شغف الألعاب الإلكترونية يكلّف الكويت 260 مليون دولار سنويًا
شغف الألعاب الإلكترونية يكلّف الكويت 260 مليون دولار سنويًا

شغف الألعاب الإلكترونية يكلّف الكويت 260 مليون دولار سنويًا

باتت الألعاب الإلكترونية ظاهرة عالمية تجذب ملايين اللاعبين من مختلف الأعمار والثقافات، ولا تشكل الكويت استثناءً من هذه القاعدة. ففي ظل ازدياد انتشار الهواتف الذكية وسرعة الإنترنت، ازداد شغف الكويتيين بالألعاب الإلكترونية بشكلٍ ملحوظ، مما أدى إلى ارتفاع الإنفاق عليها بشكلٍ كبير.

بهذا الشأن، أشارت بيانات وكالة “بلومبيرغ” أن حجم إنفاق الكويت على الإلعاب الإلكترونية وصل حوالي 260 مليون دولار في عام 2023 حيث تم دراسة حجم إنفاق الدول العربية على الترفيه الرقمي عبر العاب الفيديو الإلكترونية. جاءت الكويت في المركز الثامن على مستوى الدول العربية بمجموع إنفاق وصل 260 مليون دولار وهو ما يؤكد على نمو وازدهار الترفيه عبر العاب الفيديو بشكل كبير بين فئات المواطنين المختلفة وخاصة الشباب.

تشير التقارير إلى أن هناك نسبة تقارب 50% من الشباب في الكويت الذين لديهم شغف كبير بألعاب الفيديو الإلكترونية وان الكثير يتجه نحو العاب الإنترنت بحثًا عن الترفيه والإثارة والتشويق لاسيما مع وجود العديد من مواقع الألعاب الإلكترونية التي ترحب باللاعبين من الكويت وتقدم لهم الحصول على جوائز نقدية عند الفوز في العاب قمار بمال حقيقي التي تقدمها لمستخدميها. فهي تقدم ألعاب كازينو مثل البوكر والبلاك جاك والروليت والسلوتس وباقة متنوعة من الألعاب التي تتناسب مع عملائها.

تمتاز المواقع الموثوقة التي تقدم هذه الألعاب بالمصداقية مع توفير الدعم الكامل ومستوى عالٍ من الشفافية والخصوصية. يمكن لأي لاعب الحصول على حساب مجاني ثم عمل إيداع نقدي في الحساب للاستمتاع بألعاب بمال حقيقي والحصول على المكافآت المجانية. عند الفوز في اي لعبة، يحصل اللاعب على قيمة الجائزة ويتم إضافتها إلى حسابه. ينطبق الأمر على الألعاب الإلكترونية الأخرى التي تنتشر بين اللاعبين والتي تحتاج إلى إجراء عمليات شراء أو إيداع في حسابات اللاعبين للوصول لمحتوى الألعاب والمزايا الحصرية بالكامل.

من هنا، ارتفعت فاتورة الألعاب الإلكترونية في الكويت خلال 2023 مقارنة بما كانت عليه في العام السابق له. هذا يرجع إلى العديد من العوامل منها:

  • انتشار الهواتف الذكية: ساهم انتشار الهواتف الذكية بشكلٍ كبير في سهولة الوصول إلى الألعاب الإلكترونية، حيث أصبح بإمكان اللاعبين ممارسة ألعابهم المفضلة في أي وقتٍ ومكان.
  • سرعة الإنترنت: أدّى تحسن سرعة الإنترنت في الدول العربية إلى إتاحة تجربة ألعاب إلكترونية أكثر سلاسة وواقعية.
  • تنوع الألعاب: ازدادت تنوع الألعاب الإلكترونية بشكلٍ كبير، مما يُلبي احتياجات جميع الأذواق والأعمار.
  • الشباب والتكنولوجيا: حيث ارتبط الشباب الكويتي بالتقنيات التكنولوجية الحديثة والتي منها العاب الفيديو الإلكترونية بكل تأكيد مع العزوف عن الألعاب التقليدية.

شغف الألعاب الإلكترونية يُكلّف الدول العربية مليارات الدولارات

كشفت بيانات حديثة لوكالة “بلومبيرغ” عن حجم الإنفاق العربي على سوق الألعاب الإلكترونية خلال عام 2023، حيث بلغ إجمالي الإنفاق حوالي 6.14 مليار دولار. وجاءت المملكة العربية السعودية في صدارة الدول العربية من حيث الإنفاق على هذا السوق، حيث بلغ 1.89 مليار دولار، تلتها مصر بإنفاق بلغ 1.71 مليار دولار. 

يأتي ذلك نتيجة للاهتمام الكبير في مصر بالعمل على منظومة التحول الرقمي ورفع كفاءة البنية التحتية الرقمية وتعزيز الاتصالات وتوطين التكنولوجيا مما أثر على نمو الألعاب الإلكترونية في مصر وزيادة شعبيتها بين المواطنين. من جانبها، احتلت الكويت المرتبة الثامنة عربياً من حيث الإنفاق على الألعاب الإلكترونية، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 260 مليون دولار خلال عام 2023، بزيادة 13% عن العام 2022. ويشير هذا الرقم إلى شغف الكويتيين الكبير بالألعاب الإلكترونية، وازدياد انتشارها بين مختلف الأعمار والثقافات.

العراق في المركز الثالث

جاء العراق في المركز الثالث عربياً من حيث الإنفاق على الألعاب الإلكترونية، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 900 مليون دولار خلال عام 2023، بزيادة 11.1% عن عام 2022. ويُعزى هذا الارتفاع إلى ازدياد انتشار الهواتف الذكية وسرعة الإنترنت في العراق، بالإضافة إلى تنوع الألعاب الإلكترونية المتاحة.

الجزائر والإمارات في المركزين الرابع والخامس

احتلت الجزائر المركز الرابع عربياً من حيث الإنفاق على الألعاب الإلكترونية، حيث بلغ إجمالي النفقات 720 مليون دولار في العام الماضي. بينما احتلت الإمارات المركز الخامس مع إجمالي نفقات بلغ 660 مليون دولار.

تأثير انفاق الكويتيون على الاقتصاد الكويتي

يُؤثّر هذا الإنفاق على الاقتصاد الكويتي بشكلٍ مباشر وغير مباشر من خلال:

  • خلق فرص عمل: تُوفّر صناعة الألعاب الإلكترونية فرص عملٍ جديدة في مجالات مثل تطوير الألعاب والتصميم والبرمجة والتسويق وخدمة العملاء. تُساهم هذه الوظائف في خفض معدلات البطالة وتحسين فرص العمل للشباب الكويتي.
  • زيادة الاستثمار: تُشجّع صناعة الألعاب الإلكترونية على الاستثمار في مجالات مثل البنية التحتية الرقمية والتعليم والتدريب والبحث والتطوير. يُساهم هذا الاستثمار في تنمية الاقتصاد الكويتي على المدى الطويل وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
  • تنمية المهارات: تُساعد الألعاب الإلكترونية على تنمية مهارات اللاعبين مثل حلّ المشكلات والتفكير الإبداعي والعمل الجماعي والتواص. تُساهم هذه المهارات في تحسين فرص عمل اللاعبين في المستقبل وزيادة إنتاجيتهم في مختلف المجالات.
  • تعزيز السياحة: تُنظّم الكويت العديد من فعاليات الألعاب الإلكترونية التي تُجذب السياح من مختلف أنحاء العالم. تُساهم هذه الفعاليات في زيادة إيرادات السياحة في الكويت وتحفيز حركة الاقتصاد بشكلٍ عام.
  • دعم الابتكار: تُشجّع صناعة الألعاب الإلكترونية على الابتكار في مجالات مثل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزّز والذكاء الاصطناعي. يُساهم هذا الابتكار في تحسين جودة الحياة في الكويت وتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية.

ومع ذلك، يُمكن أن يُؤدّي الإنفاق الكبير على الألعاب الإلكترونية إلى بعض التأثيرات السلبية على الاقتصاد الكويتي، مثل انخفاض الإنتاجية إذ قد يُؤدّي قضاء وقتٍ طويل في اللعب إلى انخفاض تركيز الطلاب في الدراسة وإنتاجية الموظفين في العمل. هذا إلى جانب زيادة الإنفاق الاستهلاكي إذ قد يُؤدّي شراء الألعاب والأجهزة المُخصصة لها إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي على حساب الادخار والاستثمار، كما قد تُؤدّي قلة النشاط البدني أثناء اللعب إلى الإصابة بأمراضٍ مثل السمنة وأمراض القلب. لذلك، من المهمّ التوازن في ممارسة الألعاب الإلكترونية والاستفادة من فوائدها دون التعرض لمخاطرها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *