لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية
لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية

كثيرًا ما نتساءل لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية؟ وما هو الفلك؟ سأصطحبكم في رحلة بعيدة.. بعيدة جدًا، متخطية السماء وعنانها والأرض وغلافها.

رحلة إلى الفضاء الخارجي لنسرح في خلق الله وملكوته لنعرف القيمة الكونية التي أبدع الله سبحانه وتعالى في تكوينها، فهيا بنا لفك الألغاز عبر موقع تثقف.

لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية

يعتبر علم الفلك من العلوم التي تتمتع بالغموض والسرية، فعندما نذكر كلمة فلك أو فضاء، نجد العالم من حولنا قد تحول إلى علامة استفهام كبيرة.

لما كل ذلك، دعونا نتعرف على كل كلمة في ذلك الفضاء الواسع من معنى ودلائل حتى تصل إلينا المعلومة كاملة، ونستمتع برحلتنا الشيقة المليئة بالأسرار الخفية.

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن العلم بالعناصر والمقدمة

العلم الفلكي

من الضروري أن نقوم بتحليل كلمة علم الفلك حتى نتعرف على ما بعدها، أليس كذلك؟ إذًا ما هو علم الفلك؟

هو الدراسات العلمية القائمة على مجال الظواهر الطبيعية والأجرام السماوية، كما يستعين علم الفلك بالعديد من العلوم الأخرى لمعاونته في تحديد وشرح أصول وتطورات تلك الأجرام مثل: الرياضيات، الكيمياء والفيزياء.

علم الفلك من علوم الطبيعة والتي قدمت له الكثير منذ قديم العصور أو الذي استعان به الفراعنة المصريين، اليونانيين، الهنود، الصينيين، والعديد من الشعوب العريقة المقيمة في أمريكا القديمة.

أقسام علم الفلك

تنقسم علوم الفلك إلى فرعين أساسيين، وإليكم التفاصيل فيما يلي:

  • العلم الفلكي النظري، وهو العلم الموجه نحو تطوير النماذج الحاسوبية أو التحليلية الدقيقة لوصف الظواهر الطبيعية والأجرام الفلكية المتعددة، كما يسعى إلى شرح نتائج الرصد الكوني، ويستعين بالبراهين لتوكيد النتيجة النظرية.
  • العلم الفلكي الرصدي، يعتمد العلم الرصدي على رصد المعلومات عن الأجرام السماوية، ثم إجراء العمليات الحسابية الدقيقة للوصول على نتائج أكثر دقة باستخدام مبادئ علم الفيزياء الأساسية.

هذان القسمان يكملان بعضهما البعض، فلا يمكن لنا استكمال أي معلومة كونية دون ربط الأحداث من خلال القسمين.

المراصد الفلكية

كي نستطيع الإجابة على السؤال المنصرم وهو لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية؟ علينا أن نتعرف على ماهية المراصد الفلكية؟.

ما هو المرصد؟

هو الموقع الذي يتم إعداده من أجل مراقبة الأحداث الكونية التي تحدث لكوكب الأرض، ويعتبر علم الفلك أحد الأسباب التي يستخدم فبها الرصد علاوة على علم المناخ والطقس والجيولوجيا وعلم البراكين والبحار وغيره.

قديمًا كانت تقتصر المراصد على العدسات المقربة الموضوعة داخل المقربات التي تعمل بالطريقة البدائية، تنجح تلك الطريقة دائما ولكن في الحالات التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

لكن هناك الآن العديد من التقنيات التي تستعمل في مجال الرصد الفلكي بشكل أوسع سنتعرف عليهم فيما يلي:

  • الأشعة الكهرومغناطيسية.
  • الأشعة تحت الحمراء.
  • الأشعة فوق البنفسجية.
  • موجات التردد، الراديو.

أقسام المراصد الفلكية

تنقسم المراصد الفلكية على عدة أقسام سأذكرها عليكم فيما يلي:

أولًا: المراصد الفضائية

هي التلسكوبات التي يتم إرسالها إلى الفضاء الخارجي لنقل الصورة الكاملة، حيث أن التلسكوبات الأرضية لا تستطيع حصر المشهد الذي يتعدى الغلاف الجوي الأرضي.

لذلك نقوم بالاستعانة بالتلسكوبات الفضائية التي تنقل صورة خالية من أي اضطرابات سواء ضوئية بفعل الأضواء الأرضية مثلما في المراصد الأرضية أو جوية من خلال الغلاف الجوي.

يعيب تلك التقنية أنها باهظة الثمن مقارنة بغيرها من أنواع المراصد الأخرى. 

ثانيًا: المراصد المحمولة

هي التي يمكن استخدامها فوق المنشآت العالية لالتقاط صورة واضحة في أول مجال الغلاف الجوي للفضاء، ومن مميزات تلك المراصد سرعة تصليحها وإدراك الأمر من خلال بعض المعدات، ويعتبر أقل تكلفة من نظيره.

ثالثُا: المراصد الأرضية

توضع المراصد الأرضية فوق سطح الأرض لإجراء عملية الرصد، حيث يتم وضع العديد من التلسكوبات بداخله، وتحتوي التلسكوبات على فتحة يتم استخدامها أثناء التشغيل ويتم إغلاقها فور الانتهاء ودورها حماية أجزاء التليسكوب الحساسة.

يمكن تدوير المراصد الأرضية بشكل كامل لالتقاط أهم أحداث الليلة من خلاله.

معظم المراصد الأرضية يتم وضعها على مسافة بعيدة من المناطق المكتظة بالسكان، وذلك بسبب العديد من المشاكل أهمها آثار التلوث الضوئي.

يجب أن توضع المراصد الحديثة في المواقع المثالية لها وهي المواقع التي تتميز بعتمة سماءها، ذات ليالٍ صافية في معظم أيام السنة وأن يكون هواء المنطقة جافًا لا يحتوي على نسب عالية من الرطوبة.

من المفضل أن يتم وضع المراصد الأرضية في الارتفاعات العالية، حيث يتمتع الغلاف الجوي للأرض حينها برقة سمكه، وبالتالي يقلل من آثار الاضطرابات الجوية الناجمة من الاستعمالات البشرية.

كما ينتج عنه رؤية فلكية واضحة وصريحة مقارنة بالأماكن ذات الارتفاعات المنخفضة.

رابعًا: المراصد الراديوية

بنيت التلسكوبات الراديوية اللاسلكية منذ ثلاثينات القرن المنصرم، وذلك في محاولة لمراقبة الكون من خلال الطيف الكهرومغناطيسي وهي التقنية التي يتم استخدامها في مجال الإذاعة والتليفزيون.

شاهد أيضًا: ما هي الوان قوس قزح بالترتيب

لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية؟

يستخدم الرصد الفلكي في العديد من المجالات التي تفيد العلماء في رصد أكبر كم من المعلومات عن الطبيعة الكونية للأرض وما قد يحدث لها في المستقبل القريب نتيجة ما يراه المرصد.

يستخدم علماء الفلك المراصد الفلكية في عدة أغراض سأذكرها لكم فيما يلي:

  • رصد وتتبع الأجرام السماوية التي تدور في مجال الأرض.
  • التعرف على تراكيب تلك الأجرام السماوية.
  • قياس درجات الحرارة المتوقعة وحالة الطقس والمناخ.
  • معرفة كمية الضوء الواصلة لكوكب الأرض.
  • قياس نسبة الأشعة القادمة إلينا من الكواكب والنجوم.
  • تحديد حركات الأجسام الفلكية المتسببة في دورة الليل والنهار وفصول السنة.
  • تحديد نسبة المد والجزر الناتجة عن جاذبية كوكب الأرض مع القمر.
  • تحديد أماكن المذنبات والشهب.
  • نقل الصور الطبيعية الحية لأجمل المناظر من أعماق السماء.

دور علم الفلك في تطوير ثقافة الإنسان

أضاف علم الفلك الكوني العديد من المعلومات التثقيفية على عقل الإنسان مما أضاء له الأفق نحو المعرفة بالأسرار الكونية وتتلخص فوائده فيما يلي:

  • زيادة التقرب إلى الله من خلال المعرفة بأسرار الكون التي تتعلق بالفضاء.
  • زيادة الوعي الثقافي بالعلوم الفيزيائية.
  • نقل الصورة الفضائية بصورة مبسطة وخلابة.
  • المساهمة في نشر العلوم الجوية لمن يهتم بالتغيرات المتوالية.

علم الفلك والتأمل البشري

يوحي علم الفلك بالكثير إلى الحس الفني، حيث الليل، السماء، النجوم، الكواكب والقمر، التساؤلات الكثيرة مثل لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية؟

فبالتأمل في التغيرات الفلكية الكونية يترهف الحس ويصبح مشجعًا للعمل على الكتابة والأشعار والتلاعب بالنغمات الموسيقية.

عند تأملك في الليل والنهار والمد والجزر، فهي كلها من العلوم الفلكية التي تؤثر على كوكب الأرض متسببة لنا في العديد من العناصر، تجد أنه لا حياة دون التأمل في صنع البديع الذي أبدع في خلق السماوات والأرض، لما يعود علينا من جميل الأثر جراء التفكر.

أشهر المراصد الفلكية

يوجد العديد من المراصد الفلكية الأرضية الثابتة التي يأتي إليها الزوار من كل حدب وصوب، سأذكرهم لكم فيما يأتي:

  • مرصد ماونا كيا، يقع هذا المرصد في أحد جزر هاواي على ارتفاع 14000 قدم عن مستوى مياه البحر، وهو أشهر أنواع المراصد في العالم وأكثرهم حدة تصويرية.
  • مرصد رووك دولوس، يقع هذا المرصد في دولة اسبانيا وهو المزار الأشهر هناك.
  • المرصد الافريقي الجنوبي، هو المرصد الوحيد في النصف الجنوبي من قارة أفريقيا ويتميز بالحدة البصرية التي تمكنه من توضيح الأجسام البعيدة الشاحبة وتكبيرها مليارات المرات لتتمكن العين المجردة من رؤيتها.
  • مرصد لاسيلا، يقع هذا المرصد والذي يبلغ ارتفاعه نحو 8000 قدم عن مستوى البحر في جبل لاسيلا في تشيلي.
  • مرصد بارنال، وهو مرصد آخر من مراصد جبل تشيلي حيث تتعدد المراصد هناك، لكن هذا المرصد هو أشهرهم على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: بحث عن بعض العلماء الأجلاء واذكر بعض مؤلفاتهم

حان الآن موعد هبوطنا إلى الكرة الأرضية بعدما تعرفنا على إجابة السؤال الذي حيرنا سابقًا وهو لماذا يستخدم عالم الفلك المراصد الفلكية؟ وهكذا تنتهي رحلتنا في عالم الفضاء الواسع.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *