محتويات
رحكم رفع الصوت على الوالدين وكفارة عقوق الوالدين من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، ولذلك يقع كثير من الشباب في بعض الأخطاء عند التعامل مع آبائهم وأمهاتهم، ولا بدَّ من التعرف على مثل هذه الأحكام لتجنب الوقوع فيها، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال تعريف عقوق الوالدين في الإسلام، وحكم عقوق الوالدين، وسوف يتم التعرف على حكم رفع الصوت على الوالدين سواء على الأب أو على الأم، وسوف يتم إدراج أقوال العلماء في ذلك، وحكم رفع الصوت على الوالد لزجره وكفارة حكم رفع الابن صوته على والديه وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى متعلقة.
عقوق الوالدين في الإسلام
يأخذ مصطلح عقوق الوالدين مساحة كبيرة في الشرع الإسلامي، وقد حذر الشرع الحنيف من عقوق الوالدين في كثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالمقابل فقد أوصى الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما كما ورد ذلك في كثير من الأحاديث التي حثت على بر الوالدين، وبينت الأجر العظيم والثواب الجزيل الذي يترتب على برهما والإحسان إليهما، ويشير مفهوم العقوق في الإسلام إلى كل قول أو فعل قد يتسبب بأذى لأحد الوالدين أو إلى كل منهما، ويشمل ذلك كثير من التصرفات المذومة مثل هجران أحدهما أو كليهما أو الصراخ أو الاعتداء عليهما، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا”، وقد فصل العلماء من أهل الفقه قديمًا وحديثًا في مسألة عقوق الوالدين، من ذلك قول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: “عقوق الوالدين: مخالفتهما في أغراضهما الجائزة لهما”، ويشار إلى أن العقوق من الأمور المذمومة في جميع الشرائع والأديان.
حكم رفع الصوت على الوالدين
إن رفع الصوت على الوالدين لا يجوز في الإسلام، وهو من الأمور المحرمة التي نهى عنها الشرع الإسلامي، وهو أحد أنواع العقوق والذي يعد من الكبائر في الإسلام، فقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ -أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ- فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، فَقالَ: ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ -أوْ قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ، قالَ شُعْبَةُ: وأَكْثَرُ ظَنِّي أنَّه قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ”، وعلى العكس من ذلك فقد أوصى الله تعالى باللين والتلطف في مخاطبتهما، ونهى عن قول “أف” لهما، ومن باب أولى عدم رفع الصوت عليهما، وقد ورد عن القرطبي في تفسيره: ” وقل لهما قولا كريما ـ أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما”، والله أعلم.
حكم رفع الصوت على الوالدين عند الغضب ابن باز
ذهب ابن باز رحمه الله تعالى إلى أنَّه لا يجوز أبدًا للشخص أن يرفع صوته على والديه أو أحدهما، وأن ذلك من العقوق، لأنَّ “النهر” الذي ورد النهي عنه في كتاب الله تعالى يشير إلى رفع الصوت عليهما، وقد سئل حول ما إذا كان رفع الصوت من العقوق فأجاب رحمه الله: “نعم، الله يقول -جل وعلا-: وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23]، والنهر: رفع الصوت عليهما، فلا يجوز له نهرهما، ولا ضربهما، ولا إيذاؤهما بأي نوع من الأذى حتى التأفيف، حتى كونه يظهر كراهة لرائحتهما، بل عليه أن يعاملهما بلطف، وأن يخفض جناحه لهما، وأن يقول لهما قولًا كريمًا”.
هل يجوز رفع الصوت على الوالدين إسلام ويب
أشار العلماء والفقهاء في موقع إسلام ويب إلى عدم جواز رفع الصوت على الوالدين، وأن ذلك من صور العقوق التي حرمها الله تعالى ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد ورد ذلك في كتاب الله تعالى، ولا يجوز رفع الصوت عليهما حتى لو لم يغضبا من ذلك، ويأثم المسلم إذا قام بهذا الفعل المذموم، ولكن إذا غضبا من ذلك كان هذا الفعل من الكبائر.
رفع الصوت على الأم وقت الغضب
لقد حرم الله تعالى عقوق الوالدين ورفع الصوت عليهما، وفضل الأم عظيم على المسلم، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يرفع المسلم صوته على والدته لا في حال الرضى ولا في حال الغضب، فذلك من الكبائر التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي سبق ذكره، وقد قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي المسلمين بحسن صحبة الوالدين، وخصوصًا الأم، ولذلك لا يجوز للمسلم ذلك، وإذا اضطر أن يبتعد عنها وقت الغضب ولكن على ألا يقصر بحقها فذلك جائز له كي لا يغضبها ولا يرفع صوته عليها، حسب ما ذهب إليه بعض الفقهاء.
حكم رفع الصوت على الأب الظالم
أشار الفقهاء من أهل العلم إلى عدم جواز رفع الصوت على الأب الظالم، وإذا أراد المسلم أن ينصح والده الظالم ينصحه بالرفق واللين، وليس له أن يزجره ويرفع صوته عليه حتى لو كان ظالمًا، وكذلك بالنسبة للأم، فإنّ رضى الوالدين من رضا الله تعالى وغضبهما من غضب الله، فعلى المسلم أن ينصح والديه بالرفق واللين والتلطف في الكلام.
حكم رفع الصوت على الوالد إذا اقترف منكر
لا شك بأن إنكار المنكر واجب في الإسلام، وعلى المسلم أن ينكر المنكر حتى على والديه، ولكن ينصح والده أو والدته بالرفق واللين والملاطفة، ولا يرفع صوته عليهما، ولا يشدد عليهما باللفظ، وإنما ينصحهما بالمعروف، وقد أجاز الفقهاء إنكار المنكر على الوالدين ونهيهما عن ذلك وأمرهما بالمعروف ولكن بالرفق واللين لا الشدة والغلظة لأن ذلك حرام ولا يجوز ويكون من العقوق المحرم في الإسلام.
كفارة رفع الصوت على الوالدين
لم يفرض الله تعالى على المسلم كفارة على رفع صوته على والديه، رغم أن ذلك من الكبائر، ولكن على المسلم إذا بدر منه ذلك الذنب أن يسارع إلى التوبة ويستغفر الله تعالى، ويسارع إلى إرضاء والديه، وعلى المسلم في هذه الحالة أن يكثر من الاستغفار ويعقد العزم على عدم العودة إلى مثل هذا الذنب الكبير، وأن يطلب السماح من والديه على ما بدر منه والله تعالى أعلم.
مقالات قد تهمك
حوار بين شخصين قصير جدا عن بر الوالدين | بحث عقوق الوالدين pdf كامل بالمقدمة والخاتمة |
صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات | دعاء لامي وابي مستجاب .. دعاء للوالدين من القرآن |
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم رفع الصوت على الوالدين وكفارة عقوق الوالدين وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن عقوق الوالدين وحكم عقوق الوالدين في الإسلام، وعرفنا هل يجوز أن يرفع الابن صوته على الوالدين، وعرفنا حكم رفع الصوت على الوالد إذا اقترف منكرا غليظا، وهل يجوز رفع الصوت على الأب عند الغضب، وغير ذلك من التفاصيل المتعلقة.
التعليقات