حكم الإفطار في رمضان عمداً
حكم الإفطار في رمضان عمداً

ما هو حكم الإفطار في رمضان عمداً؟ ما هي كفارة الجماع بنهار رمضان؟ مع قدوم الشهر الكريم يحاول العباد جاهدين التقرب إلى الله عز وجل ومحاولة التكفير عن خطاياهم.

لذا ومن خلال موقع تثقف نقدم لكم حكم الإفطار في رمضان عمداً، كما سنتطرق لمعرفة حكم صيام الحائض والنفساء.

حكم الإفطار في رمضان عمداً

يُعتبر الإفطار بنهار رمضان كبيرة من الكبائر التي أمرنا الله عز وجل بعدم القيام بها، وإذا تعمد الفرد الإفطار بنهار رمضان دون وجود أي عذر أو سبب مقنع، فقد قام بانتهاك حرمة هذا الشهر العظيم.

فقد حثنا الله عز وجل بصيام هذا الشهر وذلك استنادًا لقوله:

(ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ)، وقول الإمام الذهبي بالكبائر: (وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ مُقَرَّرٌ أَنَّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ أَنَّهُ شَرٌّ مِنْ الزَّانِي وَمُدْمِنِ الْخَمْرِ بَلْ يَشُكُّونَ فِي إسْلَامِهِ وَيَظُنُّونَ بِهِ الزَّنْدَقَةَ وَالْإِلْحَادَ).

على من قام بالوقوع بذلك الإثم أن يتوب إلى الله عز وجل ومبادرته بقضاء هذا اليوم بأسرع وقت، وأن كفارة هذا الفعل، أن يقوم المفطر بواحدة من الأفعال التالية:

  • تحرير رقبة: حيث يتم شراء أحد العبيد وتحريره، وعلى الرغم من أن زمن العبيد والإتجار به قد ولى، إلا أنه يوجد من يحتاجون تحريرهم من العبودية.
  • فدية الطعام: يتم إطعام 60 مسكينًا، والذي يساوي 750 جرامًا.
  • صيام شهرين متتالين: إذا لم يكن بمقدور المرء أن يقوم بتحرير رقبة أو إتمام فدية الطعام يجب عليه أن يصوم شهرين قمريين متتالين دون تفويت يوم، وذلك عند تفويته لهذا اليوم عمدًا.

شاهد أيضًا: هل العادة السرية تفطر في رمضان

ذلك إذا كان الإفطار على ما هو حلالًا كالمياه أو الخبز، بينما يجب الجمع بين كفارة إطعام 60 مسكين وصيام شهرين متتابعين إذا أفطر على ما هو حرامًا كالزنا أو شرب الخمر.

إذا عجز المفطر عن أداء كل ذلك فإن الكفارة تثبت في ذمته، وإن استطاع أن يتمها فيما بعد، فيقدم ما يقوى عليه، فالكفارة حق من حقوق الله.

حكم تكرار الإفطار العمدي

تكرار الإفطار العمدى بنهار رمضان من الكبائر التي يجب العدول عنها ولا يجب تكرارها مرة أخرى، ذلك إذا كان الإفطار على ما هو حلال أو ما هو حرام، فله حكم الإفطار في رمضان عمداً، ويجب عليه كفارة هذا اليوم بعد رمضان، فعن نعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله يقول:

(مَنْ زَنَى خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَ مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ).

حكم تأخير قضاء الصوم

يجب أن يتم قضاء الأيام السابقة من شهر رمضان التي تم الإفطار بها قبل أن يأتي رمضان آخر، وإذا لم تتم الصيام، فعليك إتمام الفدية مضافة إلى القضاء، أي يجب عليك إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته بجانب صيامك للأيام الفائتة.

يجب أن يتم تسليم الطعام للفقير بنفسه وعدم إعطائه ثمن الطعام، أو أن تقوم بتوكيله بشراء الطعام أو توكيل من هو محلًا للثقة لشراء الطعام وإعطائه للفقراء.

كفارة الجماع بنهار رمضان

اتفق أهل العلم على وجوب كفارة الجماع بين الرجل وزوجته، ولكن وجدت العديد من الحالات التي يثار بها التساؤل عن وجوب كفارة الجماع بنهار رمضان، ومن تلك الحالات ما يلي:

من جامع زوجته بنهار رمضان

لا يمنع هذا الصوم ويجب على المرء أن يكمل صيامه فهو صحيح إذا حدث ذلك بالليل ولكنة لم يغتسل، حيث يمكنه الاغتسال بالصباح فلا يضر ذلك بصيامه.

لكن لا يجوز أن يجامع الرجل زوجته بنهار رمضان ويجب الكفارة عن هذا الفعل، حيث إنه بذلك قد أفطر متعمدًا ويجب عليه التوبة إلى الله وعدم تكرار هذا الفعل.

اقرأ أيضًا: حكم سماع الاغاني في نهار رمضان

من جامع زوجته في رمضان مع أذان الفجر

إذا جامع الزوج زوجته بآخر الليل في رمضان ثم سمع الأذان أو طلع الفجر، فوجب عليه أن ينزع فرجه ولا يكون عليه شيء، وذلك كما يصوم المرء بالأكل ثم يمسك، وإذا استمر بالأكل أو الجماع فإنه بذلك يفطر ووجبت عليه الكفارة.

حكم صيام الحائض والنفساء

قد تظن بعض النساء أنه من الواجب عدم الإفطار بنهار رمضان إذا كانت حائضًا أو نفساء، وذلك استنادًا لحكم الإفطار في رمضان عمداً، لكن وجد أنه لا حرج على كل منهما، فلا تجوز الصلاة والصوم لكل منهما، وعلى كل منهما قضاء الصوم دون الصلاة وذلك لما بها من مشقة، حيث إنها 5 فروض باليوم.

فعن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: هل تقضي الحائض الصوم والصلاة؟، فقالت: (كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة).

حالات رخصة الإفطار

إن الله عز وجل رحيم بعبادة، وقد أجاز الإفطار بنهار رمضان ولكن بوجود بعض الحالات والأعذار التي قام بتوضيحها بالآية الكريمة التالية من سورة البقرة: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) أوضح لنا سبحانه الحالات التي يجوز بها الإفطار:

  • أن يكون المرء مريضًا ولا يقوى على صوم الشهر أو صوم يوم من أيامه نتيجة لمانع صحي أو مرضي.
  • أن يكون المرء على طريق شاقًا عند قيامة بالسفر من مكان لآخر، ويصعب عليه الصيام نتيجة الظروف التي تحيط به.

بعد انتهاء الحالة التي يرخص فيها الإفطار للمريض أو من على سفر يجب عليه قضاء كفارة هذا اليوم، بينما إذا كان المريض لا يرجى شفائه ويلحق به مشقة شديدة عند الصوم فلا ينوي الصوم وعليه فديه إطعام مسكين عن الأيام التي يفطرها في شهر رمضان.

شاهد أيضًا: حكم تقبيل الزوجة من الفم في نهار رمضان

بذلك نكون قد قدمنا لكم حكم الإفطار في رمضان عمداً، وما هو حكم الإفطار العمدى المتكرر، وكما تطرقنا لمعرفة ما الكفارة التي يجب القيام بها لهذا الفعل، بالإضافة إلى حكم جماع الزوج لزوجته بنهار رمضان وهل تجب الكفارة على كل منهما أم الزوج فقط، مع ذكر ما الذي يجب فعله لكل من النفساء والحائض، وما الحالات التي رخص بها الله عز وجل الإفطار رحمة بعبادة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *