محتويات
عقوبة الزاني المحصن وغير المحصن في الدنيا والآخرة من المعلومات التي يجلهلها كثير من الناس من المسلمين، ومن الضروري أن يتعرف المسلم على مثل هذه المعلومات حتى يتجنب الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى ويتعرض للعقاب والإثم الكبير، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الزنا في الإسلام، وسوف يتم إدراج معنى الزاني المحصن والغير محصن في الإسلام، وسوف يتم التعرف على حكم الزاني المتزوج وعقوبة الزنا للعزباء، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى.
فاحشة الزنا في الإسلام
يشير مفهوم الزنا إلى إقامة علاقة جنسية بين رجل وامرأة خارج إطار الزواج، ومن دون عقد شرعي، وهو من الأمور المحرمة في الإسلام بل ومن الكبائر أيضًا، وقد حذرت منه النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد ورد في كتاب الله تعالى الكثير من الآيات التي تشير إلى حرمة الزنا وعقوبته، فقد قال جل من قائل: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا * وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلً”، فالزنا فاحشة وكبيرة من الكبائر، وقد وردت آيات أخرى كثيرة وأحاديث كثيرة تذم الزنا، ففي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ مِن أجْلِ أنْ يَطْعَمَ معكَ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: أنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ”، ولذلك جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكبر الذنوب وهو بعد الشرك والقتل لعظم هذه الجريمة والفاحشة العظيمة.
معنى الزاني المحصن وغير المحصن
يشير مصطلح الزاني المحصن في الإسلام إلى الزاني المتزوج والذي زنا وهو متزوج بزواج وعقد شرعي وصحيح، وسواء وقعت فاحشة الزنا حال الزواج كان قائمًا وزوجته تحته، أو كان مطلقًا أو ماتت زوجته، فإنه يعتبر محصنًا في الإسلام، وقد أثارت هذه التفسيرات تساؤلات كثير من المسلمين، حيث أن الزوج إذا كانت زوجته مطلقة أو متوفاة قد يعتبره البعض غير محصن، ولكنه حسب الفقهاء يعدُّ محصنًا لأنه ذاق طعم الحلال وعرف كيف يصل إليه، وأما الزاني غير المحصن فهو الذي لم يتزوج ولم يعقد على امرأة، وحتى لو زنا ألف مرة فإنه يعتبر غير محصن، لأنه لم يذق طعم الحلال ولذته ناقصة وغير مكتملة، وهذا ما ذهب إليه الفقهاء في الإسلام.
عقوبة الزاني المحصن
ذهب الفقهاء من أهل الإسلام إلى أنَّ عقوبة الزاني المحصن هو الرجم حتى الموت، سواء كان رجلًا أو امرأة، وهذا ما أجمع عليه الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، وقد ثبت رجم الزاني المحصن في السنة النبوية، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أنَّ ماعزَ بنَ مالِكٍ لمَّا رُجِمَ ومسَّتهُ الحجارةُ هرَبَ فاتبعوهُ فقالَ لَهُم: ردُّوني إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقتلوهُ رجمًا، وذَكَروا ذلِكَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: فَهَلَّا ترَكْتُموهُ لعلَّهُ يتوبُ فيتوبُ اللَّهُ عليهِ”، كما ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم المرأة الغامدية بعد أن جاءت إليه معترفة بفاحشة الزنا، وظل يردها كثيرًا حتى عادت فيما وكبر ابنها الذي حملته من الزنا وعند ذلك رجمها، عليه الصلاة والسلام، وهذه أدلة تثبت أن عقوبة الزنا للمتزوج هي الرجم حتى الموت، وأما عقوبته في الآخرة فإنه إذا تاب كانت عقوبته في الدنيا كفارة له، وقد لا يعذب كما دلت على ذلك قصة ماعز والله أعلم.
عقوبة الزاني غير المحصن
إنَّ عقوبة الزاني غير المحصن وهو الزاني غير المتزوج والذي لم يعقد ولم يدخل على زوجة في حياته، فهي الجلد فقط، وقد ثبت ذلك في كتاب الله تعالى، فقد قال تعالى: “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”، وهذا دليل واضح على عقوبة الزنا للأعزب، وهو نفسه عقوبة الزنا للعزباء، وهو الجلد فقط، أما في الآخرة فإنَّ ذلك علمه عند الله تعالى، فإذا تاب المسلم تاب الله تعالى عليه، وقد لا يكون عليه عذاب في ذلك يوم القيامة إذا كانت توبته صحيحة، وكانت العقوبة في الدنيا للزاني كفارة له عن العذاب يوم القيامة والله أعلم.
حكم الزاني المحصن ابن باز
ذهب ابن باز رحمه الله تعالى إلى أن عقوبة الزاني المتزوج في الإسلام هو الرجم حتى الموت، وهذا هو الحكم الشرعي الذي ذهب إليه الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، وكان قد سئل عن شبهة عدم ذكر حد الرجم في القرآن الكريم، ولماذا ذكر الله تعالى عقوبة الزاني غير المحصن في القرآن ولم يذكر عقوبة الزاني المحصن في القرآن الكريم، فأجاب حول ذلك بما مفاده: “إن ربك حكيم عليم، ليس لنا اعتراض على الله تعالى وربنا تعالى ذكر بعض الأحكام في القرآن، وبعض الأحكام في السنة، فالسنة وحي ثانٍ، القرآن وحي، والسنة وحي، وكونه سبحانه ذكر الجلد في القرآن، ثم جاءت السنة بالرجم، لا اعتراض على الله، فهو الحكيم العليم سبحانه وتعالى والرسول رسوله، والقرآن كلامه، وقد أوحى إلى رسوله ما أوحى إليه في القرآن، وأوحى إليه الرجم، فنرجم كما رجم رسول الله”.
عقوبة الزاني التائب في الإسلام
إذا تاب المسلم من فاحشة الزنا ولم يعلم به أحد فليس عليه أن يظهر ذلك للناس أو أن يخبر به أحدًا فإن ذلك يكون بينه وبين الله تعالى والله تعالى يتوب عليه، ويكفيه ذلك، ولكن إذا ثبت عليه الزنا ووصل الأمر إلى ولاة الأمر يجب أن يقام عليه الحد، وليس عليه أن يفضح نفسه إذا لم يكشف على أحد، فإنَّ التوبة الصادقة مع الله تكفيه بإذن الله تعالى، وقد أكد ذلك ابن باز رحمه الله في قوله: “إذا تاب فيما بينه وبين الله كفى، أما في جهة الحدِّ: يُقام عليه الحد إذا ثبت عليه، ولو تاب وستر نفسه ولم يأتِ الحكام ولم يقل شيئًا كفى، ولا ينبغي أن يفضح نفسه، إذا عرف خطأه وزللـه فالواجب أن يتوب إلى الله فيما بينه وبينه، ولا حاجةَ إلى أن يأتي إلى أحدٍ، بل يستر نفسه، ويسأل ربَّه العفو والمسامحة ويكفي”، ولكن إذا وصل الأمر إلى القاضي أو الحاكم فإن الحد يقام عليه، فعقوبة الزاني المحصن الرجم وعقوبة الزاني غير المحصن الجلد حتى لو تاب والله تعالى أعلى وأعلم.
مقالات قد تهمك
حكم العلاقة الزوجية عن طريق النت او الهاتف |
حكم تقبيل الزوجة بعد الوضوء عند الفقهاء الأربعة |
حكم تقبيل الزوجة أمام الناس وأمام أطفالها كما ورد في القرآن الكريم والسنة |
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال عقوبة الزاني المحصن وغير المحصن في الدنيا والآخرة وقد تعرفنا على معلومات عن فاحشة الزنا في الإسلام، كما تم إدراج معنى الزاني المحصن وغير المحصن، وعقوبة الزاني المتزوج وغير المتزوج في القرآن والسنة، وعلى حكم الزنا للمحصن حسب أقوال ابن باز وما إلى هنالك من معلومات متعلقة أخرى.
التعليقات