هل يجب صيام يوم قبل عرفة وحكم صيامه

هل يجب صيام يوم قبل عرفة وحكم صيامه من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، ويبحثون عنها مع اقتراب يوم عرفة من كل عام هجري قبل عيد الأضحى، ولا بد من التعرف عليها من أجل التمكن من الصيام كما ينبغي ويرضى الله تعالى، وسوف نتعرف في هذا المقال على فضل يَوم عرَفَة في الإسلام، وعلى حكم صِيَام يَوْم قبل يَوم عَرَفة، وعلى حكم صِيَام يَوْم عَرَفَة لغير الحاج، وسوف نعرف هل يجوز صَوم يَوْم عَرفة لمن عليه قضاء رمضان، وسوف نعرف حكم صوم عرفات يَوم الجمعة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.

فضل يوم عرفة

يأتي يَوم وقفة عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، ويعتبر في الإسلام من أفضل أيام السنة، ويحتل يَومُ عرفة مكانة عظيمة في الإسلام وله فضل عظيم ومن الأسباب التي تمنحه تلك الأفضلية أنه في هذا اليوم يتم أعظم ركن من أركان الحج وهو الوقوف على جبل عرفات لحجاج بيت الله الحرام، والحج أحد أركان الخمسة ومن أعظم العبادات في الإسلام، ومنسك الوقوف بعرفة أعظم مناسك الحج، ومن فاته الوقوف بعرفة فإن حجه باطل، ويجب أن يعود في السنة التالية ويحج مرة أخرى، وقد دلت العديد من الأحاديث على فضل يَوْم عَرَفَة منها الحديث الذي ورد عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صِيامُ يَومِ عَرَفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ”، وفي هذا اليَوم يغفر الله تعالى لعباده ويعتق رقاب كثيرين من النار وهو أكثر يوم يعتق الله تعالى فيه عبادًا من النار، وقد ثبت ذلك في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يَوْمِ عَرَفةَ ، وأنه لَيدنو ، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم”.

هل يجب صيام يوم قبل عرفة

لا يجب على المسلم أن يصوم يومًا قبل يَوْم عَرَفة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر صوم التاسع من ذي الحجة وفضل صيام يوم عرفة ولم يشر إلى صِيام قبله، وحتى لو جاء عرفة يوم الجمعة أو يوم السبت، يجوز للمسلم صوم عرفات دون صِيام يَوْم قبله أو يوم بعده، لأن المقصود من الصِّيام هو يَومُ عرَفَة وليس المقصود يَوم الجمعة أو يَوْم السبت بذاتهما، ولذلك تنتفي حجة النهي في هذه الحالة، ولا يجب على المسلم أن يصوم يومًا قبل عَرفة ولا يومًا بعده ولا إثم عليه، ولكن يجوز له أن يصوم يومًا قبله لأنها أيام فضيلة والصيام فيها خير من الصيام فيما سواها، ويغتنم المسلم هذه الأيام لينال الأجر العظيم.

صيام يوم عرفة يوم قبله أو بعده

لم يرد في الأحاديث النبوية ولا عن الفقهاء من أهل العلم ضرورة صِيام يَوم قبل يَوم عَرفة ولا يوم بعده، حيث يجوز للمسلم أن يصوم يَوم التاسع من ذي الحجة منفردًا ولا حرج عليه في ذلك حتى لو كان يوم الجمعة أو السبت، لأن المقصود بالنهي تخصيص أحد هذين اليومين بالصيام نافلة من دون سبب، فهذا لا يجوز، ولكن هنا تنتفي على النهي بيَوْم عَرَفة والله أعلم.

حكم صوم يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة

لقد ذهب الفقهاء إلى جواز صيام يَوم التاسع من ذي الحجة إذا وافق يوم الجمعة، لأن الحديث الذي نهى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صِيام يَوم الجمعة منفردًا يعني تقصد ِصيام يَوم الجمعة نافلة من دون سبب، ولكن إذا وافق صِيام يَوم الجمعة سنة معينة أو عادة معينة للمسلم فلا حرج عليه في ذلك، فإذا كان المسلم يعتاد أن يصوم يومًا ويفطر يومًا ووافق الصيام يوْم الجمعة يجوز صيامه ولا حرج عليه، وإذا وافق يوم الجمعة يَوم عرفة أو يوم عاشوراء جاز صيامه لأنه ليس مقصودًا بالصيام في ذاته، ولذلك يسقط سبب النهي والله أعلم.

حكم صيام يوم عرفة لمن لم يصم الثمانية أيام قبله

يجوز لمن لم يصم الثمانية الأوائل من ذي الحجة أن يصوم يوم عرفة ولا حرج عليه في ذلك، حيث إن الأحاديث التي وردت في صوم عرَفة لم تشترط صيام الأيام الثمانية قبله من ذي الحجة، ولكن الأيام العشر من ذي الحجة كلها أيام خير وفضل عظيم، والعمل الصالح فيها أفضل من غيرها، وأعظم أجرًا، ولذلك يستحب أن يكثر فيها المسلم من الأعمال الصالحية بما فيها الصيام، ومن تطوع خيرًا فهو خير له، ويمكن للمسلم أن يصوم من هذه الأيام ما يشاء، ويجوز له صيام يوم عرفة فقط ولا حرج عليه في ذلك.

هل صيام يوم عرفة فرض

يعتقد بعض الناس من المسلمين أن صيام يوم التاسع من ذي الحجة فرض في الإسلام، ولكن ذلك غير صحيح، حيث إن صوم يَوم عرَفة سنة مؤكدة ومستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ليس واجبًا ولا فرضًا، وقد دلت على ذلك الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن صامه فقد فاز بالأجر والثواب والمغفرة إن شاء الله تعالى، ومن لم يصمه فلا إثم عليه، ولكنه فوت على نفسه أجرًا عظيمًا، وقد ورد عن الإمام الشافعي قوله في هذا الشأن: “فأحب صومها إلا أن يكون حاجاً فأحب له ترك صوم يوم عرفة، لأنه حاج مضح مسافر، ولترك النبي صلى الله عليه وسلم صومه في الحج، وليقوى بذلك على الدعاء، وأفضل الدعاء يوم عرفة”.

حكم صيام يوم عرفة لغير الحاج

إن صيام يوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج سنة مؤكدة ومستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت ذلك في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، فقد ورد في الحديث أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: “صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ، والسنةَ التي قبلهُ”، وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم.

هل يجوز صيام يوم عرفة بنيتين

يرى أكثر الفقهاء من أهل العلم جواز صيام يوم التاسع من ذي الحجة بنيتين وهما نية القضاء ونية التطوع، إذ يحصل المسلم من صِيام عرَفة بنيتين على قضاء اليوم الذي فاته من رمضان ويحصل على ثواب صِيام التطوع في هذا اليوم العظيم، وهذا الأمر يعرف في الفقه الإسلامي باسم التشريك، ويعني الجمع بين عبادتين معًا، الأولى تكون واجبة والثانية مستحبة، ولا يكون في جميع الأحيان جائزًا، ولكن في كثير من الأحيان يجوز التشريك للمسلم، فإذا نوى عن العبادة الواجبة يجزئ له ذلك ويحصل على أجر المستحبة إن شاء الله تعالى ولكن إذا نوى عن المستحبة لم يجزئ عن العبادة الواجبة مثل ركعتي تحية المسجد، وبناء عليه فقد أجاز الفقهاء من أهل العلم جواز صوم هذا اليوم بنيتين القضاء والتطوع إن شاء الله.

فضل صيام يوم عرفة

إنَّ فضل صوم التاسع من ذي الحجة عظيم جدًّا، فقد أشارت الأحاديث النبوية الشريفة إلى أنه يكفر السنة الماضية والسنة القادمة، كما أن أجر الصيام لا يعلمه إلا الله تعالى، فقد ورد في بعض الأحاديث أن الصيام لله تعالى وهو يجزي به، وخصوصًا في الأيام العشر من ذي الحجة التي يكون فيها العمل أعظم عند الله تعالى وأحب إليه، وصوم هذا اليَوم أيضًا سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم واستجابة له ولله تعالى، وفيه تكفير للذنوب والخطايا ورفع للدرجات بإذن الله تعالى.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجب صيام يوم قبل عرفة وحكم صيامه وقد تعرفنا على فضل يوم عرفة، كما تعرفنا على حكم صِيَام يَوْم قبلَ يَوْم عَرَفة أو حكم صوم يَوْم بعد يَوم عَرَفَة، كما تعرفنا على حكم الصِّيام في يَوم عَرفة يَوْم الجمعة، إضافة إلى حكم صوم يوْم عرَفَة لمن لم يصم الثمانية أيام قبله إضافة إلى حكم صوم الجمعة إذا وافق يوْم عرَفَة وغير ذلك من المعلومات والأحكام المتعلقة.