تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة وقصص تضمنتها
تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة

جاء تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة في جميع الكتب التي تحدث فيها المفسرين وأهل العلم، وذلك لأنها تتضمن موضوعات متعددة، وأحكام شرعية كثيرة تمس جوانب مختلفة من حياة المسلم؛ لذا من خلال موقع تثقف سنعرض لكم تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة، وأهم ما ذكره المفسرون وعلماء الدين عن سورة البقرة ومقاصدها، وأبرز الموضوعات التي وردت فيها.

تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة

إن تفسير سور القرآن الكريم هو محاولات من المسلمين لفهم كلام رب العباد في كتابه العظيم القرآن الكريم، ولتدبر آياته والعمل بما جاء فيها من أوامر وأحكام، واجتناب ما نهى عنه الرحمن.

هناك جهود كبيرة قام بها أهل العلم الشرعي في تفسير القرآن الكريم، التي تشهد جميعها بإعجاز القرآن، وأنه كلام الله المتعبد بما جاء فيه، وتعددت التفسيرات وطرقها ومناهجها، فهناك التفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي والتفسير الموضوعي، وغيرها من التفسيرات.

إن التفسير الموضوعي من أنواع التفاسير الذي يهتم بمقاصد السورة من خلال نظرة شمولية، والوقوف على كل موضوع جاء فيها، ويتميز هذا النوع من التفاسير بالشمولية والتكامل في الفهم، فهذا النوع من التفسير يعتمد في فهم السور وتفسيرها على كل ما جاء في التفاسير التي قبله ببراعة وعمق وتأمل.

إن سورة البقرة من أكبر سور القرآن الكريم، وتكلم عنها كثير من المفسرين والعلماء والفقهاء، إن تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة مما لا يتسع له المقام لحصره، ولا يتسع له المقال لذكره، ولكن سنعرج على بعض من تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة فيما يلي:

شاهد أيضًا: ما فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة والوقت المستحب لقراءتها

سورة البقرة

نزلت السورة كاملة في المدينة المنورة بعد الهجرة، وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء، وروى عن ابن عباس أنه قال: “هذه السورة أول ما نزل بالمدينة”، وهو مما ثبت عن كثير من أهل العلم في الكتب الذي جاء فيها تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة.

إن سورة البقرة هي ثاني السور في ترتيب المصحف بعد سورة الفاتحة، وهي أطول سور القرآن الكريم حيث يبلغ آياتها ست وثمانون ومائتا آية.

من أسماء سورة البقرة: الزهراء، وأحد الزهراوين والسنام، والذروة والفسطاط، وقال الزركشي: “وتسمية سورة البقرة بهذا الاسم؛ لقرينة ذكر قصة البقرة المذكورة فيها، وعجيب الحكمة فيها”.

جاء في كتاب (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور) لبرهان الدين البقاعي الشافعي : “أن اسم كل سورة مترجم عن مقصدها، لأنَّ اسم كل شيء تظهر المناسبة بينه وبين مسمَّاه عنوانه الدال إجمالاً على تفصيل ما فيه”.

إن تسمية سورة البقرة بهذا الاسم فيها من الدلالات ما يشير إلى أنه ليس بسبب ذكر قصة البقرة فيها وحسب، وإنما لبيان حال بني إسرائيل من عدم الامتثال لأمر الله والتعنت والتشدد وغيرها من الأمور.

كما أن تسميتها فيها من المناسبة الحكيمة مع الأحكام الشرعية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى للعبادات والمعاملات، وبذلك تكون قصة البقرة تربية للمؤمنين في أصول تلقي شريعة الله سبحانه وتعالى، والتحذير من التشبه ببني إسرائيل في قصة البقرة.

مقاصد سورة البقرة

إن سورة البقرة تضمنت مقاصد الإسلام وكلياته الأساسية والرئيسية، وفيها من الآيات التي تدل على أن القرآن كتاب الله، وفيها من القصص والعبر التي تحذر الناس من عاقبة عصيان الله سبحانه وتعالى، والبشرى بالنعيم المقيم لمن يطيع الله ويمتثل لأوامره، وجملة من الأحكام الشرعية في العبادات.

بين أهل العلم والتفسير أن سورة البقرة رغم أنها أكبر سورة في القرآن الكريم، إلا أنها تتألف من مقاصد هامة ورئيسية، كما أنها اشتملت على أصول العلم الشرعي، وقواعد الدين النظرية والعملية، ونوضح أهم تلك المقاصد فيما يلي:

  • القرآن كلام الله ويتضح فيه من أسباب الهداية ووضوحها التي لا يتردد ذو قلب سليم في الإيمان بالله بعدها.
  • دعوة الناس لعبادة الله وحده الذي خلق الناس جميعهم، وهو وحده من يحيهم ويميتهم ويبعثهم للحساب.
  • الحديث عن أهل الكتاب، والتحذير من باطلهم، وطاعة الله وحده والتزام أوامره واجتناب نواهيه.
  • أحكام الشريعة الإسلامية في العبادات والمعاملات.
  • بيان حال المؤمنين في كل ما أمر الله به واستجابة المؤمنين.

إن التفسير الموضوعي في تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة نوضح فيه بعض الموضوعات التي تضمنتها السورة الكريمة، ومنها ما سنعرضه لكم في السطور المقبلة.

موضوعات سورة البقرة

إن بيان الموضوعات التي ذكرها العلماء في السورة وتوضيحها يكون أساسًا في فهم تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة، وتوضيح تناسب آياتها، وإن من أبرز الموضوعات التي جاء ذكرها في تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة نوضحها فيما يلي:

أصناف الناس

بدأت سورة البقرة بذكر كتاب الله وما فيه من هداية الناس، وتبيين وصف أصناف الناس في عبادتهم لله، حيث ذكر فيها ثلاثة أصناف، هم: المؤمنون والكافرون والمنافقون.

  • نجد في بداية السورة آيات لوصف المؤمنين وأحوالهم وجزاؤهم، قال الله تعالى: “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)”.
  • ثم يأتي وصف الصنف الثاني من الناس في أحوالهم مع الله سبحانه وتعالى، وهم الكافرون الذين لا يؤمنون بالله مهما عرفوا من الدلائل واستمرارهم في الكفر، قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)”.
  • ثم يبين الله سبحانه وتعالى الصنف الثالث وهو الأسوأ والأشد خطرًا لتدليسهم على الناس وكذبهم ونفاقهم وشرهم، وهم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والكراهية للمؤمنين، قال تعالى: ” وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8)”.

دعوة الناس لعبادة الله

جاءت وصية الله سبحانه وتعالى للناس كافة بعبادته وحده، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)”، ثم ذكرهم بنعمته عليهم، واستحقاقه سبحانه وتعالى للعبادة فهو الذي خلقهم وجعل لهم كل ما يتنعمون به وهو الذي يميتهم ثم يبعثهم للحساب، وحذّر من عدم الامتثال لأوامره، وبشّر الذين يطيعونه ويمتثلون لأمره بالنعيم.

قصة بداية خلق الإنسان

يأتي ذكر بداية خلق الله للإنسان اليت تبدأ بقوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)”.

ثم أمر الله سبحانه وتعالى للسجود لآدم ثم عصيان إبليس لأمر الله واستكباره، وقصة آدم مع إبليس، وأفضلية آدم على إبليس بالتوبة والرجوع إلى الله، واستخلاف آدم في الأرض.

اقرأ أيضًا: ماهو الشهر الذي انزل فيه القران الكريم

قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل

تقص الآيات قصة بني إسرائيل ونعم الله عليهم الكبيرة التي لا حصر لها حيث نجاهم من الظلم وبعث فيهم الأنبياء ونصرهم على أعدائهم، وما كان منهم إلى العناد والعصيان والإعراض عن أمر الله.

ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة أبرز الأحداث التي وقعت لهم ثم عنادهم وعصيانهم، التي بدأت بقوله تعالى: “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)”، وإسرائيل هو نبي الله يعقوب الذي ذكره الله في الآيات وأنه كان نبيًا مؤمنًا عابدًا لله أوصاهم بعبادة الله وحده لكنهم بدلوا وصيته، وعاندوا الرسل والأنبياء بل وقتلوا بعضهم.

الذي يقرأ سورة البقرة ويقرأ تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة، ويتأمل فيها يجد كلام الله عن بني إسرائيل وسيئاتهم على طول سورة البقرة، وبيان أسباب غضب الله عليهم، وسنجد فيها تبديل الله نعمته عليهم.

إن تلخيص قصة بني إسرائيل في بيان منهجهم في قوله سبحانه وتعالى عنهم: “سمعنا وعصينا”، وبيان أن المنهج الذي يجب أن تتبعه الأمة المستخلفة أمة محمد بقوله تعالى عمن آمن منهم في آخر آيتين في السورة: “سمعنا وأطعنا”، ويظهر ذلك في محورين هامين:

  1. قصة البقرة

إن سورة البقرة سميت بهذا الاسم نسبة لهذه القصة، وهي قصة فيها ان رجلا من بني إسرائيل تم قتله، ولم يعرفوا من الذي قتله فجاء الأمر لبني إسرائيل من رسول الله موسى بذبح بقرة لكنهم بالغوا في التعنت والعناد بسؤالهم عن أوصافها.

قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)”، ظهر عنادهم بوضوح في هذه القصة لمبالغتهم في طلب أوصاف البقرة، وعدم امتثالهم لأمر الله من أول الأمر، وورد عن ذلك أنهم إذا كانوا أطاعوا الله من أول أمر لكان لهم أن يذبحوا لكن بعنادهم وكثرة سؤالهم شدد وعسر الله عليهم أوصافها.

  1. بني إسرائيل وعنادهم

يظهر في الآيات الشريفة مدى عناد بني إسرائيل وتحريفهم وتدليسهم على الناس، والأوامر التي أمرهم الله بها والأحكام التي أوجبها عليهم، ومخالفتهم لكل ما أمروا به وعنادهم وإصرارهم.

جاء في سورة البقرة آيات كثيرة تصف أحوال بني إسرائيل ومخالفتهم، وكان ذلك تبيين منه سبحانه وتعالى وتحذير وعبرة وعظة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من المؤمنين.

خاصة بعد هجرتهم من مكة إلى المدينة المنورة حتى يتجنبوا ما فعله بني إسرائيل مع أنبيائهم، قال تعالى: “أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)”.

تتوالى الآيات التي يأتي فيها الكلام عن بني إسرائيل من اليهود والنصارى، والتحذير منهم ومن عداوتهم وحسدهم وكرههم لأتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من المؤمنين.

قصة إبراهيم

يأتي ذكر إبراهيم عليه السلام وما كلفه الله به من الأوامر والنواهي، وقيامه وإتمامه لكل ما كلفه الله به، قال تعالى: “وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)”.

ثم يأتي ذكر بناء الكعبة مع ولده إسماعيل عليهما السلام، وأن إبراهيم وأولاده إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب كانوا على عهد الله من العبادة والطاعة، وتبليغ الرسالة التي عهد الله سبحانه وتعالى لهم بها، ولكن بني إسرائيل بدلوا من بعدهم أمر الله لهم وعصوه وبالغوا في عنادهم.

قصة طالوت وجالوت

جاءت قصة طالوت وجالوت ثم ملك داوود، وما فيها من العبر والعظات لكل المؤمنين، والحكمة من الابتلاء والاختبار، وفضل طاعة الله والامتثال لأوامره، وعقوبة عدم طاعته وعاقبة العصيان ثم نصر الله للمؤمنين الذي يأتي بعد الأخذ بالأسباب.

ثم يبين الله للناس الحكمة من دفع أهل الحق لأهل الباطل، ونصر الله للمؤمنين في آخر الأمر وهذه سنة الله في الأرض مهما زاد الظلم وانتصر فإنه إلى زوال، والنصر لعباد الله المؤمنين.

قال تعالى: ” فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)”.

إحياء الموتى في سورة البقرة

إن المتأمل في سورة البقرة يلاحظ تكرر قصص إحياء الموتى في عدة مواضع متتالية من بداية السورة وحتى آخرها التي تدلل جميعها على قدرة المولي عزّ وجل، والرد على المشركين المكذبين، وذلك على النحو التالي:

  • بداية من قصة الصاعقة التي أصابت بني إسرائيل لتجرئهم على طلب رؤية الله سبحانه وتعالى، وذلك في قوله تعالى: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)”، فصعقهم الله عقوبة لهم ثم بعثهم ليشكروه على نعمة أن أحياهم مرة أخرى.
  • كذلك في قصة بني اسرائيل البقرة وقتيل بني إسرائيل قال تعالى: “فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)”، وفي القصة بيان لهوان أمر البعث على الله سبحانه وتعالى وأنه قدير على كل شيء.
  • جاء في سورة البقرة أيضًا قصة الذين خرجوا من ديارهم فرارًا من الجهاد، وقيل بل كانوا خائفين من الإصابة بوباء الطاعون، ثم أحياهم الله جميعًا مرة أخرى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)”.
  • وقصة الذي حاج إبراهيم في ربه وهي عبرة لمن ينكر قدرة الله على بعث وإحياء الموتى، والرد عليهم وبهتان حجتهم، قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)”
  • قصة العزير وما فيها من العبرة والعظة في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وبعثهم من جديد، فسبحان الذي يحيي العظام وهي رميم.
  • قال تعالى: “أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)”.
  • قصة إبراهيم عليه السلام مع الطير، وبيان قدرة الله سبحانه وتعالى في أن يحي الطير بعد ذبحها وتقطيعها إلى أجزاء ثم إحيائها مرة أخرى، قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)”.

إن قصص إحياء الموتى التي ذكرناها في تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة تدل جميعها على قدرة الله على الإحياء من بعد الموت مهما تعددت أسبابه،  ففي تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة وضحنا أهم الموضوعات سنوضح فيما يلي أهم الأحكام التي وردت فيها، وبينها الله سبحانه وتعالى في محكم آياته من سورة البقرة.

شاهد أيضًا: عجائب حسبي الله ونعم الوكيل والمغزى منها

الأحكام الشرعية في سورة البقرة

ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة مجموعة من الموضوعات التي تتعلق بالأحكام الشرعية للدين الإسلامي في جانب العبادات والتي نوضحها في تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة، وهي كما يلي:

  • تحديد القبلة التي سيتوجه إليها المسلمون إلى يوم الدين، وحكمتها وسبب مشروعيتها.
  • الفضل العظيم لذكر الله سبحانه وتعالى.
  • الجهاد في سبيل الله، وفضل الموت في سبيل الله.
  • التوحيد والتحذير من الشرك بالله والكفر به.
  • الصدقة والزكاة وتحديد مستحقيها.
  • القصاص والحكمة من مشروعيته.
  • الوصية قبل الموت.
  • أحكام الصيام.
  • أحكام الحج والعمرة.
  • أحكام الصلاة.
  • أحكام المعاملات في أموال الناس والربا والدين والرهن.
  • أحكام المعاملات في الأسرة من النكاح والطلاق والحضانة والعدة.
  • أحكام الأيمان.
  • أحكام الطهارة.
  • الحلال من الطيبات من الطعام والشراب، والحرام من الخبائث في الطعام والشراب.

إن تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة يتضح منه التحذير من عدم الالتزام والامتثال لشرع الله، وإقامة الحجة ببيان قصص السابقين من بني اسرائيل وتبديل نعمة الله عليهم من بعد ان كان منهم الأنبياء أن غضب الله عليه وتوعدهم بالنار وبئس المصير، مع بيان ضرورة الابتلاء والتمحيص في الدنيا وتذكير العباد.

فضائل سورة البقرة

وردت أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم تبين فضائل سورة البقرة وقراءتها وفضل بعض الآيات فيها، وبين العلماء والمفسرين بعض خصائصها، ونجمل ذلك في تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة كالآتي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما” رواه مسلم.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ” رواه مسلم، وقد جاء في سورة البقرة فتنة السحر التي اتبعها الضالون.

في الحديث الشريف تخصيص سورة البقرة بعد تخصيص سورتي البقرة وآل عمران، وفي ذلك دلالة عظيمة على فضل سورة البقرة، وفضل تلاوتها والعمل بما جاء فيها.

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ”، ويظهر من الحديث جليًا فضيلة قراءة سورة البقرة ونفور الشيطان وابتعاده عن البيت الذي تقرأ فيه.
  • روي عن فضل قارئ وحافظ سورة البقرة بين الصحابة رضي الله عنهم، فعن أَنسٍ رضي الله عنه، قال: “كان الرجلُ إذا قرَأَ البَقرة وآل عمران، جَدَّ فينا- يعني: عظُم- وفي رواية: يُعَدُّ فينا عَظيمًا، وفي أخرى: عُدَّ فينا ذا شأنٍ”.

كذلك روى ابن سعد في (الطبقات الكبرى) قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا أبو المليح عن ميمون ” أن ابن عمر تعلَّم سورة البقرة في أربع سنين “.

علّق الزرقاني ما مفاده أن عبد الله بن عمر كان معروف عنه سرعة الحفظ، وإنما دل البطء في دراستها وحفظها هو الرغبة في تعلم أحكامها والفوز بثواب العمل بما جاء فيها.

فضائل بعض آيات سورة البقرة

وردت أحاديث صحيحة في السنة النبوية الشريفة عن فضل آية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الآيَتانِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَن قَرَأَهُما في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ” رواه البخاري.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ” رواه النسائي، والحديثين فيهما حث على قراءة تلك الآيات وبيان فضل القراءة، ومعرفة فضائل سورة البقرة وآياتها هام قبل بيان تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة.

في الموضوع السابق قد عرضنا تفسير سورة البقرة كاملة مكتوبة، كما أننا ذكرنا أقوال أهل التفسير وكتبهم عنها وعن سبب تسميتها بسورة البقرة، فمن يطلع على مقاصدها وأهم ما جاء فيها من موضوعات  سيخرج بفهم أوسع في دلالة هذا السبب.

اقرأ أيضًا: من هم المغضوب عليهم المذكورين في سورة الفاتحة

كما أننا ذكرنا أحاديث الرسول التي وضحت لنا فضل سورة البقرة، وأيضًا هناك أحكام شرعية في الدين الإسلامي ذكرت في هذه السورة، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *