حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت وشروط التبرع بالأعضاء

حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت وشروط التبرع بالأعضاء يبحث عنها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، إذ تظهر في كل فترة أمور جديدة طارئة لم تكون موجودة سابقًا، ويحرص المسلمون على معرفة الأحكام الشرعية الصحيحة لها، حتى لا يقعوا فيما لا يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وسوف نتعرف في هذا المقال على أحكام التبرع بالأعضاء بعد الموت حسب أقوال العلماء والفقهاء في العالم الإسلامي، وسوف يتم إدراج هل يجوز التبرع بالأعضاء بعد الموت هيئة كبار العلماء، وأهم الشروط المطلوبة للتبرع بالأعضاء للحي والميت وغيرها من التفاصيل الأخرى.

حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت

اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم التبرع بالأعضاء من بعد الموت، حيث ذهب البعض إلى عدم جواز ذلك، بينما ذهب أكثر الفقهاء والعلماء إلى جواز التبرع بالأعضاء من قبل الميت ومن قبل الحي، لما فيه من مصلحة ومنفعة للمسلمين، ومصلحة الأحياء مقدمة على مصلحة الأموات، ولكن مع الحفاظ على حرمة الأموات وعدم الإساءة إليهم، مع اعتبار أن يكون الميت قد أوصى أو أذن ورثته بذلك.

حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت ابن باز

ذهب الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إلى أن هذه المسألة خلافية بين الفقهاء، وقد وردت فيها أقوال عديدة، وقد توقف عندها ابن باز ولكنه نقل أقوال من أجازوا ذلك مفصلة مع أهم الشروط المطلوبة، كما نقل أقوال من منعوا ذلك، حيث ورد عنه رحمه الله تعالى قوله: “وبكل حال فهي مسألة خلاف بين أهل العلم المعاصرين، وأنا عندي فيها التوقف، وبعض أهل العلم أجازها بهذه الشروط؛ أن يقرر الطبيب المختص أنها صالحة لهذا المريض، وأن يكون مسلمًا، وأن يقرر الطبيب نجاح العملية؛ وأن غالب الظن تنجح العملية، وأن يسمح المنقولة من الميت قبل أن يموت في حياته يسمح بذلك، وأن لا يخشى فتنة أيضًا. نعم.”

حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت ابن عثيمين

ذهب ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى عدم جواز نقل الأعضاء من الإنسان، حيث إن الإنسان حسب رأيه لا يملك نفسه ولا حق التصرف بأعضائه، ولذلك حرم الله عليه الانتحار وقتل نفسه لأنه أساسًا لا يملك أمر نفسه، وقد أشار إلى أن فقهاء الحنابلة حرموا ذلك، وقد ورد عنه قوله رحمه الله تعالى: “أنا أرى أن نقل الأعضاء محرم، ولا يحل، وقد صرح فقهاء الحنابلة بأنه لا يجوز نقل العضو، حتى لو أوصى به الميت فإنها لا تنفذ وصيته، فالإنسان لا يملك نفسه، هو مملوك، ولهذا قال الله عز وجل: “ولا تقتلوا أنفسكم”، وحرم على الإنسان إذا كان البرد يضره أن يغتسل، فليتمم حتى يجد ماءً دافئًا”.

هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت إسلام ويب

ذهب الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى أنه يجوز للمسلم أن يتبرع بأعضائه بعد موته ولا حرج عليه في ذلك، حيث أشاروا إلى ما في ذلك من مصالح كبيرة للمسلمين راعتها أحكام الشريعة الإسلامية، وقد ثبت في الشرع أنَّ مصلحة الأحياء مقدمة على مصلحة الأموات، ولكن مع المحافظة على حرمة الأموات من دون شك، وبما أنَّ التبرع بالأعضاء من قبل الأحياء للأحياء جائز لديهم، فإنَّه من باب أولى جواز أن يوصي الإنسان بالتبرع بأعضائه بعد موته، لأنَّ ذلك جائز في حياته.

حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت هيئة كبار العلماء

اختلف الفقهاء في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في حكم التبرع بالاعضاء قبل الميت لشخص حي، فقد ذهب بعضهم إلى جواز ذلك وأنه لا حرج فيه، وذهب آخرون إلى جوازه ولكن وفق شروط وقيود محددة وعي أن يتم التبرع بالعضو إلى مسلم حي، وأن يكون الميت قد أذن بذلك خلال حياته، وأن لا يترتب على ذلك فتنة بين الورثة، وأن يقر الطبيب أن ذلك النقل صالح للشخص الحي ويراعي نجاح العملية، بينما منع بعض العلماء ذلك، لأن المسلم لا يملك نفسه ولا يملك حق التصرف بأعضائه، ولا بأي قطعة منها ولذلك لا يجوز له التبرع بها للناس، وقد ورد في الموقع الرسمي للشيخ ابن باز ما مفاده حول ذلك:

“هذا موضوع عرض في مجلس هيئة كبار العلماء، وهو نقل عضو من ميت إلى حي لحاجة الحي إليه، واختلف فيه المجلس، منهم من رأى جوازه، ومنهم من رأى التوقف في ذلك، ومن رأى جوازه قيده بالقيود، ومنهم من منع ذلك وقال: إن الإنسان لا يملك نفسه، ولا يملك أعضاءه، وليس له التصرف فيها بقطعها وبتها يعطيها أحد من الناس، وإنما يتصرف في المال، يعطي ويمنح ما لا يخالف الشرع، أما كونه يتصرف في نفسه بأن يعطي إصبعًا من أصابعه، أو كلية من كلاه أو غير ذلك؛ فليس له ذلك”.

حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت عن المالكية

ذهب الفقهاء من المذهب المالكي إلى جواز التبرع بالأعضاء من قبل الميت، ولا حرج في ذلك، ولكنهم أيضًا رأوا أن هذا يجب أن يكون بشروط معينة، مثل أن يتم احترام الميت احترامًا كاملًا، وأن يغلب على ظن الطبيب نجاح العملية، بالإضافة إلى بقية الشروط الأخرى المحددة شرعًا والتي سوف يتم إدراجها مفصلةً في هذا المقال.

حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت دار الإفتاء

إنَّ التبرع بالأعضاء سواء من الحي أو من الميت جائز حسب ما ذهب إليه الفقهاء في دار الإفتاء، وأيضًا لا بد من الالتزام بالشروط المطلوبة من أجل ذلك، وقد ورد في موقع دار الإفتاء الرسمي على شبكة الإنترنت ما مفاده في هذه المسألة: “ما عليه الفتوى أنَّ التبرعَ بعضو أو بجزء من إنسان حي لإنسان آخر مثله جائز بشرط أن يُصَرِّح بذلك طبيب ثقة يُقَرِّر أن هذا لا يترتب عليه ضرر بالشخص المُتَبَرِّع، ويترتب عليه حياة الشخص المُتَبَرَّع له أو إنقاذه من مرض صعب، ويجوز كذلك نقل عضو من أعضاء الميت إلى جسم إنسان حي إذا كان هذا النقل يؤدي إلى منفعة الإنسان المنقول إليه هذا العضو منفعة ضرورية لا يوجد بديل لها، وأن يحكم بذلك الطبيبُ المتخصصُ الثقة”.

هل يشترط الوصية للتبرع بالأعضاء بعد الموت

قد يعتقد بعض المسلمين أنه يشترط أن يوصي المسلم بالتبرع بأعضائه بعد موته حتى يجوز ذلك، ولكن ذهب الفقهاء إلى أنَّ الوصية ليست شرطًا من أجل التبرع بالأعضاء، حيث يكفي أن يأذن ورثة الميت بذلك، أو أن يوافق ولي أمر المسلمين على التبرع بالأعضاء إذا كان الميت مجهول الهوية مثلًا، أو ليس له ورثة، وعلى هذا لا حرج في التبرع بأعضاء الميت إذا أذن ورثته في ذلك حتى لو لم يوصِ الميت نفسه بذلك والله تعالى أعلم.

شروط التبرع بالأعضاء بعد الموت

وضع العلماء والفقهاء من أهل العلم في الإسلام عدة شرط من أجل جواز التبرع بالأعضاء بعد الموت، وفيما يأتي سوف يتم إدراج هذه الشروط:

• يشترط أن لا يكون لهذه الأعضاء مما له تأثير على الموروثات والأنساب والشخصية العامة للشخص، مثل المبيض والخصية وخلايا الجهاز العصبي، وقد أكد على ذلك مجمع الفقه الإسلامي.
• يجب أن يكون الميت قد أوصى بذلك أو إذا لم يوصِ يمكن أن يأذن ورثته بذلك، وإذا لم يكن له ورثة يأذن ولي الأمر بذلك.
• أن يكون الشخص المتبرع له معصوم الدم، أي أن يكون مسلمًا أو كافرًا مسالمًا وليس محاربًا، ولا يجوز التبرع لمن أهدر دمه في الإسلام.
• أن يرى الطبيب ويغلب على ظنه نجاح عملية الزراعة الجراحية، وليس الفشل فإذا غلب عليها الفشل لا يجوز نقل الأعضاء.
• أن لا تخشى الفتنة بين الورثة أو غيرهم ن نقل هذ هالأعضاء.
• المحافظة على حرمة الميت واحترامه وعدم العبث به أو الإساءة إليه.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت وشروط التبرع بالأعضاء وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن حكم التبرع بالأعضاء حسب أقوال العلماء في العالم الإسلامي مثل ابن باز وابن عثيمين وغيرهما، كما تعرفنا على أهم شروط التبرع بالأعضاء بعد الموت، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.