حكم زواج المسيار ابن باز والمذاهب الأربعة

حكم زواج المسيار ابن باز والمذاهب الأربعة من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، حيث انتشرت العديد من أنواع الزواج والتي دارت حولها كثير من التساؤلات، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن زواج المسيار بالتفصيل، وسوف يتم إدراج حكم زواج المسيار حسب أقوال العلماء، وحسب قول ابن باز وغيره، إضافة إلى أقوال المذاهب الأربعة في زواج المسيار، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

ما هو زواج المسيار

يشير مصطلح زواج المسيار في الإسلام إلى أحد أنواع الزواج، وهو من أنواع الزواج التي انتشرت في العقود الأخيرة في العديد من الدول العربية والإسلامية، وزواج المسيار هو زواج يشبه الزواج الشرعي تمامًا، ويكون العقد فيه شرعيًا ومستوفيًا جميع الشروط والأحكام الإسلامية، ويستوفي أركان الزواج الشرعي، ولكن تتنازل فيه الزوجة عن النفقة والسكن، وقد ثارت حوله النقاشات والجدالات في أوساط الفقهاء والعلماء، ويعتقد البعض أن زواج المسيار هو زواج عرفي، ولكن ذلك غير صحيح، حيث أن زواج المسيار يوثق في المحاكم وهو مثل الزواج الشرعي العادي تمامًا، بينما الزواج العرفي لا يوثق في المحاكم وقد يكون في السر وهذا لا يجوز، ومن إيجابيات زواج المسيار أنه يواكب ويراعي ضروريات الحياة ويعف أكبر قدر من الشباب والبنات ويخفف من الزنا حسب ما يرى بعض الفقهاء، بينما يرى البعض أن سلبيات زواج المسيار كثيرة منها وجود أطفال من دون أسرة ترعاهم وحرمان المرأة من حقوقها وما إلى هنالك.

حكم زواج المسيار ابن باز

ذهب ابن باز رحمه الله تعالى إلى جواز زواج المسيار، وذلك إذا وافق جميع الشروط والأحكام الخاصة بالزواج الشرعي في الإسلام، وخصوصًا الإعلان عنه، لأن الزواج يجب فيه الإعلان وهو أحد شروط، وأما تنازل الزوجة عن بعض حقوقها فإن ذلك يجوز لها ولا حرج فيه، والمسلمون عند شروطهم، وعقد الزواج مثل أي عقد يمكن للمرأة أن تتنازل فيه عن النفقة أو السكن، ولكن شدد ابن باز على موضوع الإعلان في الزواج سواء كان مسيارًا أو غيره، وقد ذكر ذلك في قوله: “الواجب على كل مسلم أن يتزوج الزواج الشرعي، وأن يحذر ما يخالف ذلك سواء سمي زواج مسيار، أو غير ذلك، ومن شرط الزواج الشرعي الإعلان، فإذا كتمه الزوجان لم يصح؛ لأنه والحال ما ذكر أشبه بالزنا. والله ولي التوفيق”.

حكم زواج المسيار في المذاهب الأربعة

لقد ظهر زواج المسيار في السنوات الأخيرة وهو من أنواع النكاح الحديثة التي لم تكن موجودة في الإسلام قديمًا، ولم يكن هذا الزواج معروفًا في زمن أئمة المذاهب الأربعة أو كبار الفقهاء في المذاهب الأربعة فيما بعد، ولكن هنالك العديد من التفصيلات لدى المذاهب الأربعة حول تنازل الزوجة عن بعض الحقوق في عقد الزواج إذا ما تم اشتراطها في عقد النكاح، ويمكن الاعتماد على هذه الأقوال في حكم زواج المسيار عند المذاهب الأربعة، ويرى الفقهاء أنه يجوز أن تنازل الزوجة عن بعض حقوقها بعد الزواج ولا حرج عليها، ويجوز لها أن تطالب بحقها بعد ذلك أيضًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أقوال المذاهب الأربعة في زواج المسيار:

• المذهب الحنفي: يرى أصحاب هذا المذهب أن النفقة والسكن من الحقوق الواجبة على الزوج تجاه الزوجة، وقد نقل الكاساني الحنفي إجماع الفقهاء والعلماء على ذلك، ولذلك يرى فقهاء المذهب الحنفي أنَّ العقد في زواج المسيار صحيح ولكن الشرط يسقط لأنه باطل، ولا يصح الاستناد إليه، وتبقى النفقة والسكن واجبان على الزوج.
• المذهب المالكي: يرى بعض فقهاء المالكية أنَّ عقد النكاح يفسخ إذا تم اشتراط تنازل المرأة عن بعض حقوقها عند عقد الزواج، لأنه حسب رأيهم لا يجوز اشتراط ذلك في العقد، ولذلك فإن عقد الزواج باطل إذا اشتُرط فيه تنازل الزوجة عن النفقة، وورد أيضًا أنَّه يفسخ قبل الدخول ويثبت بعد الدخول وهو الراجح عند المالكية، وقيل عند آخرين يفسخ قبل الدخول وبعده أيضًا.
• المذهب الحنبلي والشافعي: ذهب الفقهاء من الشافعية والحنابلة إلى أنَّ المرأة إذا تنازلت عن بعض الحقوق في عقد الزواج فإنَّ العقد صحيح ولكن الشرط فاسد وباطل أيضًا، ويمكن القول بأن عقد الزواج صحيح في زواج المسيار إذا استوفى الأركان جميعها ولكن شرط التنازل عن السكن والنفقة باطل ولا يستند إليه كما هو الحال عند الحنفية.

حكم زواج المسيار هيئة كبار العلماء

يرى الفقهاء والعلماء في هيئة كبار العلماء، وهي الهيئة المسؤولة عن الإفتاء في المملكة العربية السعودية أنَّ زواج المسيار جائز ولا حرج فيه في الشرع الإسلامي، وذلك إذا استوفى الأركان والشروط المعتبرة شرعًا جميعها لصحة الزواج، وأهمها موافقة الزوجين ووجود الولي وحضور شاهدين عدلين، إضافة إلى ذلك يجب أن يخلو الزوجان من الموانع التي قد تجعل الزواج محرمًا، وإذا ما تم ذلك يجوز للزوجين أن يتفقا على أن تبقى الزوجة عند أهلها مثلًا وأن تتنازل عن النفقة وما إلى هنالك من أمور أخرى يجوز لها أن تتخلى عنها ولا حرج عليهما في ذلك، فالمسلمون عند شروطهم كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يجوز إخفاء الزواج بل يجب الإعلان عنه حتى يكون زواجًا صحيحًا.

حكم زواج المسيار ابن عثيمين

رأى ابن عثيمين أنَّ زواج المسيار جائز شرعًا إذا استوفى جميع أركان الزواج في الإسلام وعلى رأسها حضور الولي والشاهدين والإعلان عنه وما إلى هنالك من شروط وأركان، ولكنَّه يخشى من الفساد في هذا الزواج لأنَّه لن يحقق المقاصد الشرعية حسب رأيه، فالرجل قد يتزوج امرأة في بلد يسافر إليها ثم يتركه ويترك زوجته وقد تنجب أطفالًا ويضيع الأولاد من دون أب، وقد ذكرت بعض المصادر أنَّ ابن عثيمين رحمه الله كان قد تراجع عن القول بجواز المسيار بعد ما ظهر من فساد في استخدامه والله أعلم.

حكم زواج المسيار الفوزان

ذهب الشيخ صالح الفوزان إلى أنَّ زواج المسيار جائز وليس حرام في حال استوفى جميع شروط الزواج الصحيح وأركانه كوجود الولي وشاهدي عدل ورضا الزوجين والإعلان، وخلو الزوجين من موانع الزواج، ولكنه لم ينصح به أبدًا، لأنه لا تترتب عليه المصالح المرجوة من الزواج الشرعي حسب رأيه، ويكون الزواج في هذه الحالة مجرد قضاء شهوة فقط، ولا يكون الرجل مسيطرًا على زوجته لأنهما لا يسكنان في البيت نفسه، وسوف يضيع الأطفال ووالدهم بعيد عنهم، وهذا كله لا يحقق مقاصد الشريعة من الزواج الصحيح.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون أحبتي قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم زواج المسيار ابن باز والمذاهب الأربعة وقد تعرفنا على نبذة عن زواج المسيار وعرفنا ماهو زواج المسيار بالتفصيل، كما تعرفنا على هل يجوز زواج المسيار في المذاهب الأربعة، وحكم زواج المسيار أقوال العلماء، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى.