دعاء نزول المطر قد ورد في السُنّة، وعليه فإن المؤمن يجب أن يتتبع هذا الدعاء المبارك في حالة نزول المطر؛ إذ أن ذلك يجلب له البركة وتحلُّ عليه السَكينة وينشرح صدره باتباعه للهديّ النبوي، ولا شك أن في نزول المطر خيرٌ عميمٌ وفيضٌ وافرٌ على بلاد المسلمين، فهو يُنبت الأزهار ويُسقى منه الإنسان والحيوان وتبتهج له الخلائق أجمعين.
دعاء نزول المطر
جاء دعاء نزول المطر في أكثر من موضع من الأحاديث الشريفة، ومنها:
- حسر الثوب: في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه: «أصابنا ونحن مع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – مطر، فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقُلنا: لِمَ صنعتَ هذا؟ قال: (لأنَّه حديث عهدٍ بربه) و”حسر الثوب” يعني إزاحة الثوب ليمس المطر الجسد الشريف.
- الدعاء أثناء المطر: عن سهل بن سعد مرفوعًا: (ثنتان لا تُردَّان – أو قلَّما تردان -: الدُّعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا)، وفي لفظ: (ووقت المطر)، (رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني / 1469) فيدعو المسلم بما شاء له ولأبويه وأهله والمسلمين أجمعين.
- الدعاء بعد المطر: الدعاء بقول « مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمتِهِ » وذلك لحديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ،
قَالَ: صلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- صَلاةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ في إِثْرِ سَمَاءٍ كَانتْ مِنَ اللَّيْل، فَلَمَّا انْصرَفَ أَقْبَلَ عَلى النَّاسِ فَقَال: «هَلْ تَدْرُون مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ، قَالَ: قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمتِهِ، فَذلِكَ مُؤمِنٌ بي، كَافِرٌ بالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قالَ: مُطِرْنا بِنَوْءِ كَذا وَكذا، فَذلكَ كَافِرٌ بِي، مُؤمِنٌ بالْكَوْكَبِ» (متفقٌ عليه)
ما هو دعاء نزول المطر
يعتبر دعاء نزول المطر من أرجى ما يكون من المسلم قوله لكي يستجيب ربُه سبحانه وتعالى له، ومن ذلك:
- عند رؤية المطر: في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها: « أنَّ رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم- كان إذا رأى المطر، قال: اللهم صَيِّبًا نافعًا» و”الصيّب” هو المطر، وقيل هو السحاب، والمقصود الدعاء بالخير من ذلك المطر وأن يصيب الأرض والبشر بالنفع.
- عند زيادة المطر: في حديث أنس-رضي الله عنه- في استسقاء النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – على المنبر يومَ الجمعة، جاء فيه: ثم دخل رجل من ذلك الباب في يوم الجمعة المقبلة، ورسول الله قائم يَخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يُمسكها، قال: فرفع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يديه، ثم قال: «اللهم حَوَالَيْنَا، ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية، ومنابت الشجر» متفقٌ عليه. ويعني ذلك أن النبي –صلى الله عليه وسلم- يدعو ربه بأن يكون المطر بالقرب منهم وعلى الروابي الصغيرة ومنابت الشجر وداخل الأودية.
أدعية المطر قصيرة
يمكن للعبد المسلم أن يقوم بالدعاء حال نزول المطر وبعده مقتديًا أولًا بسُنّة النبي –صلى الله عليه وسلم- في ذلك ثم يدعو كيفما يشاء، ويمكنه الدعاء بالتالي:
- ربي صيّبًا نافعًا.
- اللهم اهدنا ويسر الهدى لنا.
- اللهم تُب علينا لنتوب، واغفر لنا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم.
- إلهي إنك عفوٌ تحب العفو فاعفُ عنَّا وعن المسلمين جميعًا.
- اللهم اختصنا برحمتك وعفوك وغفرانك، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.
- اللهم توفنا وأنت راضٍ عنَّا، وأَمِتْنَا على ملة التوحيد الخالص.
- ياربي متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم بدون حساب ولا سابقة عذاب.
- اللهم ارزقنا شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم-
- اللهم اجعل للمسلمين من دعائي نصيبًا.
ان دعاء نزول المطر من الأدعية التي تفيض بالإحساس الوقتي، فهذا هو المطر يهطل والمسلم يناجي ربه عز وجلّ في الوقت ذاته مستشعرًا قبول الله تعالى ورضوانه، فيزيد أكثر فأكثر لهجة الدعاء ويزيد التضرع والخشوع بين يدي مولاه، ولابد وأن يرى عاقبة هذا الدعاء سواءً في الدنيا أو الآخرة، وفي كلٍ خير.
التعليقات