محتويات
ما منزلة أصحاب الرسول في الإسلام وما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من سورة الحشر تلك هي أحد الأمور الهامة التي يجب على كل مسلم معرفتها؛ لئلا ينساق وراء القلة الفاسقة عن الجماعة الذين يسبون الصحابة -رضوان الله عليهم.
كما أن العلم بقدر الصحابة يلفت انتباه المسلم إلى قدر التضحيات التي قُدمت؛ ليصل إليه هذا الدين على طبق من فضة؛ لذلك فقد ضمنت وزارة التعليم هذه المعاني في المناهج الدراسية، وهذا ما ستتناوله في موقع تثقف عبر هذا الموضوع في عُجالة.
ما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من سورة الحشر؟
الصحابة -رضوان الله عليهم- هم منارة هذه الأمة التي يسير كل من آمن بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله في نهجهم؛ لذلك فقد ورد في القرآن الكريم أكثر من موضع يؤكد على منزلة الصحابة العظيمة.
أما إجابة سؤال “ما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من سورة الحشر”؛ فنجد أن بسورة الحشر أكثر من موضع يدل على تحريم الطعن في الصحابة -رضوان الله عليهم- فكما يقول الطبري في تفسير آي القرآن أن الله -تعالي- قد ذكر ثلاث طوائف من الصحابة ومدحهم جميعًا على النحو التالي:
شاهد أيضًا: اذكر الدليل من السنة على اشتراط الحول لوجوب الزكاة
الصحابة المهاجرين
في الآية الثامنة من سورة الحشر يقول الله -تعالى-: “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (الحشر 8)، فقد وصف الله -تعالى- الصحابة المهاجرين من مكة إلى المدينة بالصدق الذين تركوا ديارهم وأهلهم وأموالهم، وخرجوا حبًا في الله -تعالى- ورسوله، واختاروا الإسلام لينصروه، فهم الصادقون فيما يقولون.
الصحابة الأنصار
في الآية التاسعة من سورة الحشر يقول الله -تعالى-: “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
كما يقول الطبري في تأويل هذه الآية الكريمة، أن المقصود هو الأنصار الذين اتخذوا مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فابتنوها منازل وآمنوا بالله، وأنهم يحبون المؤمنين الذين انتقلوا إليهم أي المهاجرين، ومن ثم فإن هذه الآية الكريمة دليل على عظمة قدر الأنصار في الإسلام.
الذين جاءوا من بعدهم
في الآية العاشرة من سورة الحشر يقول الله -تعالى-: “وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.
فيقول الطبري في تأويله لهذه الآية، أن الذين قدموا على الأنصار أي المهاجرين يستغفرون لهم، وقيل إنهم هم الذين أسلموا من بعد الذين تبوّءوا الدار.
عن قتادة، أنه قال: “ثم ذكر الله الطائفة الثالثة من المسلمين إنما أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- ولم يؤمروا بسبهم”، وهذا دليل صريح على تحريم الطعن في الصحابة وبيان عظم منزلتهم، التي مدحهم الله -تعالى- بها من فوق سبع سموات.
خلاصة الإجابة
بذلك نخلص إلى أن إجابة السؤال: ما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من سورة الحشر؟
هو من الآية الثامنة إلى الآية العاشرة في قوله -تعالى-:
“لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (10)”.
اقرأ أيضًا: من هم المغضوب عليهم المذكورين في سورة الفاتحة
بهذا نكون قد أوضحنا قدر الصحابة -رضوان الله عليهم- وأجبنا عن سؤال ما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من سورة الحشر، كما نقلنا قول المفسرين في تأويل الدليل، وندعو الله أن يكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه، ونتمنى لكم الإفادة والنفع.
التعليقات