شروط الدعاء المستجاب هي الشروط التي يجب أن يتم البحث عنها؛ حتى يكون الدعاء فيه إمكانية الاستجابة من الله رب العالمين، فهو سبحانه بيده الأمر كله، وقد جعل الله لنا في الشرع مفاتيح خير يمكن لنا أن نقتفي أثرها حتى يتسنى لنا تحقيق ما نتمناه في حياتنا الدنيا ابتداءً وفي الدار الآخرة انتهاءً.
شروط الدعاء المستجاب
إن شروط الدعاء المستجاب تتعدد وتتنوع، وهي شروط منطقية جدًا لكل ذي لُبّ أن يفهمها ويطلع عليها، وهي:
- يدعو الله تعالى وحده: فهو وحده لا شريك له سبحانه ولا يُعقل أن يدعو الإنسان ما لا يملك له من الأمر شيئًا، وقد قال –صلى الله عليه وسلم-: ” إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ” رواه الترمذي، وصححه الألباني.
- التوسل والتضرع لله تعالى: ويتم ذلك بأنواع التوسل المشروع الذي يأتي وفق السُنّة.
- التريث وعدم العّجّلة: لأن ذلك أدعى للاستجابة كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- ” يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي”. رواه البخاري ومسلم.
- عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم: ذلك لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- في جزء من حديثه “لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم” رواه مسلم.
- تحقيق حُسن الظنّ بالله: لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- “يقول الله تعالى : “أنا عند ظن عبدي بي”
آداب الدعاء
مع شروط الدعاء المستجاب يجب أن نصطحب آداب للدعاء والتي بها يتم الأمر مكتملًا، ومن هذه الآداب:
- الإخلاص: فيكون العبد مستحضر نية الإخلاص لله تعالى في دعائه ومتجهًا كليةً لجناب الله تعالى، فقد قال الله تعالى: « وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ * وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ» (البينة – 5 )
- الدعاء بأسماء الله الحسنى: فقد قال الله تعالى: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا * وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ * سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف – 180 )
- الثناء على الله تعالى: قال النبي –صلى الله عليه وسلم- :«إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ » رواه الترمذي.
- الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-: قال النبي –صلى الله عليه وسلم- :« كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم » صححه الألباني.
- استقبال القبلة ورفع اليدين: قام النبي –صلى الله عليه وسلم- باستقبال القبلة ورفع يديه في غزوة بدر، «عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : ( اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ) فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ».
ماهي علامات قبول الدعاء
لم يرد في الشرع علامات لقبول الدعاء –وفق ما قال العلماء- إلا أن أحدهم قال بأن الاستجابة قد تكون حاصلة إذا كان هناك بكاء وخشية، وقد أقرّ بشيءٍ من ذلك الشوكاني، ولعل اتباع المؤمن لبعض الضوابط التالية تكون سببًا في الإجابة إن شاء الله:
- التذلل والمداومة في الطلب من الله تعالى، قال تعالى في سورة الأعراف: « ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً * إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» (الأعراف – 55 )
- طلب الإجابة من الله تعالى، فيمكن أن يكون في ثنايا الدعاء الرجاء من الله تعالى بالإجابة.
- انتظار أوقات الإجابة المرجوة مثل وقت السحر قبيل الفجر.
- النية الصالحة بالدعاء بصلاح الأمة والأسرة والأصحاب.
علمنا شروط الدعاء المستجاب وما يجب أن يؤخذ في الاعتبار من الحيثيات والمقدمات لقبول الدعاء واعتباره مستجابًا، والمؤمن يكون حريصًا على استجابة دعائه فلا يفرط في شيءٍ مما سبق حتى يتم له الأمر بشكل منضبط وعلى الوجه الذي يريده، فلا يعجل ولا يضجر من تأخر الإجابة وإنما يحاول ويتابع الشروط المتعددة لهذه الاستجابة.
التعليقات