ماهو الفرق بين النبي والرسول والقواسم المشتركة بينهم
ماهو الفرق بين النبي والرسول

ماهو الفرق بين النبي والرسول؟ الأنبياء والرسل هم أناس اختارهم الله ليهدوا الناس ليعبدوه وحده دون شريك له، ويدعوهم إلى الأخلاق والفضيلة، والفرق بينهم  أن الرسول أرسله الله برسالة جديدة وشريعة جديدة، أما النبي فهو الذي جاء عليه وحي الله ليدعوه لعبادة الله بإحدى الطرق أو الشرائع التي أنزلها الله على رسله من قبل.

ماهو الفرق بين النبي والرسول؟

قد أرسل الله سبحانه وتعالى رسلًا وأنبياء على درب الأمم؛ ليشرعوا شرعه ويهدوا الناس في اتجاههم، وأطلعوهم على دينهم ودعموهم بالمعجزات والآيات التي تدل على أنهم أرسلوا لهم  من عند الله تعالى، واستقبلهم كثير ممن أرسلوا إليهم بالنفي والسخرية والاستهزاء، فبعض الذين أرسلوا إليهم آمنوا بهم وصدقوهم؛ وأوفوا بالثقة وأنجزوا ما أمرهم الله به، وتحملوا ما وجدوه للنهوض والدعوة لتوحيد الله وصبروا.

خلق الله السماوات والأرض والمخلوقات فيما بينها، وفضل الله تعالى الإنسان عن كل الكائنات الحية، بذكائه وقدرته على الإدراك والتفكير؛ ومع ذلك فإن العقل البشري لا يزال عاجزًا عن معرفة خالقه وعبادته بأفضل الطرق وأكملها، لذلك أرسل الله رسلاً وأنبياءً ليهتدي الناس ويهديهم إلى الصراط المستقيم، لكي يعبدوا الله على أكمل وجه؛ فإن الرسل ينذرون الناس ويحذرونهم من كل ما يضرهم في دينهم.

المعنى اللغوي للرسول

لمعرفة ماهو الفرق بين النبي والرسول؟ يجب التعرف على المعنى اللغوي لكل منها.

الرسول من رسل، الراء واللّام  والسين هي نفس الأصل الذي يدل على الانبعاث والامتداد، وأرسل رسولًا أي أرسل أمرًا أو شيئًا ليقوم به لقوله تعالى: ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾[النمل: 35]، سمي الرسول؛ لأنه أرسله الله تعالى برسالة كلف بها.

المعنى اللغوي للنبي

النبي من النبأ أي بمعنى الخبر، لقوله تعالى: ﴿ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴾[التحريم: 3]، ودعي النبي بذلك؛ لأنه منبأ من الله القدير أي أنه يبلغ ما اراده الله تعالى وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم  أي صاحب السمو، وسمي بهذا الاسم لما له من مكانة عالية بين الناس.

اقرأ أيضًا: دعاء اقسم عليه النبي صلى الله عليه وسلم انه مستجاب .. الدعاء الذي أوصى به الرسول

القواسم المشتركة بين الرسول والنبي

ماهو الفرق بين النبي والرسول؟ هناك أوجه تشابه وقواسم مشتركة بين الرسل والأنبياء عامة، منها:

  • كلهم أرسلهم الله القدير.
  • اختارهم الله واصطفاهم من بين خلقه من الناس.
  • الإيمان بهم أصل و ركن من أركان الإيمان، والإنكار بهم كفر.
  • هم معصومون من الذنوب والكبائر.
  • الغرض من مهمتهم هو توجيه الناس وإصلاحهم.
  • من الأنبياء والمرسلين ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنهم من غير ذلك.
  • الأنبياء والرسل وظيفتهم واحدة وهي الدعوة لعبادة الله تعالى.

ما ينفرد به الرسل والأنبياء عن سائر البشر

وقد ميز الله عز وجل رسله وأنبيائه وأبرزهم بأمور لا تخص غيرهم ومن هذه الأمور:

  • الوحي: أعطى الله القدير لهم الوحي بأشكال مختلفة من الوحي، مثل حديث الله مع بعضهم البعض أو من خلال الملائكة.
  • العصمة من ارتكاب الخطأ: أن الرسل والأنبياء محصنون فقط من الوقوع في الذنوب والخطايا الكبرى.
  • عيونهم تنام ولا تنام قلوبهم: أشار الله لهم أن عيونهم تنام وقلوبهم لا تنام ومنها ما يقال في صحيح البخاري:” وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ ، وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ ، وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ”.
  • يخيرون دون غيرهم من الناس عند الموت: الله تعالى يعطي رسله وأنبيائه الاختيار بين الدنيا أو الانتقال إلى ديار الآخرة للالتقاء بذويهم، وفي ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم:” مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلاَّ خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ”.
  • دفنوا حيث ماتوا: دفن الرسل والأنبياء حيث ماتوا، ولهذا دفن الصحابة رضي الله عنهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غرفة عائشة؛ لأنه مات فيها.

اقرأ أيضًا: الدعاء الذي أوصى به الرسول في ليلة القدر مع الشرح

من هم الرسل والأنبياء؟

ماهو الفرق بين النبي والرسول؟ الرسل والأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية، وعدد كبير لم تذكر أسماؤهم أو نقل عنها، لقول الله تعالى: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ﴾[النساء: 164].

ومن بين هؤلاء الذين ذكروا من الرسل عليهم السلام:

  • محمد صلى الله عليه وسلم أرسله الله تعالى من قبيلة قريش إلى جميع العرب وغير العرب، وأنزل عليه القرآن الكريم.
  • موسى عليه الصلاة والسلام، أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه فأرسل معه التوراة.
  • عيسى ابن مريم – عليهما السلام- أرسله الله القدير إلى بني إسرائيل، وأنزل عليه الإنجيل.
  • داوود عليه الصلاة والسلام، أرسله الله القدير إلى بني إسرائيل وأرسل معه الزبور.

الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن

أما الأنبياء فهم الذين ورد ذكرهم في القرآن 25 مرة، لكن الرسول تنبأ بأن عددهم أكبر بكثير من ذلك، وأن لا أحد يعلم عددهم إلا الله عز وجل وحده ومنهم:

  • والد الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
  • نوح عليه الصلاة والسلام.
  • يوسف ووالده يعقوب عليهم الصلاة والسلام وقصتهم وقصة اخوة يوسف بينت في القرآن الكريم.
  • هارون صلى الله عليه وسلم، أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه سندًا وعونًا لأخيه موسى صلى الله عليه وسلم.
  • أيوب وذو الكفل وسليمان – عليهم السلام – وبقية الأنبياء المذكورين في القرآن، ممن لم يذكروا اسمهم وعددهم في علم الغيب عند الله وحده عليهم السلام أجمعين.

الفرق بين الرسول والنبي

البعض يخلط الرسول والنبي ولا يرون فرقًا بينهما ولا يعرفون ماهو الفرق بين النبي والرسول؟، وهذا من الأخطاء الشائعة،  ويفرق البعض بينهم بفروق لا تصح، كأن يقول أن الرسول يأمر بالتعليم دون النبي، ويقول إن الرسول يعلن نفسه له وأن النبي لا يكشف نفسه وكل هذا لا يصح، والصحيح أن هناك فرقا دقيقا بينهما، ودليله كلام الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾[مريم: 51].

وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[الحج: 52].

وشهادة الآيات الشريفة أن كلمة (نبي) معطوفة على كلمة (رسول) مما يدل على التغيير والفرق بينهما، فلو لم يكن بينهما فرق لما تم ذكرهما معًا ويكفي أحدهما، والفرق الجوهري بين الرسول والنبي أن الرسول من نزل عليه شريعة جديدة. ، دين جديد وقوانين مثل اليهودية والمسيحية والإسلام،  أما النبي فلم يكن أنزل بقانون جديد، بل أرسل تقريرا من الرسل يشير إلى أن الرسول أعم من النبي، إذًا النبي هو منبأ من الله والرسول مرسله الله وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول.

اقرأ أيضًا: معجزات حسبي الله ونعم الوكيل وفضل دعائها

أقوال العلماء في الفرق بين النبي والرسول

واستمر العلماء في التفريق بين النبي والرسول في الأقوال وهي:

  • الأول: أن النبي هو الذي نزل عليه ولم يؤمر بالحديث عنه، والرسول هو الذي أنزل وأمر بالتبليغ.

إذا اختلفت لفظ النبوة والرسالة في أصل الموقف؛ لأن النبوة من الخبر، فعندئذ يكون النبي عادة المنبئ جانب الله في أمر يتطلب التكليف، وإذا كان كذلك أمر بإيصاله إلى غيره، فهو رسول وإلا فهو نبي لا رسول.

  • الثاني: الرسول هو من أرسل لقوم من الكفار المشككين، بينما النبي تم إرساله لقوم مؤمنين وموحدين بالله تعالى لتعليمهم أصول دينهم ودنياهم وليحكم بينهم بالحق.
  • الثالث: إن النبي هو من أرسل ليكمل رسالة الأنبياء من قبله، بينما الرسول يقوم بالتبليغ المطلق وإن كانت تابعًا لنبي قبله.
  • رابعاً: الرسول الذي أرسله جبريل صلى الله عليه وسلم والنبي الذي بعث في الحلم هو أضعف الأقوال.

وفي نهاية مقالنا نكون أجبنا عن سؤال ماهو الفرق بين النبي والرسول؟ هناك فرق بين النبي والرسول، ولا يجوز أن يقال: لا فرق بين الأنبياء والرسل؛ لأن النبي هو الذي أنزل الله عليه بشيء ولم يأمره بإخباره والرسول هو الذي أنزل الله عليه بشيء وأمره بإبلاغه، ومن المهم أن نلاحظ أن كلًا من النبي والرسول مستوحيان من وحي جبريل عليه السلام.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *