محتويات
- 1 علامات ليلة القدر كما وردت في السنه
- 1.1 العلامة الأولى: القمر في ليلة القدر مثل شق جفنة
- 1.2 العلامة الثانية: ليلة القدر ليلة بلْجة
- 1.3 العلامة الثالثة: ليلة القدر ليلة معتدلة
- 1.4 العلامة الرابعة: ليلة القدر لا يُرمى فيها بنجم
- 1.5 العلامة الخامسة: ليلة القدر ليلة ساكنة
- 1.6 العلامة السادسة: شمس صبيحة ليلة القدر لا شعاع فيها
- 1.7 علامات ليلة القدر الخاطئة التي لا أصل لها
- 1.8 العلامة الأولى الخاطئة
- 1.9 العلامة الخاطئة الثانية
- 1.10 العلامة الخاطئة الثالثة
- 1.11 العلامة الخاطئة الرابعة
- 1.12 العلامة الخاطئة الخامسة
- 1.13 أسباب انتشار العلامات الغير صحيحة عن ليلة القدر
إن علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وبينها علماء الدين للناس ليتحرى المسلمون في شتى بقاع الأرض في الليالي الوترية من شهر رمضان كل عام؛ ليفرحوا بعبادتهم واجتهادهم في أدائها من الصيام والصلاة والقيام والتضرع في الدعاء والخشوع.
إن علامات ليلة القدر كما وردت بالسنه الصحيحة لا يعلمها الكثيرون من المسلمين؛ لكثرة العلامات الخاطئة المنتشرة التي لا أصل لها في الدين، لذلك سنوضح تلك العلامات بشيء من التفصيل على موقع تثقف.
علامات ليلة القدر كما وردت في السنه
إن ليلة القدر هي ليلة مباركة عظيمة لها فضل عظيم لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، وحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تحريها للحصول على أجر العبادة فيها؛ لذلك يتحرى ميعادها المسلمون في كل بقاع الأرض ليحصلوا على الثواب العظيم المبارك لأداء العبادات فيها.
إن علامات ليلة القدر كما وردت بالسنه منها ما يأتي قبل أو أثناء ليلة القدر وتكون بمثابة المرغّب في تحري وقت ليلة القدر، وأخرى تأتي بعد انقضاء ليلة القدر وتكون كالمبشرات بالظفر بالأجر أو الحسرات لمن فرط وضيع العبادة والطاعة فيها، كما أن الحكمة من اخفائها تعود بنفع كبير في الزيادة من العبادة والاجتهاد فيكون ذلك سببًا في زيادة أجورهم.
يقول الإمام الحافظ – رحمه الله – في فتح الباري، قال العلماء: “الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها”.
العلامة الأولى: القمر في ليلة القدر مثل شق جفنة
عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- قَال:َ تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: “أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ”، شق جفنة: الجفنة في اللغة هي القصعة الكبيرة، وهي نحو: تعجن خبزها في الجفنة أي في قصعة كبيرة.
قال القاضي عياض: “فيه إشارة إلى أنها إنما تكون في أواخر الشهر لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر”، وهي من أشهر العلامات لليلة القدر، فمعنى أن يكون القمر كنصف قصعة أي أنه في العشر ليال الأخيرة من شهر رمضان.
عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- قالتْ: كان رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: “تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ” رواه البخاريُّ ومسلم.
عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- قال: “تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ” رواه البخاريُّ.
إن تحري ليلة القدر في الليالي العشر من رمضان في الليالي الوترية دون غيرها ما سعى إليه جمهور العلماء؛ وذلك بالاستناد إلى ما جاء في السنه النبوية الصحيحة.
شاهد أيضا: ماهي ليلة القدر وما فضلها
العلامة الثانية: ليلة القدر ليلة بلْجة
من علامات ليلة القدر كما وردت بالسنه الصحيحة ما روي عن واثلة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: : “ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ، ولَا سَحابَ فِيها، ولَا مَطَرٌ، ولَا ريحٌ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ، ومِنْ علامَةِ يومِها تَطْلُعُ الشمسُ لَا شُعاعَ لَها”.
ليلة بلجة أي مشرقة مضيئة واضحة، ومنه قولهم في صفات الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان أبلج الوجه أي مشرق الوجه، وروي أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
“إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعًا، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح”.
إن ليلة القدر ليلة منيرة مضيئة مشرقة عن غيرها من الليالي وشبهها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: “كأن فيها قمراً ساطعاً”، وهذه العلامة من بركات تلك الليلة العظيمة التي تتنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم، وتتنزل فيها الرحمات والمغفرة والعتق من النار لمن يشاء الله من عباده.
العلامة الثالثة: ليلة القدر ليلة معتدلة
ليلة القدر ليلة معتدلة الأجواء حيث جاء في الحديث الشريف: “لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ”، أي هي ليلة جوها معتدل لا تشعر فيها بسخونة الجو، ولا تشعر فيها ببرودته وصقيعه، وهذه العلامة وردت في أحاديث أخرى بألفاظ أخرى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “لا برد فيها ولا حر”.
إن هذه الليلة ليلة جوها معتدل جدًا، فهي لا برودة فيها ولا حر، وأيضًا لا تتحرك فيها سحب غائمة ولا رياح عاتية شديدة ولا ينزل فيها مطر، وهذا هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم عنها: “ولَا سَحابَ فِيها، ولَا مَطَرٌ، ولَا ريحٌ“.
العلامة الرابعة: ليلة القدر لا يُرمى فيها بنجم
إن من علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة أن لا يُرى في سماء ليلها نجم يسقط، وذلك لاستناد على الحديث الشريف: “ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ”، بالإضافة إلى الحديث الشريف: “ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح”.
العلامة الخامسة: ليلة القدر ليلة ساكنة
من علامات ليلة القدر كما جاءت في السنه الصحيحة إن ليلة القدر هي ليلة سكون وهدوء يعم الأرض والسموات، فهي ليلة ساكنة هادئة كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
“إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعًا، ساكنة ساجية، إن أمارة ليلة القدر أنها صافية“.
تجدر الإشارة إلى أن كلمة “ساجية” في اللغة من الفعل سَجَا الشيءُ: سَكَنَ، وهدأ، واِسْتَقَرَّ، ومنه قالوا ليلةٌ ساجية: ساكنةُ البَرْدِ والريح والسحابِ غيرُ مُظْلِمَةٍ هادِئة مُستقرة.
إن ليلة القدر ليلة هدوء وسكون وشعور بالطمأنينة، وراحة في النفس، فيها شعور بالسهولة واليسر والراحة، وورد في السنه الشريفة: ” ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ” أي ليلة سهلة طيبة.
العلامة السادسة: شمس صبيحة ليلة القدر لا شعاع فيها
إن من علامات ليلة القدر التي تأتي بعد انقضائها أن الشمس تطلع صبيحة تلك الليلة العظيمة المباركة بيضاء لا شعاع فيها، وهذه العلامة وردت في حديث واثلة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “ومِنْ علامَةِ يومِها تَطْلُعُ الشمسُ لَا شُعاعَ لَها”.
وردت تلك العلامة أيضًا بالحديث الذي رواه مسلم عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال: ” أَخْبَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا”، وقال الإمام النووي في شرح مسلم عن للية القدر: “كأن الشمس يومئذ لغلبة نور تلك الليلة على ضوئها، تطلع غير ناشرة أشعتها في نظر العيون”.
هذه العلامة من العلامات الثابتة عند جمهور العلماء عن ليلة القدر، فالشمس في صبيحة ليلة القدر لا تكون على صورتها المعهودة من انتشار أشعتها في السماء عند سطوعها بل تكون بيضاء.
قال بعض أهل العلم أنها تكون مثل القمر مضيئة بلا شعاع لها، وورَد أنَّه: “تُصبِحُ الشمسُ صَبيحتَها ضعيفةً حمراءً، لا حارَّةً ولا باردةً”.
إلى جانب ذلك فإنها من العلامات التي تكون كالبشرى التي تزف الخبر السار، وذلك لمن صام وقام ودعا وذكر الله كثيرًا واحتسب أجره على الله مؤمنًا مخلصًا لله العبادة.
كذلك تكون تلك العلامة حسرة لمن ضيّع الأجر العظيم للعبادة في تلك الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن بفضل من الرحمن على عباده، فيتلون كلامه لينفعهم في دنياهم وأخراهم، وتكون ليلة نزوله مغفرة ورحمة لمن عمل بما فيه، واتبع الرسول الذي أنزل عليه.
اقرأ أيضا: طريقة دعاء الاستخارة .. اعرف دعاء صلاة الاستخارة الصحيح
علامات ليلة القدر الخاطئة التي لا أصل لها
يتحرى المسلمون حول العالم ليلة القدر، ويلتمسوها في العشر ليال الأخيرة من شهر رمضان كل عام، وانتشر منذ القدم بين الناس علامات كثيرة يظنها الناس أنها من علامات ليلة القدر.
إن العلامة لكي يثبت صحتها لا بد أن تكون من علامات ليلة القدر كما جاءت في السنه النبوية الشريفة من أحاديث، فيجب أن يثبت علماء الحديث صحتها أما غير ذلك لا يمكن الأخذ به لأنه مما لا أصل له ثابت يدعم صدق الاستدلال به.
إن علامات ليلة القدر علامات توقيفية، وليست توفيقية أي أنه لا بد لها من أصل في كتاب الله من آيات الذكر الحكيم أو أحاديث نبوية شريفة، أثبت علماء الحديث صحة إسنادها عن الرسول صلى الله عليه وسلم- أو إلى صحابته أما غير ذلك من علامات فلا يعتبر علامة لليلة القدر بل من البدع والخرافات.
إن دور العلماء والدارسين في علوم الدين في أي مجتمع مسلم هو التوعية من البدع والخرافات والأوهام التي تنتشر بين الناس؛ لتنقية أذهان الناس من أمور قد تتسب في التأثير على ثوابت العقيدة لديهم.
علامات خاطئة لليلة القدر
إن القول بعلامات عن ليلة القدر ليست من علامات ليلة القدر كما جاءت بالسنه الصحيحة الثابتة ليس بأمر جديد، وورد عنه منذ القدم، وأشار “ابن حجر” إلى ما قاله “الإمام الطبري” عن قوم تكلموا عن علامات رأوها لليلة القدر مثل أن الأشجار في تلك الليلة تسقط إلى الأرض ثم تعود.
هناك أيضًا من حكوا إن المياه المالحة تعذب تلك الليلة، وحكى “الطبري” عن علامات كثيرة قال بها أناس في عصره وقبل عصره ثم ذكر “الإمام الطبري” أنه لا أصل لهذه العلامات السابقة وهي وغير صحيحة.
العلامة الأولى الخاطئة
إن من الضروري معرفة ونشر صحيح الدين، والتنبيه من أي بدع أو خرافات أو أوهام أو أي أمور لا أصل لها في الدين، ومن العلامات الخاطئة عن ليلة القدر التي لا أصل لها في الدين أن الكلاب لا تنبح، والحمير لا تنهق في ليلة القدر.
جدير بالذكر أن تلك العلامات لم يرد عنها خبر في السنه النبوية الشريفة، ولا في أقوال الصحابة -رضي الله عنهم- ولعل الناس توهموا ذلك من القول بأن ليلة القدر ليلة هدوء وسكينة، ولكن لا يوجد في السنه النبوية ما يُثبت عدم نباح الكلاب أو نهيق الحمير.
إن علامات ليلة القدر توقيفية، فلابد لها من خبر من الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فلابد أن تكون علامات ليلة القدر كما جاءت في السنه ولا نزيد عليها شيء، ولا يؤخذ بغيرها من العلامات بالاستدلال والمنطق والترجيح، بل لا بد من خبر مؤكد من الله سبحانه وتعالى أو مما ثبت في السنه الصحيحة.
شاهد أيضا: دعاء لامي وابي مستجاب .. دعاء للوالدين من القرآن
العلامة الخاطئة الثانية
من علامات ليلة القدر كما وردت بالسنه الصحيحة ليلة القدر ليلة بلْجة أي أنها ليلة مضيئة منيرة، ولكن لم يذكر أن الأماكن المظلمة سيخرج منها نور ساطع.
يتوهم كثير من الناس أن من علامات ليلة القدر أن يُرى نور ساطع في الأماكن المظلمة، وهذا لم يرد في أي حديث صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا يجب تفسير الأحاديث بالأهواء بل بما جاءت عليه في الأصل من شروح الصحابة -رضي الله عنهم- وعلماء الدين وليس على أساس الأوهام ولا الرغبات.
العلامة الخاطئة الثالثة
من العلامات الغريبة المنتشرة بين الناس أن الملائكة تسير في الطرقات وتصافح المؤمنين الأخيار، وهذا من غريب الأقوال التي لم تثبت في أيٍ من الكتب الصحيحة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته.
لم تتنزل الملائكة لتسلم على الأخيار من هذه الامة، فهل ستقوم بإلقاء التحية على غيرهم؟ إن هذه الأباطيل والأكاذيب يزعم بها الدعاة إلى الفرق الضالة التي تستغل سذاجة بعض الناس؛ لتقنعهم بأشياء وأمور ما انزل الله بها من سلطان وأنهم من أولياء الله الصالحين الأبرار، ثم تكون حكايات وقصص تنتشر، وتُروى وكأنها حقيقة مثبتة لينخدع الطيبون والبسطاء بعقيدتهم ودعواتهم الفاسدة.
فلا ننخدع بما يقولون من أكاذيب ليوهموا الناس بأنهم من الأخيار، بل كان من قبلهم من الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وعلماء الدين رحمهم الله، ممن ثبت صحة عقيدتهم وإيمانهم وعدالتهم، وتنتشر علامات واهية كثيرة حول الملائكة رغم أنها ليست من علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة.
الذين قاتلوا في سبيل الله وعُذبوا وأخرجوا من ديارهم وسجنوا وابتلوا في دينهم أشد ابتلاء، ورغم كل ذلك ثبتوا على الحق حتى ماتوا، ولم نعلم عن قصصهم أن سلمت عليهم الملائكة في الطرقات أو مشوا على الماء أو طاروا في الهواء.
العلامة الخاطئة الرابعة
إن من علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة ما يتعلق بالظواهر الكونية والطبيعة كما ذكرت من قبل، مثل ما يتعلق بالرياح والأمطار ودرجة حرارة الجو والشمس، وكلها علامات صحيحة ثابتة.
لكن لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الأشجار تتدلّى أغصانها وأوراقها إلى الأرض؛ لتسجد ثم تعود لمكانها الطبيعي عند إشراق الصباح، بل يزعم البعض أن الأشجار والأغصان تتكسر على الأرض ثم تعود مكانها مرة أخري، وكل تلك الخرافات والأوهام التي لا أصل لها.
كما يزعم آخرون أن مياه البحار تتحول إلى مياه عذبة ثم تعود لملوحتها عند وضح النهار، وكل ذلك ليس من علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة، ولم يثبت صحته في أي حديث صحيح عن علامات ليلة القدر كما وردت في السنه.
العلامة الخاطئة الخامسة
هناك حدث عظيم من أحداث ليلة القدر يتعلق بالملائكة، لكن لا نراه بل أخبرنا الله -سبحانه وتعالى- عن هذا الحدث الجلل، ولم يرى الصحابة أيضًا وهي نزول الملائكة وجبريل -عليه السلام– قال الله تعالى: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (سورة القدر آية 4،5).
من العلامات الغريبة المنتشرة بين الناس عن ليلة القدر هو رؤية بعض الناس للسماء تتشقق وينزل منها ضوء ساطع، بل ويزعم آخرون نزول قناديل مضيئة من السماء أي مصابيح ومن ثم تختفي دون أثر، وهي بالطبع ليست من علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة بل من الأوهام والخرافات.
بل يذهب آخرون من الوهم بتخيل أشكال السحب على هيئة ملائكة، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أحد يعرف ما هي هيئتها حتى، بل وينشر تلك الصور على الصفحات الخاصة في التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا: أجمل دعاء يريح القلب ويزيل الهم ويكشف الضر بإذن الله
أسباب انتشار العلامات الغير صحيحة عن ليلة القدر
إن من غرائب الأمور حول علامات ليلة القدر كما وردت في السنه أن كثير من الناس لا يعلم عنها شيء وأنها غير منتشرة بين الناس، وأن العلامات الغير الصحيحة التي هي في مجملها بدع وخرافات هي التي تنتشر بين الناس أكثر من علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة.
بل وصل الأمر من الجهل بأمور صحيح الدين والثابت بالضرورة منه أن الناس تتحرى العلامات الكاذبة، ويسألون بعضهم عنها والسعيد المتباهي هو من يزعم أنه رآها أو يتوهم ذلك، والتعيس هو من لم يرها، وهذا من نتائج غياب التوعية وتكاسل أهل الحق عن نشره، ونشاط أهل الباطل في نشر أباطيلهم، وفيما يخص العلامات الواهية فإنها تتمثل فيما يلي:
- بعض تلك العلامات التي يتحدث بها الناس تكون أمور وأحداث خاصة مر بها بعض الناس قبيل أو أثناء صلاتهم واجتهادهم وتحققهم من رؤية علامة الشمس صبيحة ليلة القدر فيتوهمون أنها من علامات ليلة القدر، بالرغم من أنها لم تذكر في علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة.
- تعمّد أصحاب الفرق الضالة والمذاهب ذات العقيدة الفاسدة نشر تلك الخرافات والبدع لنسج هالة من التقوى والورع على شيوخ طرائقهم؛ لإقناع البسطاء من الناس أن شيوخهم من أولياء الله الصالحين الذين يرون ما لا يراه غيرهم من العلامات والكرامات.
- استخدام التكنولوجيا الحديثة لإقناع الناس بالخرافات على أنها كرامات وحقائق، والانفاق على نشرها بين الناس، بل واستئجار أشخاص ليقنعوا غيرهم بتلك الخرافات.
أسباب أخرى لانتشار العلامات الخاطئة
إلى جانب الأسباب السابق الإشارة إليها، والتي ترتب عليها انتشار الجهل بين الناس فإنه توجد بعض العوامل الأخرى التي سنذكرها لكم في السطور المقبلة.
- ميل البسطاء من الناس والجهلاء للاستماع وتصديق قصص الكرامات والخوارق، مما لم يثبت عن من هم أكثر علمًا ودينًا وورعًا.
- تكاسل أهل العلم والباحثين في الشئون الدينية العلمية بتوعية الناس من البدع والخرافات، وفي مقابلهم ينشط أهل الباطل في نشر باطلهم، وذلك من جملة المصائب الكبرى التي أصابت مجتمعاتنا المسلمة شرقًا وغربًا.
- بعض تلك القصص لا يكون بغرض سيء ولكن بسبب الاستماع إلى كثرة الخرافات والبدع، فيتم تفسير بعض الأمور والظواهر العادية على أنها من علامات ليلة القدر، كأن يرى سرب طيور بيضاء تطير في السماء كعادة بقية الطيور فيتخيل أنها ملائكة أو انها علامة من علامات ليلة القدر، ومن هنا يجب على المتعلمين وطلاب العلم توعيتهم بالحسنى وإخبارهم عن علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة، وأن غير ذلك لا يجب قوله أو نشره بين الناس.
ومن هنا ندعوكم إلى قراءة هذا الموضوع الهام: صفة صلاة التراويح ووقتها وفضل صلاتها
إن علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة يجب نشرها بين الناس حتى يميزوا بين العلامات الواهية الغير الصحيحة الأخرى، والتي لم يثبت أنها من علامات ليلة القدر كما وردت في السنه الصحيحة الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله أعلى وأعلم.
التعليقات