من هم السلاجقة ومن أين اتو.. نشأة الدولة السلجوقية وسقوطها
من هم السلاجقة ومن أين اتو.. نشأة الدولة السلجوقية وسقوطها

من هم السلاجقة ومن أين اتو وإلى أي منطقة ينتمون، أسئلة كثيرة تدور في الأذهان حول اسم السلاجقة خاصة مع  اهتمام الأعمال الدرامية مؤخرا بعرض جوانب من تاريخهم، وإبراز دورهم إنقاذ الدولة العثمانية من سيطرة البوهيميين الشيعة، وكذلك في التصدي لبدايات الحملات الصليبية، لذلك ستكون الإجابة على سؤال من هم السلاجقة ومن أين اتو، هي موضوع هذا المقال الذي تحرى فيه فريق الموقع الدقة لنقل الحقيقة من مصادر تاريخية موثوقة.

من هم السلاجقة ومن أين اتو

في البداية، نوضح أن  اسم السلاجقة جاء نسبة إلى الجد الأكبر للعائلة وهو رجلٍ يدعى سلجوق بن دقاق.

وقد حملت اسمه الأسرة التي شكلت واحدة من أكبر الدول الإسلامية.  تأسست الدولة في القرن الخامس الهجري والقرن الحادي عشر الميلادي، في وجود الدولة العباسية.

أما عن جذور العائلة التاريخية، فهي تركية الأصل تنسب إلى قبائل الغز التركي التي دخلت الإسلام أثناء حكم أحد زعمائها وهو، كما أسلفنا،  سلجوق بن دقاق وذلك  سنة 960م.

ما هو أصل السلاجقة

الآن، نأتي  للخطوة التالية للإجابة على سؤال المقال الرئيسي ، من هم السلاجقة ومن أين اتو ، إذ ترجع جذور السلاجقة إلى وسط آسيا، وتحديدا مكان يُسمَّى ” “استبس القيرغيز” في اتجاه الشرق.

هاجر السلاجقة من هذا المكان، إلى آسيا الصغرى بحثا عن المرعى والأمان أيضا في ظل تعرضها لمخاطر إغارة القبائل الأخرى عليها.

بعد ذلك عمل قائدهم سلجوق بن دقاق كقائد عسكري ومن خلفه قبيلته، في خدمة الملك التركي بيغو، وحظي بحب كبير من الناس إلى درجة أزعجت الملك وجعلته يدبر ل التخلص منه.

ولما علم سلجوق بنية الملك، جمع عشيرته وهاجر نحو الأراضي الإسلامية وتحديدا عند نهر سيحون  في جَند بوسط آسيا، وهناك أعلن زعيم السلاجقة دخوله وقبيلته في الإسلام.

تأسيس دولة السلاجقة

ما زلنا مع سؤال، من هم السلاجقة ومن أين أتو، وقد عرضنا الإجابة على الشق الثاني من السؤال المتعلق بنشأتهم ومكان هجرتهم. وفي الفقرات التالية، سنتناول باختصار الإجابة على الجزء الأول وهو من هم ولماذا مثلوا حقبة هامة في التاريخ الإسلامي.

بدأت القبيلة في إرساء قواعد الدولة في خراسان على يد طغرل بك حفيد سلجوق سنة 429 هـ، 1037م، حيث استطاع هزيمة الغزنويين وفتح أراضيهم  ثم اتجه إلى أراضي الخلافة العباسيّة .

أسس طغرل بك دولته، في شرق وغرب إيران ثم اتجه لشمال العراق، ما دفع الخليفة العباسي الذي كانت دولته تعاني ضعفا في تلك الفترة إلى دعوة طغرل لدخول بغداد .

وخاطب الخليفة العباسي القائد السلجوقي تعزيز شأن الدولة وإنقاذها من السيطرة البويهية الشيعية التي كانت تهدد الدولة العباسية الحاكمة.

القضاء على الدولة البويهية

لكي يمكننا تكوين صورة واضحة والحصول على إجابة كاملة عن سؤال من هم السلاجقة ومن أين اتو، لابد من متابعة تسلسل الأحداث التاريخية، كما يلي.

بالفعل دخل سنة 447 هـ، وبالفعل استطاع هزيمة البويهية، وقضى على آخر زعمائها أبو نصر خسرو سنة 447 هـ.

وبذلك تمكن من إعادة الهيبة للخلافة العباسية ولكن تحت السيطرة السلجوقية.

السلطان طغرل بك

يعتبر السلطان طغرل بك، المؤسس الفعلي للدولة السلجوقية، وأول من حمل الراية الحمراء ذات الهلال والنجمة.

وقد حظي باحترام وحب عشيرته وكل من عرفه كذلك، ووصفته كتب التاريخ بأنه كان فارسًا مقدامًا ذا شخصية قوية، وشجاعة وذكاء وبصيرة.

كما اعترف الخليفة العباسي القائم بأمر الله بالدولة السلجوقية في عهده. ما أكسب السلاجقة صفة شرعية.

أيضا، استقبله الخليفة العباسي عندما دخل بغداد عام 447 هـ، وأمر بنقش اسمه على العملة، وكذلك الدعاء له في الخطب في مساجد الدولة العباسية.

توفي في سنة 455هـ، 1063م، ولم يكن لطغرل بك ولد ليخلفه، لذلك تولى الأمر ابن أخيه ألب أرسلان بعد عدة منازعات في البيت السلجوقي.

اقرأ أيضا: من هو مؤسس المملكة العربية السعودية وأهم إنجازاته

معركة ملاذ كرد

بدأت التوسعات الحقيقية للدولة في عهد الزعيم السلجوقي ألب أرسلان، واهتم بالأخص بوقف تمدد الدولة البيزنطية وخاض عدة حروب مع أمرائها،  ما أزعج رومانوس الرابع، إمبراطور البيزنطيين في ذلك الوقت.

في سنة 463 هجرية، أعد الإمبراطور البيزنطي جيشا كبيرا قوامه يقترب من 20 ألف مقاتل من البيزنطيين وغيرهم من الجنود المرتزقة ليلاقي ألب أرسلان الذي لم يتعدى جيشه الـ20 ألف جندي في ملاذ كرد.

وعلى الرغم من الفارق العددي الضخم، إلا أن جيش المسلمين بقيادة ألب أرسلان استطاع أن يلحق بالجيش البيزنطي هزيمة نكراء. حيث قتل وأسر منهم  عشرات الآلاف ، وعلى رأس الأسرى القيصر الروماني.

ويعد أسر الإمبراطور الروماني سابقة حدثت  للمرة الأولى في تاريخ الدولة البيزنطية.

ووفقا للمصادر التاريخية، أن ألب أرسلان أحسن معاملة  كافة الأسرى وعلى رأسهم زعيمهم. ثم افتدى القيصر البيزنطي نفسه بمليون دينار وعاد لبلاده ليفاجأ بعزله لتسببه في ضياع الجيش وهيبة الدولة، ثم تم قتله بعد ذلك.

وتعتبر معركة ملاذ كرد نقطة تحول في تاريخ الدولة السلجوقية، بل الإسلامية ككل في ذلك الوقت.

وهي من أهم الأسباب التي تعطي أهمية كبرى للإجابة على السؤال من هم السلاجقة ومن أين اتو .

السلطان ألب أرسلان

استمر ألب في تدعيم أركان الدولة بعد هزيمة البيزنطيين في معركة ملاذ كرد التي تعد من أشد المعارك في التاريخ الإسلامي.

غير ان العمر لم يمهله ليجني ثمار التحول التاريخي والكبير لهذه المعركة الفاصلة. حيث  قتل في السنة التالية لتلك المعركة.

ثم خلفه بعد ذلك ابنه ملك شاه، أي في عام 464 هجرية، واستمر حكمه حتى عام 485 هـ.

السلطان ملكشاه أو ملك شاه

اتسعت رقعة الدولة السلجوقية في عهد ملك شاه، أو كما سجلت بعض كتب التاريخ اسمه، ملكشاه، بمساعدة الوزير نظام الملك.

وامتدت  حدود الدولة من  الصين حتى بحر مرمرة، غرب آسيا الصغرى بالقرب من القسطنطينية.

أيضا توسَّعت نحو بلاد الشام والحجاز والأناضول.

من أهم صفاته الحكمة والجود ، والحلم والعدل، حتى أنه  لقب بالسلطان العادل لاهتمامه بأمر المظالم التي كان يبت فيها بنفسه.

وفي تلك الحقبة حارب السلاجقة  البيزنطيين والصليبيين.

ثم بعد وفاة ملك شاه، توالي الحكام والسلاطين على حكم الدولة.

الحضارة السلجوقية

لابد من المرور على الحضارة السلجوقية ومظاهر الدولة المدنية لكي تكتمل إجابة السؤال، من هم السلاجقة ومن أين أتو.

وفقا لما جاء في كتب التاريخ، أن السلاجقة تأثروا كثيرا بالبلدان التي مروا  بها خلال هجرتهم وتنقلهم من مكان إلى آخر. بينما تؤكد الروايات التاريخية أنهم بمجرد إقامة دولة خاصة بهم هجروا حياة الرعي والرعاة واتجهوا للحياة المدنية بكافة تفاصيلها.

اهتم حكامهم بتشجيع التعليم والعلماء، والفنون وأصبحت لهم مظاهر حضارية وطرز معمارية خاصة بهم .

ابتكر فنانوهم نقوشا خاصة بهم، وزخرفوا القصور بالأزهار وقصص المعارك الحربية واستخدموا الألوان الزاهية .

أيضا تضمنت نقوشهم صور البشر كمواضيع للأعمال الفنية في إشارة إلى أهمية دور الإنسان في صناعة الحضارة والأحداث على مر التاريخ.

وما زال جزء كبير منها باق إلى الآن في البلاد التي حكموها وكانت ضمن رقعة دولتهم.

بداية ضعف  دولة السلاجقة

في فقرتنا الأخيرة من المقال، في معرض الإجابة على سؤال من هم السلاجقة ومن أين أتو، نوضح أهم أسباب سقوط الدولة السلجوقية.

ولعل الأسباب معروفة مسبقا، فعوامل اضمحلال أي دولة هي نشوب الصراعات بين أبناء الأسرة الحاكمة. وهو ما حدث بالفعل بالإضافة لاستغلال بعض الأمراء لوجود خلافات في بيت الحكم وإشعال نار الفتنة بين أبناء البيت السلجوقي.

بعد وفاة السلطان ملك شاه عام 485، بدأت الخلافات، إذ ترك الولاية  لولديه بركيا روق ومحمد. ولأسباب متعددة نشب صراع  بين جيشين من أنصار الأخوين.

وصل الأمر للحرب التي انتهت بانتصار بركيا روق وتوليه الحكم واعتراف العباسيين به سنة  486 هـ.

شاهد أيضا: قصة اصحاب الاخدود والعظة والعبرة منها

تفكك السلاجقة

ثم بعد ذلك استقلت بعض العائلات السلجوقية كنتيجة للتنازع والصراع بين أبناء البيت السلجوقي على الحكم منذ وفاة ملك شاة.

وبعد سنوات قليلة من رحيل ملك شاه، انقسمت الدولة إلى 5 دويلات سلجوقية، هي:

  • دول السلاجقة الكبرى وحكمت إقليمي العراق وإيران، وأشهر سلاطينها بعد أب أرسلان وملكشاه ، كان بركيا روق.
  • سلاجقة كرمان، وحكمت منطقة باكستان حاليا، واستقرت فيها عشيرة  قاروت بك  أخو السلطان  ألب أرسلان.
  • السلاجقة في كردستان وحكمت جزء من تركيا وأرمينيا وأجزاء من إيران.
  • سلاجقة الروم في أجزاء من آسيا الصغرى وكانت على أنقاض الدولة البيزنطية، وأسسها سليمان بن قتلمش.
  • السلاجقة في الشام، وحكموا سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وأسسها تتش بن ألب بن أرسلان.

السلطان سنجر

في عام عام 511 هـ استطاع أحد سلاطين دولة السلاجقة العظمى ويدعى سنجر، الحفاظ على ما تبقى من دولته، ثم بعد  وفاته عام 552 هـ بدأت الدولة العظمى في الضعف والانهيار.

ثم دب الضعف في كافة الدويلات السلجوقية المنبثقة عنها، وتمزقت وحدتهم.

وانتهت غالبة الدويلات بينما صمدت دولة سلاجقة الروم وواجهت الحملات الصليبية. إذ حصرتها في الركن الشمالي الغربي من آسيا الصغرى.

ثم بعد تتالي الهجمات المغولية، التي استغلت فرقتهم وتمزق دولتهم الكبرى، وتمكن المغول من القضاء على آخر ما تبقى من دولة السلاجقة .

بذلك انتهى حكم السلاجقة في عام 1194، الذي استمر لما يزيد عن قرن ونصف من الزمن بين عامي 1037-1194 م.

خاتمة

قدمنا خلال هذا المقال إجابة وافية دقيقة على سؤال من هم السلاجقة ومن أين اتو في حدود ما توفر من معلومات تاريخية ذكرتها مصادر موثوقة.

وتناولنا كل ما يخص هذا الأمر بدءا من نشأة السلاجقة ونسبهم، وهجرتهم، ثم تأسيس دولتهم وأهم قادتهم وسلاطينهم بداية من جدهم الأكبر سلجوق بن دقاق مرورا بزعيمهم ومؤسس دولتهم طغرل بك، والسلطان ألب أرسلان.

تضمن المقال كذلك أهم المعارك التاريخية ملاذ كرد، وحكم أولاد ألب أرسلان وعلى رأسهم الملقب بالعادل، ملكشاه.

ثم عرضنا جانبا من الحضارة السلجوقية وملامح الدولة المدنية ومدى اتساع رقعة تلك الدولة.

أخيرا، تطرقنا إلى سقوط تلك الدولة وتفككها رغم محاولات السلطان سنجر إنقاذها،  وأهم الأسباب التي أدت للسقوط بعد حكم دام أكثر من قرن ونصف.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *