قصة الشاطر حسن والغولة للأطفال بأسلوب شيق ومبسط وبها العديد من الدروس المستفادة
قصة الشاطر حسن والغولة

يحتاج الأطفال لسماع القصص القصيرة الشيقة قبل ذهابهم للنوم مثل قصة الشاطر حسن والغولة التي يعشقها الكثير من الأطفال، حيث أن تلك القصص تُساعدهم على النُعاس بسهولة والشعور بالراحة والاطمئنان بجانب آباءهم، ولا شك أن لكل فئة عمرية قصص تتناسب معها، وتمكنه من  تخيل الأحداث التي تدور داخل القصة، لذلك يجب على الوالدين أن يحرصوا على اختيار القصص ذات عبرة ودرس مفيد، وسنقوم بذلك عبر موقع تثقف.

قصة الشاطر حسن والغولة

كان يا مكان، كان هناك ملك يريد أن يزوج ابنه الأمير، فذهب له وعرض عليه ثلاث أميرات من أجمل وأغنى فتيات البلدة، وكانت الثلاث أميرات أخوات، وعندما رأى الأمير الثلاثة احتار كثيرًا بينهم وأخذ وقتًا طويًلا يُفكر، لكنه قرر القيام بشيء بسيط ليعرف من منهن المناسبة له، فسأل كل واحدة منهن ماذا ستقدم له بعد الزواج؟!

قالت الأميرة الأولى: إذا تزوجتني أيها الأمير، سوف أصنع لك بطانية يمكنها تغطية المدينة بأكملها!

قالت الأميرة الثانية: إذا تزوجتني أيها الأمير، سوف أصنع لك فطيرة تكفي المدينة بأكملها.

قالت الأميرة الثالثة ردًا على سؤال الأمير: إذا تزوجنا سأكون خير عون لك، وسوف تكون سعادتك هي همي الأول، وأنجب لك الذرية الصالحة.

ظل الأمير يُفكر كثيرًا في ردود الأميرات الثلاثة، وقال لنفسه أنه سوف يتزوج الأميرة الأولى لأنها ستقدم خدمة تُفيد المدينة بأكملها فأقبل على خطبتها وعندما سألها على البطانية سخرت منه وقالت، هل صدقت ذلك يا أمير؟! هل هناك بطانية تكفي لمدينة بأكملها!! هذا لا يُمكن فأنا قولت ذلك فقط حتى تتزوجني، فتركها الأمير لأنها كذبت عليه.

وقرر أن يرتبط بالثانية وعندما سألها على الفطيرة ضحكت بشدة، وقالت لا يوجد فطيرة تكفي مدينة، أنا قولت ذلك لتتزوجني، فتركها لأنها كذبت عليه أيضًا.

فقرر الأمير أن يتزوج الثالثة، وعندما سألها عن ما قالته ردًا على سؤاله، قالت: يا أيها الأمير الأيام وحدها سوف تريك أني سأكون خير زوجة وعونًا لك وسوف أسعى جاهدة لأمنحك السعادة، أما الذرية الصالحة فهي رزقًا من الله وأدعو الله أن يمّن بها علينا، فاطمأن قلبه لها، وغارت منها الأختان كثيرًا وظلوا يتساءلوا كيف استطاعت أن تقنع الأمير بزواجها، ومع كل يوم يمر على الأميرة والأمير يتمنى الأختان الفشل لهما، حتى جاء يوم ولادتها فدبروا لها مكيدة مع الداية وأن تضع مكان مولودها كلب صغير إذا كان المولود ولد، وكلبة صغيرة إذا كان المولود بنت، أو تضع الإثنين إن كانوا توأم، وولدت الأميرة الشاطر حسن وست الحسن والجمال، وكان الشاطر حسن على رأسه شامة وكانت البنت عندما تبتسم تشرق الشمس مع ابتسامتها ويصبح الجو ربيعًا، وعندما تبكي تمطر السماء ويصبح الجو مظلمًا، ونفذت الداية ما طلباه منها الأختان الحاقدتان، وسرقت الطفلين وأرسلتهم إليهما وتركت للأمير والأميرة الكلبين، وعندما رأى الأمير والأميرة ذلك اندهشوا كثيرًا، وقالت له أن هذا ما كتبه الله لهم ويجب أن يرضوا بالنصيب، أمر الأمير والأميرة بمراعاة الكلبين وتجهيز غرف لهم وخدمتهم، أما الأختان فطلبوا من أحد الخدم أن يتخلص من الطفلين ولكنه لم يستطيع الخادم فعل تلك الجريمة فوضعهم في صندوق مُحكم لا ينفذ إليه الماء وتركه يعوم في البحر.

ظل الصندوق يتنقل عبر البحار حتى وقف عند أحد الشواطئ، وكان هناك رجل عائد من صلاة الفجر وجد هذا الصندوق، فقرر النزول إلى الماء وأخرج الصندوق وفتحه، ووجد الطفلين وفرح بهما كثيرًا وأخذهم إلى زوجته وفرحت هي أيضًا بهم لأنها لم تنجب أطفالًا، وبمرور السنين مات الرجل وزوجته، وقرر الشاطر حسن أن يأخذ أخته وينتقلون إلى مدينة يشتهر ملكها وزوجته بالعدل وعند بحثهما عن مكان ليستأجروه دلوهم أهل المدينة على الأختان الحاقدتان خالتهما، وعندما رأوا الشاطر حسن وشامته وأخته التي تجعل الشمس تشرق بابتسامتها فأيقنوا أنهم الشاطر حسن وست الحسن والجمال، ودبروا لهم مكيدة أخرى وهي أن يستأجروا لهم مكان لم يخرج منه أحد بعد دخوله، ولكن الحيلة لم تفلح بمجرد دخول الشاطر حسن نطق بسم الله ودعاء الدخول ونظفوا المكان وأصبح جميلًا وفرحوا به كثيرًا، ولكنهم كي يحاولوا تدبير مكيدة أخرى أقنعوا الشاطر حسن أن جمال المكان لن يكتمل إلا بوجود البلبل الحيران ليغني في منزله وسألهم على المكان فأخبروه بأنه في الغابة، فقرر البحث عنه ولكن حذرته أخته من ذلك، وقد أعطاها خاتمًا لترتديه وإن ضاق الخاتم عليها تعرف أن أخيها في خطر، وأثناء الطريق مر الشاطر حسن على أمنا الغولة وألقى عليها التحية، فقالت له أمنا الغولة: لولا أن سلامك سبق كلامك لكنت أكلت لحمك قبل عظامك، ماذا تريد أيها الشاطر حسن؟ فقال لها إني أبحث عن البلبل الحيران، فقالت له: ولكنه يوجد عند وحش لئيم ويمكن أن يؤذيك، فقال سأحاول لأنني وعدت أختي أنني سأحضره لها، فوصفت له المكان وحذرته، وعندما ذهب إلى المكان وجد حيوان ملقيًا على الأرض، فجرى عليه وحاول مساعدته ولكنه أخذه ألقى به لباطن الأرض ثم أغلق عليه.

وذات مرة كان الملك وزوجته يتجولون في المدينة، لاحظوا رائحة جميلة ونور ينبعث من إحدى البيوت، فطلبت الملكة أن يذهبوا لهذا المنزل وعندما ذهبوا وجدوا ست الحسن والجمال وسألوها من أنتِ وما الذي أتى بك إلى هنا؟ فقصت عليهما حكايتها وعن أخوها الشاطر حسن الذي ذهب ليحضر البليل وعندما انتهت شعرت بالخاتم يضيق فبدأت في البكاء وبدأت السماء تمطر مع بكائها وأظلم الجو، وحينذاك علمت الملكة بأنها هي ابنتها وأن الشاطر حسن ابنهما وذهبوا إلى الغابة حتى يبحثوا عنه، وأمسكوا بهذا الحيوان اللئيم، وعندما فتحوا السرداب خرج مختلف الحيوانات والطيور ومعهم الشاطر حسن والبلبل الحيران، ففرح به الملك كثيرًا وعاد به إلى زوجته الملكة وست الحسن والجمال وأحضر الداية لتعترف بكل شيء، وعندما علم بالحقيقة أمر الأمير بحرق الداية والأختان الحاقدتان، وعاد الشاطر حسن وست الحسن والجمال إلى حضن أبويهما.

وخلصت الحدوتة.

هكذا نكون قد قمنا بذكر قصة الشاطر حسن والغولة التي تعتبر من التراث الشامي، وهي قصة مشوقة جدًا ويحبها جميع الأطفال، كما أنها مليئة بالحكم والدروس المفيدة وتحث الأطفال على حسن الخلق.

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *