محتويات
إذا كنت تريد معرفة ماهي ليلة القدر وما فضلها التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه في مواضيع كثيرة، وذلك حتى تعلم مدى عظَم تلك الليلة وبركتها، وقد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة، فسوف نجيب عن سؤال ماهي ليلة القدر وما فضلها وأيضًا سوف نذكر أهم ما قالوا علماء اللغة والدين عن ليلة القدر وفضلها في كتبهم، وذلك في الموضوع التالي على موقع تثقف.
ماهي ليلة القدر وما فضلها
إذا كنت لا تعرف ماهي ليلة القدر وما فضلها، فسوف نجيب على هذه الأسئلة بالتفصيل من خلال ما يلي:
إن ليلة القدر ذكرها الله سبحانه وتعالى في آيات الذكر الحكيم، وأنزل على رسوله سورة كاملة باسمها ليبين للناس فضل تلك الليلة وبركة العبادة فيها.
كذلك جاء في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة يحث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على تحرى وقتها في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان وإحياء العبادات والطاعات فيها لما فيها من البركة في الأجر.
إن المسلم يجب أن يغتنم تلك الليلة المباركة بالصلاة والقيام وتلاوة القرآن ويكثر من الذكر والدعاء حتى يزيد من العمل الصالح في كتاب أعماله، وتكون عبادته في تلك الليلة سبب في نجاته من النار، ودخوله الجنة.
شاهد أيضا: أجمل دعاء يريح القلب ويزيل الهم ويكشف الضر بإذن الله
ماهي ليلة القدر
ليلة القدر كما عرفها علماء اللغة هي اسم مركبة من كلمتين هما ليلة والقدر، والليلة هي واحدة من الليل، والليل هو ما يعقب النهار من الظلام، ويكون من مغرب الشمس إلى طلوعها، الليلة يعرفها علماء الفقه أنها تكون من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر.
القدْر في اللغة هو العظمة والشرف والمكانة، وهو اسم سورة من سور القرآن الكريم آياتها خمس آيات، وهي رقم 97 في ترتيب المصحف، والسورة آياتها عن ليلة القدر وفضلها.
ليلة القدر يعرفها علماء الفقه بأنها هي ليلة من ليالي شهر رمضان تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا، ويستجيب الله سبحانه وتعالى فيها الدعاء، وهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم.
لم يُحدد في الشرع ميعاد تلك الليلة في ليالي شهر رمضان، ولكن أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان وبالتحديد في الليالي الفردية منها.
يتحرى وقتها المسلمون في العشر الأواخر كل عام من شهر رمضان بزيادة العبادة من صلاة وقيام وقراءة قرآن وذكر ودعاء.
سبب تسميتها بليلة القدر
سُميت ليلة القدر بهذا الاسم لعدة أسباب ذكرها علماء الدين، نذكر منها:
- نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، لأمة ذات قدر.
فأما الكتاب ذو قدر فهو القرآن الكريم كلام الله المتعبد بتلاوته فيه خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا وحكم ما بيننا، وأما الملك ذو قدر فهو جبريل عليه السلام من الملائكة العظام الموكل بحمل الرسالات من الله لأنبيائه ورسله.
أما الرسول ذو القدر محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم يوم القيامة، والأمة ذات القدر أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس.
- يقدر فيها ما يكون في تلك السنة.
أي أنها سُميت بهذا الاسم لأن في هذه الليلة يقضى من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكتبة ما سيكون من أمر السنة، وما سيقدره الله من الآجال والأرزاق والأعمال.
إن تقدير الله لجميع الأمور أزلي وقبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ولكن الله سبحانه وتعالى يظهره كل عام مرة في السنة للملائكة المكلفين والمعنيين بشؤون الخلق في تلك الليلة، وقال بمثل ما سبق ابن عباس رضي الله عنه وغيره كثيرون.
اقرأ أيضا: الدعاء الذي أوصى به الرسول في ليلة القدر مع الشرح
أسباب أخرى لتسمية ليلة القدر بهذا الاسم
هناك أيضًا أسباب أخرى لإطلاق اسم ليلة القدر على هذه الليلة، وسوف نتعرف على هذه الأسباب من خلال النقاط التالية:
- ذات قدر وشرف.
من التعظيم لما نزل فيها من كلام الله في تلك الليلة المباركة، وما فيها من العبادات والطاعات والبركات ما يجعلها ذات شرف ومكانة وقدر عند الله تبارك وتعالى.
قالوا أيضًا أن من أتى فيها بالعبادات والطاعات من صيام وصلاة وقيام سيكون ذو قدر وشرف عند الله تبارك وتعالى.
- تضيق الأرض بمن فيها من الملائكة.
هذا قول الخليل بن أحمد، وبعض علماء اللغة أنها جاءت من الضيّق الذي يحدث في السماوات والأرض من نزول الملائكة في تلك الليلة، ومثل معنى كلمة قُدر من قوله تعالى: ” وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ” [الطلاق: 7].
فيها تنزل الملائكة وجبريل عليه السلام ونزول الملائكة كله خير وبركة، إنَّ ملائكة تلك الليلة في الأرض أكثَر من عدَد الحصى كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن تلك الليلة المباركة.
- ليلة القدر هي ليلة الحكم والفصل.
ذكره تفسير الطبري أنه قول مجاهد، وأختاره الإمام النووي رحمه الله، وقال عن ليلة القدر: ” وسُميَت ليلة القدر، أي: ليلة الحكم والفصل، هذا هو الصحيح المشهور”.
إن ما قاله العلماء عن سبب تسمية ليلة القدر بذلك الاسم لا يمنع أن يكون جميعه صحيح، فهي ليلة ذات قدر لنزول القرآن الكريم فيها على رسوله لأمة محمد، ونزول الملائكة الأكرمين بما قدره الله من شؤون العباد تلك الليلة، والله أعلم.
بعد معرفة معنى ليلة القدر عند علماء اللغة وعلماء الفقه وسبب تسميتها بهذا الاسم نكون قد بينا ماهي لية القدر وما فضلها نبينه فيما يلي.
فضائل ليلة القدر
إن ليلة القدر ليلة مباركة خصها الله سبحانه وتعالى عن غيرها من ليالي العام بفضل عظيم، وفيما يلي نذكر فضائلها التي أخبرنا الله عنها في كتابه، وبين فضائلها أيضًا رسوله الكريم في السنة النبوية الشريفة:
أولا: أنزل فيها القرآن
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على رسوله صلى الله عليه وسلم في غار حراء على جبل النور في تلك الليلة المباركة، قال تعالى: “إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”. [القدر: 1]، و ذلك يظهر مما سبق ماهي ليلة القدر وما فضلها؟
ثانيًا: يُقدر مقادير الخلائق فيها
قال تعالى: “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ” [الدخان: 4-5]، فسر ابن كثير الآية السابقة أن ليلة القدر يكتب فيها السعداء والأشقياء والناجون والهالكون والأحياء والأموات والعزيز والذليل، ففي ليلة القدر يقدر الله سبحانه وتعالى مقادير الخلائق فيها على مدار العام.
ماهي ليلة القدر وما فضلها؟ فالله سبحانه وتعالى يقدر في هذه الليلة المباركة كل ما أراده في السنة المقبلة، وقال العلماء في أن ذلك تقدير ثان، فالله سبحانه وتعالى قدر كل شيء قبل أن يخلق أي شيء بخمسين ألف سنة.
شاهد أيضا: كيفية دعاء الاستخارة وحكمها وفضلها وشروطها
ثالثا: ليلة مباركة
قال تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ” [الدخان: 3]، فالبركة نعمة كبير وفضل عظيم يتفضل الله سبحانه وتعالى على عباده بها، والمسلم الفطن يلتمس الأوقات التي أخبرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أنها مباركات ويزيد من العبادات والدعاء فيها.
إن بعد معرفة العبد ماهي ليلة القدر وما فضلها؟ إن العبد الذي يغتنم تلك الأوقات المباركة مثل ليلة القدر وما فيها من بركة عظيمة وعلو قدرها على سائر ليالي السنة يصل إلى خيري الدنيا والآخرة من أقصر الطرق.
رابعًا: العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر
قال تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” [القدر: 3]، إن من بركة ليلة القدر العظيمة التي قدرها الله لها أن عبادتها تزيد في فضلها عن عبادة ألف شهر، والألف شهر تعدل 83 سنة و4 أشهر، وهذا كله من الترغيب في تحرى تلك الليلة والاغتنام بثواب أجر عبادتها العظيم، ويبين ما هي ليلة القدر وما فضلها.
قال صلى الله عليه وسلم: “فيه ليلةٌ خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرم”، أي حرم ومنع من الخير كله، والحرمان هنا يكون حرمان من الثواب والغفران الذي يفوز به القائم العابد في هذه الليلة المباركة، وفي الحديث دلالة على عظمة جزاء تلك الليلة وتعرفنا ما هي ليلة القدر وما فضلها.
خامسًا: تنزل الملائكة فيها
قال تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4]، فالملائكة وجبريل عليه السلام ينزلون في تلك الليلة المباركة إلى الأرض بالرحمة والمغفرة والخير والبركة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إنَّ الملائكةَ تلك اللَّيلةَ في الأرضِ أكثرُ من عددِ الحصَى”، وهذا يبين ما هي ليلة القدر وما فضلها.
سادسًا: ليلة القدر ليلة سلام
قال تعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 5]، فهي ليلة سلام كلها حيث تكثر فيها العبادات والطاعات وأعمال الخير التي تجلب البركة، ويكثر فيها السلامة والنجاة من العتق في النار، فهي ليلة خالية من الشر والأذى بفضل الله ذو الفضل العظيم، و يبين هذا ما هي ليلة القدر وما فضلها، فهي ليلة خير وسلام.
سابعا: يُغفر الذنوب فيها
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ” رواه الترمذي.
إن في هذا الحديث بشارة عظيمة من فضائل شهر رمضان وليلة القدر لمن صام وقام في رمضان كله، ولمن صام وقام ليلة القدر وأحياها بالعبادات من الصلاة والصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء.
إن الله سبحانه وتعالى سيغفر له كل ذنوبه ( جمهور أهل العلم أن المغفرة لا تشتمل الذنوب الخاصة بحقوق العباد، والله أعلم)، وإيمانًا أي تصديقًا بأنه حق، واحتسابًا أي ابتغاءً لوجه الله لا يريد بتلك العبادات إلا وجه الله وحده سبحانه، ولا يقصد مراءاة الناس وأن يقال عليه كذا وكذا.
الحديث فيه حث وترغيب على زيادة العبادات والطاعات في شهر رمضان وتخصيص الصيام والقيام لفضلهما العظيم عند الله الذي يزيد الفضل في تلك الأوقات المباركات، وكذلك الإخلاص فيه لله واحتساب الأجر له، وهذا من بيان ما هي ليلة القدر وما فضلها.
ثامنًا: يُستجاب الدعاء فيها
عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالت: “قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدْر؛ ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي” رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه.
العفو أصله في اللغة المحو والطمس، ومأخوذ من عفت الرياح الآثار إذا أخفتها ومسحتها، وعفو صيغة مبالغة على وزن (فعول) وهو اسم من أسماء الله الحسنى، وهو بمعنى سعة الصفح عن الذنوب، والكريم هو الكثير الخير، والعظيم النفع، ومن أسماء الله الحسنى.
في الحديث الشريف السابق بيان لتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء في هذه الليلة المباركة، ويبين أهمية الدعاء فيها وأن هذا أفضل الدعاء، وقال القرطبي رحمه الله عن العفو: “العفو، عفو اللَّه عز وجل عن خلقه، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها، بخلاف الغفران، فإنه لا يكون معه عقوبة البتة”، وهذا يبين ما هي ليلة القدر وما فضلها.
وقت ليلة القدر
بعد توضيح ماهي ليلة القدر وما فضلها، نبين وقت ليلة القدر كما جاء في السنة النبوية الشريفة:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحي الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان بالقيام ويجتهد فيهن عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر” رواه مسلم.
اقرأ أيضا: دعاء الاستخارة كتابه وحكم صلاتها في أوقات النهي
عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تحرَّوا ليلةَ القدر في الوِتر من العشر الأواخر من رمضان”.
من الحديثين الشريفين السابقين يظهر منهما أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الليالي الوترية دون غيرها، وهذا ما عليه جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، واختاره بن تيمية والصنعاني وابن باز وابن العثيمين.
إن من حكمة الله عز وجل أنه أخفاها عن الناس، وقال العلماء بأن الله من حكمته ورحمته بعباده حتى يجتهدوا ويكثروا من العبادة في العشرة ليال من رمضان فيعود ذلك بالنفع عليهم بكثرة الأعمال التي يزيد معها الثواب.
علامات ليلة القدر
إن بعد معرفة ما هي ليلة القدر وما فضلها والوقت الذي يتحرى المسلمون فيه ليلة القدر، أخبرنا الصحابة رضي الله عنهم عن علامات، كذلك كما ذكر علماء الدين في كتبهم ما هي ليلة القدر وما فضلها وبينوا كذلك كل العلامات التي وصلت إليهم بالأحاديث الصحيحة عن علامات ليلة القدر.
إن علامات ليلة القدر بعضها يكون قبل ليلة القدر وبعض تلك العلامات يكون بعدها، وهي كما يلي:
العلامة الأولى
عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: “أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها”، وفي لفظٍ آخَرَ لِمُسلمٍ: “وأمارَتُها أن تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يَومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها”.
وهي من العلامات الثابتة عن ليلة القدر أن الشمس لا يكون لها أشعة كما هو معهود لها عند طلوعها وتلك من العلامات اللاحقة لليلة القدر أي تأتي بعدها.
العلامة الثانية
روى عبد الله بن العباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ ، طَلِقَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ”.
سمجة طلقة أي سهلة طيبة، و معناها لا حارة ولا باردة أي أن جو تلك الليلة يكون معتدلا ليس فيه حر أو برودة، و تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة أي أن يسهل النظر إليها دون أن تكسر البصر بأشعتها بل لون قرصها يميل إلى الاحمرار وليس الصفار.
العلامة الثالثة
عن واثلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ ، ومِنْ علامَةِ يومِها تَطْلُعُ الشمسُ لَا شُعاعَ لَها”.
معنى بلجة أي أنها ليلة منيرة، وجو ليلة القدر يكون معتدلا لا حرارة ولا برودة و لا رياح ولا ينزل المطر فيها، ولا يسقط فيها شهب.
العلامة الرابعة
عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: “أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ”.
قوله شق جفنه فشق تعني نصف، وجفنة أي قصعة، وهيئة شق جفنة أي نصف دائرة كما فسرها أكثر العلماء، قال القاضي عياض: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.
بعد توضيح ماهي ليلة القدر وما فضلها وما علامتها نبين فيما يلي الأخطاء الشائعة حول بعض العلامات غير الصحيحة عن ليلة القدر.
شاهد أيضا: عجائب حسبي الله ونعم الوكيل والمغزى منها
العلامات الخاطئة عن ليلة القدر
هناك علامات كثيرة منتشرة بين الناس على أنها من علامات ليلة القدر رغم عدم ثبوت نص صريح صحيح عنها، ومعظم هذه العلامات لا أصل لها ولا يجب الالتفات إليها، ومن هذه العلامات الخاطئة عن ليلة القدر ما يلي:
- الكلاب لا تنبح في تلك الليلة، فبالرغم من أن علاماتها أنها ليلة ساكنة وهذا ثابت ألا أن عدم نبح الكلاب لم يثبت ذلك.
- الحمير لا تنهق في ليلة القدر، وهذا مثله مثل ما سبق.
- النور يسطع في الأماكن المظلمة، وهذا غير ثابت بتلك الهيئة، فهل معنى أنها ليلة بلجة أي منيرة أن الأماكن المظلمة ستنير؟ هذا الكلام لا أصل له.
- الملائكة تسلم على أهل المساجد أو أن الناس تسمع السلام كل ذلك من الخرافات التي لا أصل لها.
- المياه المالحة في البحر تتحول لمياه عذبة، ولا نعلم من أين يأتون بمثل هذا الكلام الذي لا أصل له.
- الأشجار تسقط أوراقها وأغصانها حتى تصل إلى الأرض، ولم يثبت في السنة النبوية الصحيحة مثل ذلك.
إن الله سبحانه وتعالى بين لنا ماهي ليلة القدر وما فضلها، ولكنه جل وعلا اقتضت حكمته أن يخفي وقتها وبالرغم من وجود علامات لها إلا أن قال بعض العلماء أنه لا يلزم وقوع تلك العلامات أو أن يشعر بها المسلم، فقد يخفيها الله على من يشاء لحكمة يعلمها.
في الموضوع السابق قد أجبنا لكم عن ماهي ليلة القدر وما فضلها، فليلة القدر ليلة ذات مكانة عظيمة ذكرها الله سبحانه وتعالى وبين مدى أهميتها، وقد بين علماء اللغة وعلماء الفقه في كتبهم سبب تسميتها وفضائلها ووقتها ليعرف الناس ماهي ليلة القدر وما فضلها، ويرغّبوا في فعل العمل الصالح في هذه الليلة، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.
التعليقات