجهم العقلي بعد ولن يستوعبوا أحكام وفرائض الصيام فهم غير مكلفون وقد أرجع العلماء أيضًا هذه الحالة إلى حديث تشريع الصلاة على الأطفال.
في الحديث الشريف الذي رواه سبرة بن معبد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ) وقد سن علماء الفقه فتوى منع الأطفال من دون سن السابعة من الصيام من منطلق هذا الحديث الشريف.
المجانين
يعتبر امتلاك الشخص لعقل ناضج وواعي من الشروط فإن سقط شرط سقطت الفريضة، كما ذكرنا سابقًا فإن الصيام كغيره من العبادات التي تحتاج أن يكون المرء عاقلاً كي يفهم تدابير وتعاليم هذه الفريضة والحكمة منها حتى يستطيع أن ينوي أداء تلك الفريضة بقلبه مدركًا لها لا كالدواب.
لإن الصيام فرضه الله -عز وجل- على كل مسلم بالغ وقادر وعاقل فإن تم الإخلال بشرط من هذه الشروط تسقط عنه الفريضة فقد سقطت الفريضة عن من فقد الشرط فالمجانين أو أصحاب الأمراض النفسية هم معفيون من أداء فريضة الصيام، وذلك بسبب أنهم فقدوا شرط العقل، قد أفرد العلماء الحالات لذوي الأمراض النفسية إلى قسمين وهما:
- المجنون: بإجماع العلماء قد سقطت عنه الفريضة، لأنه غير مدرك لأفعاله أكانت صحيحة أم خاطئة وغير مدرك للحكمة من وراء الصيام.
- مريض الزهايمر: أعلنت دار الإفتاء المصرية عن فتوى مفادها أن مريض الزهايمر إذا نوى الصيام وشرب وأكل ناسيًا بسبب طبيعة مرضه فلا حرج عليه.
شاهد أيضًا: دعاء قبل الافطار اللهم رب النور العظيم
بذلك نكون قد قدمنا لكم في السطور السابقة إجابة سؤال من يباح لهم الفطر في رمضان، موضحين ذلك أكان بسبب علة جسدية أو عقلية ومستخرجين لكم الأحكام من الكتاب والسنة النبوية الشريفة، ونرجو أن نكون قد قدمنا لمن الإفادة والنفع.
تعليقات