محتويات
من يفكر بك قبل النوم هذا السؤال الذي يطرحه المهتمون بعلم النفس والراغبون في التعرف على مدى توفر توارد الخواطر والتواصل الروحاني بينهم وبين من يحبون، حيث أنه عند الرغبة في الخلود للنوم يبدأ البعض في التفكير وتذكر الكثير من الأشياء التي قد تكون حزينة أحيانًا ومفرحة في أحيان أخرى، وقد يصل التفكير إلى أشخاص معينة، فما رأي علماء النفس في هذه الظاهرة النفسية ومدى صحتها ؟ هذا ما سوف توضحه السطور التالية.
من يفكر بك قبل النوم
التفكير قبل النوم من العادات اليومية لعدد كبير من الناس، حيث يكون الإنسان في كامل وعيه لكنه يبدأ الاسترخاء والهدوء للاستعداد للنوم.
لكن العقل الباطن يكون له رئيًا آخر ، حيث يبدأ التفكير في أشياء كثيرة وذكريات، ويرد على خاطر الشخص أشخاص بعينهم، وقد يتخيل الإنسان أشياء لم تحدث ويتمنى حدوثها، ومن الممكن التفكير في المستقبل وتخيل تفاصيله.
يزداد نشاط العقل الباطن قبل النوم، وقد يكون تفكير الشخص في أشخاص يحبهم أو يردون على تفكيره في هذه اللحظة إشارة إلى تفكيرهم هم أيضًا فيه في نفس الوقت، مما يعني وجود توارد خواطر بين الطرفين.
ويرى العلماء أن هذا معناه حدوث انتقال بين الأشخاص للمشاعر والطاقة بسبب الاتصال الروحي بينهم عبر ما يعرف باسم ” الحبل الأثيري “.
شاهد أيضًا: قوة الشخصية مع الزوجة وأكثر 4 صفات يتميز بها الرجل قوي الشخصية
أسباب التفكير قبل النوم
من يفكر بك قبل النوم هذا السؤال مرتبط في علم النفس بمجموعة من الأمور تؤثر عليه، حيث يتعلق بمشاعر الشخص عند التفكير وحالته النفسية وقتها والأفكار التي كانت تدور في ذهنه عندما بدأ التفكير في شخص معين.
وحاول العلماء تفسير الأسباب التي تؤدي للتفكير في أشخاص بعينهم قبل النوم كالتالي:
- توارد الخواطر
في هذه الحالة يكون نفس الشخص يفكر فيك أيضًا وفي نفس اللحظة، مما جعل التواصل الروحاني بينكما يوقظ مشاعرك ويجعلك تفكر فيه.
وقد يكون قام بإرسال رسالة لك أو قام الاتصال بك، مما أشعل ذهنك وجعلك تفكر فيه، أو ورد لذهنك موقف جمعك بك ودفعك للتفكير فيه، أو أنه بعيداً عنك وتشتاق لرؤيته وهو أيضًا لديه نفس المشاعر تجاهك.
- توارد خواطر عكسي
وهذا يعني أنك أنت الذي بدأت في التفكير بهذا الشخص وليس هو، مما جعل التواصل بينكما يجعله يفكر فيك، وقد تبدأ في تذكره واسترجاع مشاعرك معه، ليبادلك هو أيضًا نفس التفكير في نفس اللحظة.
ويلاحظ الشخص أنه يفكر في هذا الصديق كثيراً، ويشعر تجاهه بمشاعر قوية كما لو كان أمامه في الواقع، وتزداد قوة المشاعر في لحظات التفكير.
ويشعر الشخص أنه يريد التحدث لهذا الشخص أو إرسال رسالة له لإخباره بالمشاعر التي تسيطر عليه، وكلما حاول النوم يجد التفكير مسيطر عليه بشدة.
- التفكير من طرف واحد
في هذه الحالة تكون أنت فقط الذي تفكر في شخص أخر، وهو لا يبادلك التفكير ولا يشعر بمشاعرك في هذا التوقيت.
فقد تكون مشاعرك تجاه هذا الشخص سواء محبة أو كراهية من طرف واحد فقط، لهذا لا يوجد أي تواصل روحاني بينكما.
وتلاحظ أن تفكيرك بالشخص يأتي في أوقات كثيرة لأنك لا تحاول التواصل معه أو إرسال الرسائل له، كما أنك تشعر أن مشاعرك تجاهه غير واضحة وليست محددة.
وقد تشعر أنك تحبه ومعجب به وفي نفس الوقت تكرهه ولا تحب الاقتراب منه، ومع ذلك تفكر فيه.
تفسير التفكير قبل النوم
يرى العلماء أن التفكير قبل النوم لا تحكمه قواعد أو قوانين، فقط يخضع لتوارد الخواطر وتبادل المشاعر والأفكار بين الأشخاص الذين تربطهم علاقات معينة، سواء حب أو كره.
والسبب في التفكير ليلاً وزيادة وتيرته في هذا التوقيت من اليوم، هو أن الشخص يكون مسترخيًا وبعيداً عن مصادر التوتر والضوضاء التي تسبب تشوش الذهن.
والعقل الباطن يكون هادئًا وصافيًا عند الليل ليجد فرصته في تفريغ الطاقات والإفصاح عن المشاعر المكبوتة، ليجد الشخص أنه ينطلق في التفكير دون إرادة أ أو وعي كامل، ليفكر كثيراً في أشياء لا ترد إليه في زحام التزاماته اليومية.
ويرى البعض أن تفكير ما قبل النوم هو رغبة لا إرادية من الشخص في تحقيق أمنياته في التواصل مع أشخاص يحبهم، أو تعبير عن الرغبة في تحقيق أحلام معينة لم يتمكن من تحقيقها في الواقع.
كما أن التفكير ليلاً هو سيطرة من العقل الباطن على العقل الواعي الذي تعرض للتعب والإنهاك اليوم، ليخلد في الراحة ويترك المجال للعقل الباطن، الذي يجعلك تفكر في أشخاص وتحلم بهم، وقد يحلمون بك هم أيضًا ويفكرون بك في نفس التوقيت.
وليس التفكير فقط هو متنفس العقل الباطن، لكن تأتيك الأحلام بأشخاص معينة وتتكرر لتجد نفسك تحدثهم في منامك وتضحك معهم وكأنك في الواقع، وإذا سألتهم فمن الممكن أن تجدهم يبادلونك نفس الأحلام والتفكير.
شاهد أيضًا: تنمية بشرية الثقة بالنفس.. والقواعد التي تساعدك لتثق في نفسك
خطورة التفكير قبل النوم
إذا تعرفت على من يفكر بك قبل النوم بالتركيز قليلاً مع عقلك الباطن لتحديد من تفكر فيه ويبادلك نفس التفكير، فالآن يجب أن تعرف خطورة هذا الأمر.
بالفعل يمكن أن يكون تفكير الآخرين بك قبل نومهم أمراً خطيراً ويؤثر بالسلب على حالتك النفسية، لا تتعجب فالأمر حقيقي.
ويفسر العلماء ذلك بوجود تواصل روحاني بين الأشخاص ينقل بينهما المشاعر، فإذا كان الشخص يشعر بالحب والسعادة، فسوف تنتقل لك مشاعره الإيجابية.
لكن إذا كان يشعر بالهم والحزن وحتى المرض، فسوف يسحب طاقتك وينقل لك مشاعره السلبية لتشعر بالحزن مثله، لتجد نفسك مجهداً دون سبب واضح، وتشعر بالعصبية والرغبة في البكاء وربما تشعر بالألم مثله.
الأمر لا يقف عند هذا الحد، فأنت أيضًا يمكن أن تنقل مشاعرك السلبية للآخرين عندما تفكر فيهم قبل نومك، فإذا كانت مشاعر الحزن والمرض تسيطر عليك أثناء تفكيرك، فسوف تصلهم مشاعرك وتؤثر عليهم.
حاولنا الإجابة على سؤال من يفكر بك قبل النوم وجاءت الإجابة أن الأمر يخضع للتواصل الروحاني وتوارد الخواطر بين الأطراف، حيث تنتقل المشاعر سواء الإيجابية أو السلبية من شخص لآخر حسب الحالة النفسية وحسب طبيعة العلاقة بين الأشخاص التي توقظ العقل الباطن وتدفعه للتفكير وحتى الأحلام.
التعليقات