محتويات
هناك الكثير من الفتاوى عن فضل قراءة سورة الملك قبل النوم بعضها تفخم في فضل تلاوتها قبل النوم كأنها حج مثلًا أو قيام ليلة القدر كالحديث الذي رواه ابن حجر العسقلاني في (الكافي الشاف) وأجمع الفقهاء على أنه موضوع، لكن هذا لا ينكر أن هناك أحاديث صحيحة وردت في فضل سورة الملك.
لذا في هذا الموضوع على موقع تثقف سنقدم لكم أقوال الفقهاء في فضل تلاوتها، والأحاديث الصحيحة التي وردت في هذا الصدد.
فضل قراءة سورة الملك قبل النوم
في سورة الملك ورد العديد من الأحاديث عن إنها تحمي المداوم على تلاوتها وتنجيه من عذاب القبر، فالمنعة تكون للمسلم الذي اكتسب ذنوب توجب عليه عذاب القبر، وقال بعض الفقهاء أنها تمنع المؤمن من الوقوع في الأعمال التي توجب عذاب القبر.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “سورةُ تبارك هي المانعةُ من عذابِ القبرِ” (صحيح الجامع 3643).
فالقرآن الكريم هو كلام الله -تعالى-؛ فمن حفظه وتدبر معانيه فاز في الدنيا والآخرة، ولهذا علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض السور التي تحفظنا منها ما ورد في هذا الحديث، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- “سورة تبارك” وهي سورة الملك.
- “المانعة من عذاب القبر” أي هي التي تكفي صاحبها في الدنيا وتمنع عنه عذاب القبر إذا مات، وهي التي تمنعه في الدنيا من ارتكاب الذنوب.
كما قيل إنها إذا قرئت على قبر المسلم خففت عنه العذاب، لكن لم يرد نص صحيح بهذا الرأي، وفي هذا المعنى ورد حديث صحيح آخر أكثر تفصيلًا عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال:
“يُؤتَى الرَّجلُ في قبرِهِ فتُؤتَى رِجلاهُ فتقولُ رِجلاهُ: ليس َ لَكُم على ما قِبَلي سبيلٌ كانَ يقومُ يقرأُ بي سورةَ المُلكِ، ثمَّ يؤتَى من قِبَلِ صَدرِهِ أو قالَ بطنِهِ، فيقولُ: ليسَ لَكُم على ما قِبَلي سبيلٌ كانَ يَقرأُ بي سورةَ الملكِ، ثمَّ يُؤتَى رأسُهُ فيقولُ: ليسَ لَكُم على ما قِبَلي سبيلٌ كانَ يقرأُ بي سورةَ الملكِ، قالَ: فَهيَ المانعةُ تمنَعُ مِن عذابِ القبرِ وَهيَ في التَّوراةِ سورَةُ الملكِ، من قرأَها في ليلةٍ فقد أَكْثرَ وأطنَبَ” (المستدرك على الصحيحين 322/3).
فهذا الحديث حكم عليه الفقهاء وعلماء الحديث إنه صحيح الإسناد، ويدل على عظيم فضل قراءة سورة الملك قبل النوم.
شاهد أيضًا: ما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؟ وفضل قراءتها
سورة الملك تشفع لصاحبها
أيضًا من فضل قراءة سورة الملك قبل النوم أنها تأتي يوم القيامة تشفع لصاحبها المداوم على تلاوتها، فعن أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
“سورةٌ تشفعُ لقائلِها، وهي ثلاثونَ آيةً ألا وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ” (رواه الترمذي 2891) وفي رِوايةِ أبي داودَ 1400: “… تَشفَعُ لصاحبِها حتى يُغفَرَ له …”
ففي الحديث السابق بيان لمزيد من فضائل سورة الملك (تبارك) فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- “سورة” أي مجموعة الآيات من القرآن التي لها بداية ولها نهاية.
- “تشفع” أي تطلب من الله وتسأله الشفاعة.
- “لصاحبها” أي قارئها المتدبر لآياتها العامل لما فيها من أحكام، واستخدم التعبير المصاحبة للدلالة على كثرة التلاوة والألفة بين العبد وسورة تبارك.
- “وهي ثلاثونَ آيةً” أي أن تلك السورة تتكون من ثلاثين آية.
- “ألا وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ” أي أن السورة التي ورد في حقها كل هذا الفضل هي سورة تبارك (الملك).
أما عن تفصيل تك الشفاعة فقيل إنها يوم القيامة أو في القبر، أو أنها تمنع العبد من الوقوع في الذنوب التي توجب عليه العذاب وبذلك تكون منعت عنه العذاب.
قول ابن مسعود عن قراءة تبارك كل ليلة
قد تناول عبد الله بن مسعود عن فضل قراءة سورة الملك قبل النوم فقال:
“من قرأ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) كلَّ ليلةٍ منعه اللهُ عزَّ وجلَّ بها من عذابِ القبرِ وكنَّا في عهدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- نسمِّيها المانعةَ وإنَّها في كتابِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- سورةٌ من قرأ بها في ليلةٍ فقد أكثَر وأطاب” (الترغيب والترهيب 368/2)
في هذا المقام بالتحديد كان يحثنا عبد الله بن مسعود على قراءة سورة الملك كل ليلة، وقال إنه كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمونها “المانعة” لأنها تمنع صاحبها من عذاب القبر، كما أنه أكد على أن قراءتها في الليلة مرة واحدة فقد كفى نفسه وأكثر من الخير.
الأحاديث الضعيفة في فضل سورة الملك
كما ذكرنا آنفًا أن هناك عدد كبير من الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضل تلاوة سورة الملك أهم تلك الأحاديث هي:
- “ودِدْتُّ أنَّ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)، فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ” (ضعيف الجامع للألباني 6118) (ضعيف الترغيب 888).
- “من قرأَ سورةَ الملكِ فَكَأنَّما أحيا ليلةَ القدرِ” (الكافي الشاف 300).
هذا بجانب حديث ذكره ابن حجر العسقلاني في (إتحاف المهرة 155/3) أن جابر بن عبد الله روى حديث، يقول: ” أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلم- كانَ لا ينامُ حتَّى يقرأَ الم تَنزِيلَ السَّجْدَةَ وتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ” إلا أن هذا الحديث ضعفه العلماء؛ لأن به رجل اسمه صفوان غير معروف، وورد في سنن البيهقي 970/2 بإسناد منقطع، لهذا لا يُؤخذ به.
على ما سبق من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقوال الصحابة؛ فإن لقراءة سورة الملك (تبارك فضل عظيم) سواء كان ذلك في الليل أو في النهار، وأنها تنجي من عذاب القبر.
اقرأ أيضًا: صفة صلاة التراويح ووقتها وفضل صلاتها
بهذا نكون قد نقلنا لكم أقوال الفقهاء عن فضل قراءة سورة الملك قبل النوم، كما ذكرنا آراء علماء الحديث في الأحاديث الواردة في فضلها وتصنيفها إلى أحاديث صحيحة وأخرى لا تصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة والنفع.
التعليقات